أحد نتائج الإيذاء النفسي هو فقدان الشخص احترامه لنفسه وتقديره لذاته ويعتبر هذا بسبب تعرضه لصدمات متكررة علي المدي الطويل سواء منذ الطفولة أو في حالات الارتباط العاطفي…وفي حالة الأطفال الذين يكبرون وهم معرضون لهذا الانتهاك من أسرهم فهم يشعرون بالذنب وبأنهم مسئولين عن هذه المعاملة السيئة لأنهم يستحقونها..هذا الإحساس يجعلهم في حالة من الحيرة والخجل ويقويه عندهم من يؤذيهم..فتعيش الضحية لسنوات وهي تخفي... هذا السر المؤلم بداخلها بحجة أنها المسئولة

الإيذاء النفسي واللفظي يختلف عن الإعتداء الجنسي والعنف الجسدي وإن كان مصاحبا لهما في بعض الأحيان وذلك بهدف إخضاع الضحية ويكون أثر ذلك النوع من الإيذاء علي المدي الطويل مدمرا ومحطما لثقة الشخص في نفسه واحترامه لذاته

من أمثلة ذلك عبارات مثل: أنت غبى / سئ / قبيح / أناني

عمرك ما هتفلح

مالكش قيمة من غيري / ما تقدرش تعيش من غيري

إنت إلي جبته لنفسك

ماحدش هيصدقك..إنت كذاب بشكل

إنت إلي خلتني أعمل كده فيك

عمر ما حد هيحبك

بعد سنوات من هذه المعاملة فمن السهل علي الشخص أن يصدق أنه فعلا بلا قيمة و أنه قبيح..حقير.. وعاجز ولايستطيع أن يتحمل مسئولية نفسه ولايستحق الحب والاحترام

وتتقمص الضحية شخصية الجاني وتبدأ فى تكرار هذا الكلام لنفسها وللآخرين

من الصعب اكتشاف الإيذاء النفسي والعقلي برغم من أثره التدميري… فهناك أولياء أمور وأزواج مسيطرين ومتحكمين ..يطلقون الأحكام وينتقدون…

هناك الجماعات الدينية المتزمتة والمتطرفة والتي تبث شعور كراهية الذات والشك فى أهلية الشخص…

هذا هو السبيل لإحكام السيطرة فأنا أريد مصلحتك وأحبك وأنصحك فأنت لست ذكي بالقدر الكافي لتتحكم في حياتك وتتخاذ قراراتك ولا أنت مؤمنا بالدرجة الكافية لتدخل الجنة

التحرر من كل هذه القيود الخفية هو الخطوة الأولي علي طريق إستعادة الثقة بالنفس واحترام الذاتيحتاج الإنسان مساعدات خارجية..إما في علاج جماعي حيث يتشارك الناس في الحديث عن تجارب دفنوها بداخلهم علي مر السنين…ومحاولة إبراز إيجابيات كل شخص حتي لو حدث هذا بكلمات بسيطة… أو بالبحث عن نشاط مثمر وسهل تحقيقه في مجال يخلو من النقد الجارح والأحكام المطلقة.

منقول.