نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

السلام عليكم
تكثر المصطلحات الجديدة على تنوعها ويقل جامعيها ومصنفيها...
ومصطلح 1-نصف الحقيقة ,مصطلح هام من مصطلحات الكذب..كيف ذلك؟
ذلك أنه لما يريد أحدنا التمويه وإخفاء نفسه ,يعمد إلى نشر نصفها.. بل قد يلجأ للهجوم لإخفاء الهجوم المضاد لما تكشف الحقيقة كاملة عنه!!!.
لا هو قدمها كاملة ولا هو أخفاها..لكن الحقيقة الكاملة غالبا غير واضحة بل مبهمة..وهذا ما تتبناه الوكالات الغربية وبكل أسف تصدرت الإعلان لاعتمادها على قاعدة القوة السياسية .
رغم هذا ترانا نستمع بعفوية ونية صادق وعاطفية شبه طفولية ننفعل ونتهيج بلا خبرة ولا دراية لما وراء الحدث!!,غالبا تمرر الأجندات علينا وتنطلي بكل مكر وتسلل..
وربما لا ندري أنه لو اطلعنا على الحقيقة كاملة لتغيرت الأمور في فكرنا على الأقل..وعبر محاكمتنا العقلية البسيطة,ولعرفنا أيضا أن ما سمعناه لا يتعدى الظواهر والملامح غير الحقيقية..
تماما كرجل يضع قبعة ونظارات ويرتدي سترة طويلة هل يتشابه مع أمثاله؟ طبعا نعم ..وهذا عين الكذب لأننا لا ندري ما يكمن وراء هذا المظهر...ولم نبحث جيدا ولم نجهد أنفسنا كثيرا..
وحتى لو عرفنا يوما ما لا نجيد الخروج من عنق الزجاجة ونبقى نضرب كفا بكف من قلة الحيلة!.
ينطبق هذا إلى حد ما في عالم الثقافة والذي يعطينا وجه واحد للأدب وهو الشعر والقص..فلا هو قدم العقل على المشاعر ولا شاركهما الفكرة.. والمعالجة..
ولم يصل لمرفأ الدراسات وبحوث إلى جانب العطاء الأدبي..لأنهما النتيجة المنطقية للاجتهاد الجدي.
وهذا ينطبق على جل المواقع العربية الثقافة رغم تخصص حيز كبير منها..فهي تفتقر للواقعية والتجريبية والإسقاطات الميدانية الهامة..من أمسيات ونقاشات وحوارات حقيقية...
فهي تتخذ النت ستارا أو واجهة تفتقر لإتمام مهمتها في التوثيق الورقي والنقاشات الميدانية لتعريف الجمهور على جهود تلك الزمرة الرقمية التي لم تهبط بقوة على أرض الواقع.
فعلا لقد تعودنا على نصف الحقيقة لأنها أكثر راحة..نعتبر أنفسنا رقباء على غيرنا ونحن أحوج مايكن للرقابة فنواسيها بكوننا مفوهين نتقن الحوار والأجدى بنا أن نواجه أنفسنا جيدا لكي نكون أكثر صدقا...
************
2- نصف الحقيقة والحوارات:
وتتمة لما سلف من حديث,و على غرار ما نوهنا عنه نكمل الحديث عن الحوار الشرقي الآن فهو نتيجة طبيعية لفكرنا الطفولي البسيط فهو مغلف بالمجاملات التي لا تنتج إلا حنظلا وثرثرة فوق الورق والصفحات النتية..
فهو يقدم نصف الحقيقة أيضا فهل هو أمر خارج عن إرادة المتحاورين خوف الرقابة أو خروج وتناثر أفكار تضر بمصالح الطرفين ومن لانأمن شره؟

طالعت هذه الكلمة عبر غوغل فلم أجد لها دراسة واحدة ولا وافية تعنى بهذا المصطلح الجديد والغريب والهام بنفسس الوقت ( نصف الحقيقة)..
لقد كانت تقدم شواهد مقتربة من معناه الحقيقي دون أن تدخله بقوة ...فقد طالعني عنوان رواية:رواية:نصف الحقيقة - دافني كلير
تظهر الحياة وكيف تمر بنصف الحقيقة ولا مجال لمطالعتها الآن ولكن يمكننا إيراد رابطها في الهامش.[1]

هل ينطبق هذا الشعار على مصطلحنا هذا:
إكذب إكذب حتى يصبح الكذب حقيقة.
هذا يعني :أن العالم يجب أن يكون كله ملكي.. ولما أقول الصدق يصبح خصما!!عجبا..
فالحقيقة يمكننا بسطها بألف أسلوب وبديل تقويها الرغبة الصادقه..والنية السليمة ويرتبط هذا بمبدأ إسلامي قيم وثمين..
ماأسهل عقاب الدنيا لما نعترف بذنبنا ...
3-نصف الحقيقة والإعلام:
من جهة أخرى:
الإعلام وآفاته وتسلسط الضوء على أنصاف الحقائق وأنصاف الصادقين لتحقيق اللمعة الصحفية بينما الحقيقة لاتستحق غالبا التكبير والاقتراب.
يمكننا مطالعة نص هام للصحفية:السعد المنهاليتبين لنا تلك الحقيقة:
ينحى البعض -بل الأغلب- في حديثه في نقل الكلام والقول إلى الاختصار، ويذهب بعضهم مباشرة لنقل اعتقاده عما قيل دون تكليف نفسه بذكر القول؛ أما البعض فينقل ما يروقه ويتجاهل ما دون ذلك، غير أن أسوأ حالات نقل القول، هو ما يحدث من اقتطاع النص المنقول من سياقه، وإثارة الآخرين حوله دون ذكر النص الكامل، الذي في حالة نقله كما قيل بالفعل لن يعير أحدا انتباهه إليه.
وهي تبين أن نصف الحقيقة باطل..وإذن فهل الحقيقة كاملة تطفئ الأنوار وتظهر الحق باطلا والباطل حق؟[2]

ويطالعني مقال للبابا شنودة عن نصف الحقيقة وهنا أستشهد بفكرة هامة ولايهمني من وراءها في هذا المقام فشعار المرء حجة عليه قبل أن يكون حجة له على البشر...
هناك موضوع معين يتسبب في كثير من المشاكل، وفي كثير من الخصومات ويخلق جواً من النزاع، ومن سوء التفاهم بين الناس..
ليتنا نحلل هذا الموضوع لكي نصل إلى حله..
إنه مشكلة أنصاف الحقائق.
إن الحقيقة هي كل متكامل، وليست جزءاً قائماً بذاته. وأنصاف الحقائق ليست كلها حقائق..
و كثير من الناس يشوهون الحقيقة، ولا يقدمون لها صورة سليمة، بسبب استخدامهم أنصاف الحقائق..
صورة في موقع الأنبا تكلا: نصف الحقيقة، أنصاف الحقائق
وفى كل قضية تقدم إلى المحاكم، كل طرف من المتنازعين يقدم نصفاً للحقيقة، يصورها تصويراً خاصاً، ويقدم الطرف الآخر النصف الآخر، ولا تظهر الحقيقة إلا باجتماع النصفين معاً.
لأن الذي يقدم نصف الحقيقة لا يكون منصفاً. فتقديم الأنصاف ليس فيه إنصاف.. [3]
ماذا نريد أن نقول أخيرا؟:
في الحقيقة معظمنا يمارس سرد نصف الحقيقة إن لم يكن كلنا, فهي أكثر راحة وأمانا وأكثر سهولة للمرور للشواطئ التي نريد, لكن الشجاعة والإيمان الحقيقي أن تقولها بملء فيك ولو على رقبتك..وقد ذكرت لي إحداهن أن أحد الشرقيين سافر للغرب فتبين للغربي من خلال معاملته له وحواره, كثرة كذبه فتجنبه تماما...فهل أخذوا منا قيمنا؟ أم نحن الذين أهملناها؟ أم هي حرب القيم التي خسرناها؟
الخميس 2-2-1012





[3]اقرأ المزيد : نصف الحقيقة.. باطل - جريدة الاتحاد