ديانا فاعور : أرفض الأدوار التي تحجّمني وتؤطرني

درست ديانا فاعور خطواتها العملية جيداً ولم تقبل أن تقع ببوتقة التكرار من أجل الحضور خشية أن تتحجم بأدوار لاتتوافق مع مساحات أحلامها لذلك آثرت الاختيار الدقيق فتقول:"طريق العمل الفني شائك وصعب وحتى اذا كانت الممثلة مؤهلة أكاديمياً فلن تجد الفرص متاحة لها وتصطدم بعراقيل كثيرة تقف في وجهها". بدأت مسارها الفني منذ أن كانت طالبة فشاركت في العمل التاريخي الضخم (عمر الخيام) إخراج شوقي الماجري، ثم اتجهت نحو المسرح فكان مشروع التخرج مشاركتها في مسرحية (حسب تقديرك) للمخرج د. سامر عمران عن نص الكاتب براند ديلو، ثم أخذت مساحة أكبر في مشروع المسرح الارتجالي مع الفنان فايز قزق (اي بي سلبي) وفي الآونة الأخيرة عملت في مسرح الأطفال بعدة مسرحيات منها "مطر مطر" وهي كما تذكر مسرحية توعوية تتعلق بالبيئة. وكان المسرح مكاناً دافئاً لها فتصفه قائلةً: "أشعر بمتعة كبيرة حينما أقابل الجمهور على خشبة المسرح وأرى انطباعاته وتفاعله المباشر، وفي الوقت ذاته يمنحني مساحة من الارتجال والثقة والقدرة على المواجهة".
ومن المسرح اتجهت نحو الإذاعة فعملت مع نذير عقيلي وفاضل وفائي ثم توسعت بالعمل فأصبحت تؤدي أدواراً مختلفة في حكم العدالة وحكايا معاصرة وفي تمثيليات درامية مختلفة فتعلق على عملها الإذاعي:"شيء ما يشدني إلى الإذاعة يمنعني من الابتعاد عن (الميكروفون ) فمن خلاله أختزل كل أدواتي أظهر مكنونات الشخصية بكل أحاسيسها وطقوسها بصوتي. وعبر الإذاعة أتيحت لي فرصة التعرف إلى فن الدبلجة فشاركت في عدة أعمال منها الأوراق المتساقطة والعمل الأمريكي كارتل، إلا أنني وجدت فرقاً كبيراً في آلية العمل بينهما، ففي الإذاعة أجسد الشخصية كما أفهمها وأوظف كل إمكاناتي لإظهارها بالشكل الأمثل، بينما في الدبلجة أؤدي شخصية مؤداة من قبل ممثلة أخرى وينحصر دوري بأن أنقل بصوتي دور الشخصية التي تمثل". ورغم العراقيل تمكنت ديانا من الدخول إلى عالم التلفزيون الذي تتحكم به إلى حدّ ما الشللية من قبل شركات الإنتاج، وأمراض الدراما التي تنسحب على كل الدرامات، فعملت في ع "المكشوف ومشاريع صغيرة وجوز الست" وعدة أعمال من البيئة الحلبية، لكن التجربة التي توقفت عندها هي عملها مع المخرج الأردني محمد عياش في "طاش ما طاش" و تتابع: بعد هذه الأعمال اعتذرت عن أدوار متشابهة عرضت عليّ لأن مساحة الدور صغيرة ولا تخدم العمل الدرامي وبالتالي لا تترك أثراً لدى المتلقي، أنا لست ضد الأدوار الصغيرة إذا كانت موظفة جيداً من قبل المخرج و أظهر من خلالها أحاسيس الشخصية والتبدلات الدرامية الطارئة عليها. أما عن مشروعاتها المستقبلية التي تحلم بها فتقول: "أميل نحو الأعمال الاجتماعية لأنها أقرب إلى واقعنا وأحب أن أؤدي دورا ًفي أعمال البيئة الشامية إذا كانت تمثل صوراً حقيقية عن تلك البيئة الغنية بحكاياها وموروثها الشعبي وأتوقع أن أحقق طموحي من خلال السينما، فكان من المقرر أن أشارك في فيلم البيانو مع المخرج الكبير نبيل المالح لكن العمل توقف حالياً لعدم وجود جهة ممولة و على صعيد أخر سأشارك في الفيلم الروائي الذي سيقدمه المخرج المهند كلثوم ". وفي نهاية حديثنا تأمل ديانا فاعور أن تنتهي الأزمة التي تعيشها سورية و يعود الأمان كما كان و تقلع شركات الانتاج بالعمل من جديد و يُتاح أمام الممثلين الشباب المزيد من الفرص.