سحر المنسرح /د.هناء المشرقي:
الفضل يعود لأستاذي الشاعر القدير والكبير جبرالبعداني فقد كتب رائعه على أنغام هذا البحر الذي هجره الكثير , وطلب مني أن أعارضه فيها , آثر هذا الشاعر الذواق أن يأتي بالرقم 6 مزاحف طوال القصيده رغم إنه لا يلزم وكان تبريره المقنع أنه لصالح الإيقاع الموسيقى خاصة بحشو البيت , أما أنا فانتهزتها فرصه لكي لا أجادل - خاصة وأنها المره الأولى التى أكتب عليه بعكس أستاذي جبر- لأننى أعتقد أنه سيصعب علىّ " بخلاف قدرة أستاذي جبر الفريده " أن آتي بثلاث أسباب خفيفه متتاليه بالحشو هنا عكس سهولتها في الضرب مثل الخفيف هكذا أعتقد , كما أننى اقتنعت بوجه نظره كذلك
أردت أن أطرح القصيدتين هنا بين عمالقة الرقمي لتكون محل نقاش حول الفكره وحول فنيات القصيده ودعوه لولوج المنسرح وعودة التصالح بينه وبين الشعراء



رائعة أستاذي الشاعرالكبير جبرالبعداني " يا صاحبي " على بحر المنسرح ومعارضتي لها في قصيدتي " خازن الشعر "

رائعة " يا صاحبي " للشاعر القديرجبرالبعداني

شعر / جبر البعداني

يا صاحبي قف هناك حيث أنا
فلن تراني إذا وقفتَ هنا

عيناك عينايَ كيف تمنعني
ألّا أراني كما أراك بنا

إنّا حبيبان رغْم ما صنعوا
فلْيأخذ الحِذْر من يكيد لنا

يا صورة الحبِّ في مخيّلتي
متى اللقاء الحميم يجمعنا

هل ثمّ إلّا الهوى لنكتبهُ
شعراً رقيقاً على اخْتلاف كُنى

حتّى الفراشات ما تغازلها
إلّا الورود التي تُفيض جنى

وجة الربيع الجميل ملء دمي
عين المرايا إلى فضاء مُنى

عطّرتُ من طاهر الحروف فمي
ليتبع اللفظ منه فيضُ سنا

أغفو وأصحو وأنْتَ تسألُني
ما بي؟! وما لي ؟! ألستَ أنْتَ أنا ؟!

حاول إذن فهم ما يؤرّقني
واحملْ معي كي نواجه الزّمنا

يا صاحبي لا تسل على وجعي
بي من عناء الفراق ألْفُ عنا

فالدهر مالدّهر في تقلّبهِ
إلّا يدالرّيح تُهْلكُ السُّفنا

حاولتُ لكنّ لا محاولةٌ
تجدي إذا ما أُكابدُ الوهنا

من رقّة الحبّ من براءتهِ
شكّلت روحي فشكّلَ البدنا

شيّدت للحبّ صرح عاطفةٍ
أضحى لمن حبّ بعدنا وطنا

رسمت بالعشق كلّ خارطةٍ
بنى الأحبّاءُ فوقها الْمُدنا

والأرض صارت بُعيد عاطفتي
صنعاء ضمّتْ لصدرها عدنا

حتّى أرى في الدُّنا مواطنها
غدت لقلبي جميعها يمنا

دَنـَا ، تدلّى فصار من ألمي
كقاب قوسين , إن دنوتُ دَنـَا

في سدرة المشتهى يباغتني
وجهٌ لعشقٍ بأضلعي سكنا

إن ساءلوني أجبتُ سائلهم
لا تسألوا مسْهداً جفا الوسنا

لا يعرف النوم من تُهدهدهُ
كيف التباريح أو يذوق هنا

ماللجراحات بيننا زمنٌ
نفنى وظلّتْ تردّ كلّ فنا

الحبّ نور الإله يسكبهُ
فينا يقيناً ليغسلَ الدّرنا

الحبّ دين السّماء منهجها
للحقّ يهدي فيدحضُ الوثنا

أعطيتُ منّي ولستُ منتظراً
منك الجزيلات من عظيم ثنا

فللأحبّاء من مشاعرهم
ما لا يريدون دونهُ ثمنا

فلتُعطني الحبّ دونما مننٍ
فالحبّ أنّى سيقبلُ المننا

فهل أُجارى يردّ لا أبداً
أفائض الكيلِ يقبل الحِفنا ؟!

أنّى تجارى وأنت أصدقهم
قولا لك الحبّ قُلتها علنا

حلّلتَ للخمر كلّ قافيةٍ
قدّمتَ دهراً بكأسها اللبنا

في موجة الشعر ألف بارجةٍ
أغرقتَها عنوةً لـقُبْحِ خنا

بعضٌ من السّحر ما نطقتَ بةِ
يا صادق البوح من رقيق غِنا

يا صاحبي والنّدى على لغتي
يستنفر العطر يبعثُ الشجنا

تجتاحُني رغبةٌ /على وجعٍ
شعريّةٌ لا تُقاوم الفتنا

هذا الجنون الشهيّ أعشقهُ
فلا تلمني فقلبيَ افتتنا

يا شهقةَ الحبّ لا يحرّرني
إلّا حبيبٌ لهُ الفؤادُ رنا

تركتُ حرفي لهُ يداعبهُ
يقبّل الثّغرَ يلثم الوجنا

في معبدٍ للقريض رائعتي
صلّتْ فروضَ الغرام والسّننا

في سجدة الشكر كلّما هتفتْ
"يا ربّ" آمينها أضاء دُنا

********


معارضتي له بقصيدتي " خازن الشعر "

خازن الشـِّـعـر

مـِنْ جنة الشـِّعـْر قد بدا فدنـَا
حـَرْفـًا تدلــَّى كـَكرْمَة ٍ وجنى

رضوانـُها , من يَراعه ِسُحِرَتْ
بلاغة ُالضاد , قلْ فكيف بنـَا ؟!

فريدُ مـَس ٍّ, فلو لهُ شـَهـِدَتْ
سُحـَّارُ موسى , لهيأوا الكفنـَا

فيضٌ من النور مـَد أذرعـَهُ
في عتمة اليأس , يقطفنَّ مـُنى

يفوقُ شمس َالضحى فيحجبها
عن صفحة الكون مـِنْ بَهيِّ سـَنـَا

نواعسُ الطرف لو دريـْنَ بهِ
- عدلا - لما ذاق جفنها الوسَـنا

وما تلاشتْ من الدموع " سُها "
على حبيبٍ مضى لـِعـَيْن " رَنـَا "

ولا سألنا - وسؤلـُنا شجنٌ -
من ذا على طفل قلبهنَّ جنى ؟!

أقداحُ حُسْنٍ , وليس يشبههُ
إلا القصيدُ الذي به افتـُتـِنـَا

أكـْرمْ بخمر القريض , إنَّ بها
وجبرُ كأسٌ – نهذب البـَدنـَا

في جرح " صَـنـْعا " ونزفه مُزجـَتْ
فخضَّبتْ في زفافها "عـَدَنـَا "

في كفِّ فجر الشروق نقـْشـَتـُها
تشكـَّلتْ صورة ًعلى غـَـدنـَا

فرضٌ علينا بعشق تـُرْبـَتها
أن يصبحَ العشقُ دونها سـُنـَنـَا

ما بين فـَرْث الرَّدى إلى دمـِهِ
تـَجرى حياة ٌبعرْقـهِ لـَبنـَا

غصنَ الأماني هناك يحصدُهُ
مـَنْ يزرع العزمَ والصمودَ هـُنـَا

في مشتل الشعر كم لهُ قـَـدَم ٍ !
تـُخلـَّدُ الضاد بعد كلِّ فـَنـَا

مـِنْ دفقة ِ الحرف , فيهِ تـَحـْسَبـُهُ
شلالَ شهد ٍسيغرقُ الفـَنـَنـَا

صعبُ المجاراة , فـَنـُهُ عـَجـَبٌ
في أى بحر ٍ ترى لهُ مـُدُنـَا

وحوْل جـيد القصيد راحتـُهُ
لفـَّتْ ثمينا تفوقهُ ثـَمـَنـَا

كل القوافي له ُ- وإنْ صعـُبـَت ْ-
ككوب ماء ٍ, أيشتكي وَهـَنـَا ؟!

أنا ونظمي برغم عاذلنا
نقولها في جموعنا عـَلنا

مـِنْ حكمة الشعر كلُّ شاردة ٍ
ظنتْ ببيت ٍ لغيرهِ سـَكـَنـَا !


*****************************************
سلمت أستاذتي وسلم شاعرنا جبر البعداني

هذه الأبيات أضعها لك للتأمل العروضي




عيناك عينايَ كيف اليومَ تمنعني .... ألّا أراني كما أنّي أراك بنا

إنّا حبيبان رغْم القوم ما صنعوا......فلْيأخذ الحِذْر منـْــنا من يكيد لنا

يا صورة الحبِّ عاشت في مخيّلتي ......متى اللقاء الحميم الوعد يجمعنا

هل ثمّ إلّا الهوى فينا لنكتبهُ ........ شعراً رقيقاً على نحو اخْتلاف كُنى

4 3 2 3 4 3 1 3 ................ 4 3 2 3 4 3 1 3

هذا بحر البسيط التام بصورته الأصليه بدون زحافات ......... نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي . أعتقد أن أستاذي يقصد أن الفرق بين المنسرح والبسيط هو " شعره " ربما نتجاوزها بسهوله دون إن نلحظ أننا خرجنا عن وزن البحر , أنا شخصيا وقعت في هذا لشئ أثناء كتابة القصيده , خاصة بلإلتزام بهذه الزحافات التي أتينا بها , هل فهمت قصد أستاذي أم إنا أعك كعادتي ؟؟؟؟



سحر المنسرح - العروض رقمـيّـاً