الوقت الاجتماعى


نريد أن نناقش فى هذا المقال مفهوم الساعة الإجتماعية وعلاقتها-الساعة الإجتماعية-بدخل العمال وبالتالى بسعر أو قيمة السلعة كما عند ماركس.
إن ما يتقاضاه العامل أو الموظف أو أى من يأخذ مالا مقابل عمله لا مقابل سلعة يكاد ينحصر تحت بندين كبيرين :
الأول:مقدار الجهد الذى يبذله مقدرا بالساعة الإجتماعية بما فيها من جهد مادى وسيكولوجى.
الثانى :بالإضافة إلى الأول يتقاضى هذا النوع مالا إضافيا لندرة حاملى الخصائص (الجسدية كما فى رجال الأمن أو عقلية كالأطباء والعلماء)
ومدار حديثنا حول ما له علاقة بالجهد الذى سنسميه الجهد الإجتماعى,وهو قسمان
الأول : مقدار الجهد المادى الذى يقوم به العامل.
الثانى :أثر اقتطاع مقدار وقت العمل من اليوم كله .
والثانى يرتبط بالوقت الذى يتطلبه العامل من الوقت الطبيعى لإشباع إحتياجاته إبتداء من النوم والغذاء حتى تربية الأطفال مرورا بأنواع وسائل التسلية بل والقراءة أيضا.
وهنا عامل نفسى كبير يحدد موقف العامل من قيمة الوقت الطبيعى ,وأعنى أن العامل فى مصر يقدر الوقت بشكل يجعل مقدار الوقت الطبيعى اللازم لإشباع إحتياجاته أكبر بكثير من عامل آخر فى الصين أو الولايات المتحدة .
العوامل الداخلية :1-منها نوعية الشخصية النفسية للعامل حيث يميل الإنطوائيَون إلى منح الوقت قيمة أكبر وبالتالى يرتفع تركيز النشاطات الإجتماعية بساعتهم الإجتماعية 2- نظرة المجتمع ككل للوقت و تحكم هذه النظرة عدة عوامل خارجية مهمة منها:
*مقدار علمنة المجتمع وهذا يعنى :
- تنميط الاهداف فى المجتمع كالحلم الأمريكى من الأسمال حتى الثروة
- دور الأسرة فى التربية ,حيث عندما يحول دور التنشئة على كاهل مؤسسات
أخرى غير الأسرة كالمدرسة ووسائل الإعلام يقل الوقت المطلوب من العامل أو العاملة للقيام بهذا الدور
- تنميط الحياة المادية أيضا كالطعام السريع التحضير ,القهوة سريعة التحضير ,بل والجنس سريع التحضير أيضاً!(العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة -عبد الوهاب المسيرى- دار الشروقـــــ )
أى بإختصار محاولة الدولة الدائمة إلى جعل العامل - خلال بقية الساعات التى لا يعمل مها – مستهلكا مخلصا!
كل النشاطات الإجتماعية التى يزاولها الفرد خلال ساعات فراغه يستطيع مزاولتها فى وقت طبيعى صغير نتيجة لنشاط مؤسسات فى الدولة تعمل على هذا (وسائل المواصلات ,الإعلام,الشركات التى تعمل على إختصار الوقت للقيام بالنشاطات الإجتماعية المختلفة ).
يستطيع الفرد أن يقوم بكل النشاطات خلال خمس ساعات مثلا بدلا من 10 فيكون من السهل جعله يعمل خمس ساعات فحينها( يكون أثر اقتطاع وقت العمل على الوقت الكلى للعامل بسيط وبالتالى تقل قيمة الجهد الإجتماعى له وبالتالى يقل دخله السنوى) لا أقول بشكل دورى ولكن أقصد أنه يقل عن نظيره الذى يكون أثر الإقتطاع عليه كبيرا فيبذل جهدا إجتماعيا أكبر وبالتالى يحتاج دخلا أكبر).
وبذلك نكون قد أثبتنا
1- أثر الدولة فى تخفيض مرتبات العمال بشكل لا يضر بمصالحهم المادية ولكن بمصالحهم النفسية الإجتماعية.
2- العامل النفسى فى تقدير قيمة الجهد الإجتماعى.
أحمد سامى شتا