قدْ كنتِ مولاتي

قَرّْرتِ أنتِ البُعد عنْ وطني

وطنٌ بنيتُهُ مِنْ غُييماتِ

زركشتهُ ورداً وصغتُ لهُ

لحناً مِنَ التّنغيمِ في ذَاتي

وتركْتِني مـِن دونما سببٍ

أحْرَقتِ أزْهَـاري وجَنّاتي

وأنا, جعلتكِ في السماء قمرا

يعلو على كلِّ الجميلات

والثغر من عنبي عصرتُ له

هل ثــمَّ أنْ أنســى شقاواتي

من أنتِ قولي قبلَ معرفتي

مــا أنتِ إلا مـِـنْ رواياتي

هل ثـمَّ أنْ أنساكِ سيدتي

هلْ تُنسَ آلامـي وآهاتـي

مهما ابتعدتِ فإننــي قدرٌ

لا بدَّ يوما مـن ملاقاتي

مهما ابتعدت فأنت راجعةٌ

لتزيفــــي بعْض الحكاياتِ

وستذرفين الدمعَ عن ندمٍ

وستطلبين رضىً لقبلاتي

تبكين لكـنْ دونَ فائدةٍ

فلقد نسيتُ محوتُ أوقاتي

أشغلتُ مقعدَكِ القديم فما

عندي مكـــانٌ للسّخَافاتِ

ولتحذري فزوابعي انبعثتْ

وتأجّجتْ غضباً محيطاتي

وتغيّرت ْ كلّ الدروبِ فقدْ

غيرتُ حبَّـكِ واهتماماتي

أودعتُ ماضينا لمحرقــةٍ

ورميتُ فيها كلّ صفْحاتي

غيّرتُ وجْهاً كنتُ أعشقهُ

ونسيتُ دربي واتّجَاهاتي

ونسيتُ أنَّكِ كنتِ شاغلتي
يا مَنْ دَعَوْتُكِ باسْمِ مولاتي

شعر/ خالد بن علي البهكلي 5/4/1433هـ أبوعريش