جلس على حصيرته المتهرئة وتوسد حائط بيته الذي ظهرت خباياه كمحفظة المفلسين . حدق في سقفه المتهاوي وآثار الحديد الصديء قد برزت من خلاله . امتلأت عيناه من عنكبوت يهز أقدامه بانتظار فريسة تسقط في شباكه الطويلة على السقف كانت لحظات كافية للسير بالذكريات إلى ماضٍ حزين لا يقل حزناً عن الإيقاع الحزين لحبات المطر التي اختارت داره لتضيفها عنكبوت يبحث عن طعام قطرات ماءٍ لا تسكت عن الايقاع وطفل رثّ الثياب مد يديه يسأل أباه عن لقمة . يفتح الأب يديه الفارغتين ويريهما له لاشيء يسكت الضفادع في البطون . يأوي الطفل إلى الفراش وهو يحلم بالطعام والغد السعيد يحلم ويحلم . ويحس بهزةٍ رقيقةٍ في كتفه . يفتح عينيه , أبتي أريد حليباً أبتي أريد كعكاً . نظر الى يديه الفارغتين بعينيه الغارقتين