نحن وأدب الأطفال:
ماذا قرانا ولماذا كان هكذا نتاجنا؟
العسل انعكاس حقيقي بطعمه ورائحته لما تعب النحلة وتأكل, ونحن أيضا كنا حقبة خاصة لن تتكرر..فهل تواءمت مع فكر الطفل الحديث؟
ماذا قرانا؟
تقول الأستاذة مريم خير بك [1]

معظم ما قراناه كان من الأدب العالمي المترجم والروسي خاصة, وأيضا المأخوذ من التاريخ الديني , وقصصا قليلة لبعض الكتاب العرب..[2]
******
فما يمكنه أن ينتج هذا مع جبله بالبيئة المحيطة الملتزمة؟هنا السؤال هل كان نتاجنا محصلة طبيعية لما حصلنا عليه من معارف؟

أما بعد السبعينات بدأت الترجمة من أدب المنظومة الاشتراكية التي تربعت على عالم الطفولة بقوة..من الصين وروسيا ورومانيا الخ..
أما في الثمانينات نرى تحركا واضحا عربيا في عالم أدب الأطفال..فكيف كان؟كان غير مكتمل الشروط كما ذكرت الأستاذة مريم, لماذا؟كان عجالة نص افتقر للمعالجة الدرامية العميقة.
ولازالت مشكلة تأليف النص الإبداعي للطفل تعاني من مسالة المراحل العمرية والنص المناسب لها لغة وقيمة , وأسلوبا وخيالا وإخراجا.
فما هي شروط النص الطفلي وكاتب الأطفال؟:
تقول الأستاذة مريم (باختصار ومع إضافة من عندي)وأنا أوافقها في ذلك:
1- أن يكون الكاتب موهوبا ويملك لمعة إبداعية
2-أن يكون مثقفا وعارفا باللغة وخبيرا بالملحة العمرية التي يكتب لها.
3-أن يكون النص منسجما لغة وأسلوبا وقيمة تربوية وأفكارا مع تلك المرحلة بدقة .
4-أن يوثق المؤلف عناصر عمله عمليا , كي لا يطرح في نصه معلومة ترسخ خطأ في ذهن الطفل وتشكل عنده أساسا معرفيا خاطئا يصعب تغييره.
6-أن يكون النص مشوقا ومدهشا جديدا في فكرته حديثا في مساره,متعا في تفاصيله يفجر فيه ملكات الرغبة في الكتابة او الانتباه للرسالة الواردة فيه.
7-أن يكون له هدف واضح موجها برسالة واضحة كي لا يكون إنشائيا فقط.
ما هي شروط الكاتب الخاصة:
1- الأخلاق العلمية التي تبعده عن المزاجية في الكتابة
2-مثقفا في عالم الأطفال أدبا وأخلاقا وعملا وممارسة.
3-الإطلاع الواسع على عالم أدب الأطفال والثقافة الخاصة به.
4-أن يقوي سليقته اللغوية ومعارفه ويطورها بترقي باستمرار.
5-أهمية الإطلاع على علم النفس والتربية والاجتماع وكل ماله صلة بهذا العالم الجميل يرفده ويقويه.
6-ان يثقف نفسه علميا أيضا وفي علم الطبيعة بقدر ما فهناك من الأدباء من يقع بأخطاء علمية فادحة , يدفعهم تهاونهم لدفع الثمن غاليا بعد ذلك..
7-أن يرتكز الناقد هنا على أسس واضحة لا لبس فيها ولا غموض, يسبر غور لنص ويعرف مكامن الغموض فيه واللبس كي ينضج بقوة لو تسنى للكاتب المزيد من الكتابة.
********
من جهة أخرى نجد رغم اهتمام الكتاب بعالم أدب الأطفال نواجه مشكلة كبيرة فنسأل:
لماذا أطفالنا لا يقرؤون؟وما العيب إذن؟

بالنسبة لأدب الأطفال وكتابه:
1- الأسلوب الوعظي المباشر
2- الإطالة بلا داع
3-اللف والدوران على الفكرة بغموض لإظهار بارعة في غير موضعها.
4- العيوب الفكرية فيها سواء التربوية والعلمية والواقعية.
5-خلو النص من العناصر المذكورة أعلاه في التعداد الأول ,وهي من الأساسيات.
6- دخول الحداثة بطريقة مغلوطة للنص مما يجعله في مقارنة فاشلة مع الأعمال المصورة والمفعلة تقنيا.
*********
بالنسبة لتراجع القراءة لدى الطفل:
1- منافسة الطرق التقنية الأخرى فكرا وشكلا
2- اعتمادها على العلوم الحديثة ودخولها عالم اللاوعي بإظهارها لقطات مشوقة سريعة تدخل دماغه وتثبيت فيه.
3-عدم ارتقاء العمل المكتوب لمستوى مناسب ومنافس للأعمال التي في الساحة.
4- عدم تطور تجربة أدب وكتاب الطفل بما يساير المرحلة الراهنة . فنسأل كيف يكون؟:
نقول الطابعة الحديثة
الفكرة الجديدة
اللغة القوية
العنصر التشويقي
عدم الإطالة المملة
معرفة ماذا يريد الطفل.
وأخيرا..من أصعب الأدب الكتابة للأطفال والدليل قلة نتاجه مقارنة بالأنماط الأخرى..
نقاط بسيطة على السطور نبحث عن يرفدها من خلال تجربته.
ريمه الخاني 21-4-2012

[1] الموقف الأدبي ص 62 من مقال: أدب الطفل العربي بين الإبداع والنقد:العدد 491

[2] انظر ص 64