ليلى .. والوطن أيّهما أيّهما


مصطفى حسين السنجاري


إنّي أحِــــبُّكِ .. يا لَيْلى .. وأعْتَرِفُ
.......... فَلْيَشْهَدِ النّيْتُ والسّاحاتُ والصُّحُفُ
ما بي على كَتْمِ ما بي عُشْبُ مَقْدِرَةٍ
.......... هَواكِ يَنْسابُ مِنّي أيْـــــــــنَما أقِفُ
هَـــــــــــواكِ أرّجَ أنْفاسي وأخْيِلَتي
.......... يَمُوْجُ عِطْراً .. إذا أطْلَقْـتُهُ الحَرُفُ
قَدْ كُنْتُ أحْسبُ أنَّ السـّرَّ في خَلَدي
.......... يبقى مُصـاناً .. ولا (غاما) سَيَكْتَشِفُ
ما كُنْتُ أحْسبُ أنّ السّـــرَّ يَفْضَحُهُ
.......... فينا الدّفينانِ: هذا الشّـــــــــوْقُ ، والشَّغَفُ
والحُبُّ لا يَصْدَحُ الإخْلاصُ في دَمِهِ
.......... حَتّى تُهَدْهِدهُ الأشـــــــواقُ والتَّلَفُ
والحُبُّ ضَرْبٌ مِنَ الأخْلاقِ سيّدَتي
.......... هُوَ الكَرامَةُ والإيثارُ والشّــــــرَفُ
لا تَعْجَبي مِنْ أُناسٍ ظاهَروْهُ سَــــناً
.......... إنَّ المُسيءَ عَن الإحسانِ يَنْصَرِفُ
يا صدفةً جمعت قلبينِ في كنفٍ
.......... وأصدقُ الحبِّ ما تسخو به الصُّدَفُ
حاشا هَــــــــواكِ بِقَلْبٍ جِئْتُ أنْشدُهُ
.......... كُلّي قُلوبٌ إلى عَيْـــــــنَيْكِ تَزْدَلِفُ
يا قَلْبُ في الحُبِّ لا تَسْـــمَعْ لِعاذِلِهِ
.......... فَحَسْبُهُم أنّهُم بالعُـــــــــذَّلِ اتّصَفوا
لا تَبْتَئِسْ إنْ طَواكَ السّهْدُ من كَلَفٍ
.......... هَلْ يَعْرِفُ الحُـبَّ إلاّ مَنْ بِهِ كَلَفُ
قُلْ للذي لامَ بعْدَ الأربــــعين هوىً
.......... ما أعْذَبَ الحبَّ حيثُ العُمْرُ ينتَصِفُ
لَمْ يُخْلَقِ الحبُّ مَقْروناً بأزْمِــــــــنةٍ
.......... ولا بأمْكِــــــــــــنَةٍ قَدْ يُقْرَنُ الوَطُفُ
**********
إنّي أحِبُّكِ .. يا ليــــلى .. وأعْتَرِفُ
.......... مُذْ كانَ حَيّاً أبــــوكِ الظالمُ الصّلِفُ
كَمْ قاسياً كانَ .. لكن كانَ ذا هَيَبٍ
.......... فَلَمْ يُقارِعْكِ مُحـــــــــتالٌ ومُنْحَرِفُ
لَمْ يَتْرُكِ البابَ مَفْــــتوحاً لِذي نَزَقٍ
.......... ولا الغَــــــــديرَ لِمَنْ يأتي وَيَغْتَرِفُ
كانَ المكانُ عزيزاً تحتَ قبضتِه
.......... رغم الحصاراتِ ما أودى به الشَّظفُ
وحينَ ماتَ تخَلّى عن ودائعِه
..........فعاثَ فيها الألى ما هَمَّهُم عَنَفُ
فَهَلْ أبوكِ غطاءً كانَ فَوقَ قذىً
.......... لمّا تنَحّى علينا انْهالَتِ الجِيَفُ
.........................................
الأمسُ وَلّى .. وحَلَّ اليَــوْمُ مُنْتَقِماً
.......... ونحنُ بَينَـــــــــــهُما يلْهو بنا التّلَفُ
قَدْ كنتِ بالأمسِ في تِيْهٍ وفي تَرَفٍ
.......... لكـــــــــــنّكِ اليَوم لا تِيْهٌ ولا تَرَفُ
بالأمسِ كانَ مُصـــاناً نَعْلُ سيّدتي
.......... ودُوْنَهُ تُضْـــرَبُ الأستارُ والسُّجُفُ
واليوم .. باتَ مُشـاعاً لَحم سيّدَتي
.......... عليهِ كلُّ نُيوبِ الفَــــــــتْكِ تَنْعَطِفُ
ما كانَ بالأمسِ دُرّاً باتَ مِنْ خَزَفٍ
.......... واللهِ لَنْ يَتســـــاوى الدّرُّ والخَزَفُ
بالأمـــــــسِ كانَت مُغَطّاة ملاحِدُنا
........... لكنّها اليــــــــومَ لا لَحْدٌ ولا سَقُفُ
كُنّا إذا عَضّــــــــــنا بَرْدٌ بِقارِصَةٍ
........... بالكبرياءِ وحَــبّ الأرضِ نَلْتَحِفُ
بالأمس تأتي رياحُ الخَوفِ مِن طَرَفٍ
........... واليوم لم يَدّخِــرْ تزفيرَها طَرَفُ
مَهْما وَصَفْتُ انْحِدارَ الحالِ في وَطني
.......... إنَّ الحَقيقَةَ تبقى فـــوقَ ما أصِفُ
الرّيْحُ ما فَعَلَتْ يـــــوماً بِمُهْتَرِيءِ الـ
.......... ـخِيامِ ، ما فَعَلَ الآتون لَو عرفوا
تمضي السّنونُ وتطوينا بلا هَدَفٍ
.......... كأنّما هدَفُ الأعــــــوامِ لا هَدَفُ
يعدو بنا العامُ بعدَ العامِ في عَمهٍ
.......... كم مرّةً ، في غدٍ ، قلنا سَتَنْكَشِفُ
لَو لَحظًةٌ من سنين العمرِ تنصفنا
.......... هيهات ..هل شاءتِ الأقدارُ والصّدَفُ؟
ما أثقَلَ العمرَ يطوينا بلا أمَلٍ
.......... وأثْقَلَ الصّـــــبْرَ لا حَظٌّ ولا نَصَفُ
..............................................
مقَدَّسٌ كلُّ رُكنٍ فيــــــــكِ غاليَتي
.......... ومَنْ أباحوْكِ جَهْراً ما لَهُم شَرَفُ
وَبَعْدَ ثَغْـــــــرِكِ لا دَرَّت روافِدُنا
.......... وبَعْدَ شَــعْرِكِ لا نَخْلٌ ولا سَعُفُ
سُحْقا لمَن سلَبوكِ الثوبَ ما خجلوا
.......... ومّن أباحوكِ عندَ الفجرِ ما ارْتَجفوا
أمســـى ربيبُ أبي ليلى يُطاردُني
.......... مِن غيرِ ذَنبٍ سوى أنّي بها كَلِفُ
أموتُ مِن أجلها في حين يَحسبُها الـ
.......... ـرّبيبُ بَيْــــــــدَرَ جَتٍّ مِنهُ يَعْتَلِفُ
منِ اسْتباحوا بلا عَطْفٍ حبيبَتَهُ
........... يستَعْظِمونَ عليهِ ..أن يَصيحَ : قِفوا
إنّ الألي اتفقوا في قتلِ حارِسِها
.......... بِشأنِ حِصّــــــَتِهم في إرْثِها اخْتلَفوا
يا عابثينَ .. خذوا ما شاءَ دَيْدَنُكم
.......... دَعُوا الحَبيبَةَ للمَحبوبِ وانصَـرِفوا
لأجــلِ ذا نزفَ الفادونَ خيرَ دَم؟؟ٍ
.......... لو أنّهم علموا بالغـــــيبِ ما نزفوا..!
إنْ كانَ, ما كانَ، تحريراً، كما زعموا
.......... عليهمُ وعلى التّحريرِ ألفُ تفووو

الشاعر مصطفى حسين السنجاري