وأيُّ الجُنون..
تُراني سَكَنتُ ظِلالَ الغِيابَ
وَما كُنتُ أدري.!
...
اأَطلَقتِ سِربَ اليَمامِ بَعيداً
وأشعَلتِ فِيَّ الظُنون
فَهَل يا تُراني أكون.؟
وَلولاكِ ما كُنتُ يَوماً لِأحيا
فَكَيفَ ارتَضيتِ بِأنْ لا أَكون.!
طَوَيتِ العُهودَ
وأَسرَفتِ بُعداً
وَما أَيقَظَتكِ النَسائِمُ مِني
وَيَأبى اِنتِظاري السُكون.
أأَنتِ.!
وَما كُنتُ أدري بِأنَّ النِساءَ..
إذا ما اشتَهينَ القِطافَ البَعيدَ..
سَواء
يُفاضِلنَ أَيُّ البَقاءِ البَقاء
وَحُكمُ البُعادِ إذا ما أَقَمنَ اَختِياراً
يُساوي القّضاء
وما كُنتُ أدري.!؟
قَديماً
تَنَسَّمتُ فَوحَ العَبير
فَفَتًّشتُ أينَ
وَكَيفَ إِليهِ المَسير
وَكَم أَلهَبَتني الرَزايا وُقوعاً
وَكَم قُلتُ ما مِن عَبير
وَألقَيتُ حِملي على سارِياتٍ تَقَبَّلنَ مِني الكَثير
وَقُلنَ: وَأنتَ المَصير
وَأَخلَفنَ عَهدي
فَيا وَيحَ قَلبي
تَهتَكَ نَزفاً وَأبلى
وَأَبقى فُؤادي كَسير
فَقُلتُ: وَما عَادَ يُجدي النَزيف
سَأحيا وَحيداً
أَعضُّ الجِراحَ
فَما عادَ شَيءٌ يُخيف
وَأمضَيتُ دَهراً أُداري
وَما حَلَّ ضَيفٌ بِداري
وَلا رَفَّ قَلبي
وَما ذُقتُ طَعمَ العِناق
وَحُلوَ المَذاق
وَقلبي كَليم
وَحيداً وَما مِن نَديم
إلى أن أَتَتني
وَجِئتُ إِليها
تَفَتَّحتُ مِثلَ الشَرانِقِ عِشقاً
وَقلتُ:
هِي المُستَقَر
أَماني وَسِتري وَشدو المَطر
وَحُضنٌ دَفيءٌ بِأبهى الصُور
سَأبقى وَفِيَّاً إِليها
إلى أَن أُفارِقَ خَفقي
وَفيّاً لِنَفسي وَما مِن مَفَر
وَيومَ التَقينا.. أَضاءَ القَمَر
فَأشرَقْتُ مِثلَ طُلوعِ الصَباحِ
وَكُلُّ الذي كانَ عَهداَ دَعانا
أَرَدناهُ سِرَّاً وَلا يُستَباح
فَأمسى على البُعدِ
خَفقاً مُباحاً..
أَيا بَعضَ رُوحي
أَيُرضيكِ بُعداً يُداريكِ عَني.؟
وَما كُنتُ غَيرَ الوَفِيِّ اِنتِظاراً
لِماذا.؟
وَكيفَ احتَمَلتِ
أتَنسينَ بَينَ الثَنياتِ عَهداً
طَوانا.!
وَفي الرُكنِ تاهَت سَجِيّاتُ بَوحٍ
وَكانَت لَنا ذِكرَيات
فَكيفَ ارتَضَيتِ الغِياب.؟
أَأنتِ.!
وَما كُنتِ أَدري بِأنَّ النِساءَ
إِذا ما اشتَهَينَ القِطافَ البَعيدِ
سَواء..
ع. ك