إلى الصالحية العظمى
في تشييع شهيدها الخامس
صخر التكريتي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


...
لا تجزعي يا أرضي النابتة بين الأحزان
كل الدروب تتلاقح نحو الفؤاد الكليم ، لكنها كما حسبْتُ لا بد أن تمر من حاراتك القديمة .
صور يُنْفَخ فيه من وراء الدهور ، فتفزع له أنحاؤك الخجلى ، و تجتث آلاء الحب أشواك السقم ، و تشتعل بين الجوانح أيقونات الحب .
الصالحية تبكي ، و لدمعها أنين .

لكنَّ النور يشرق من أعطاف طودها العتيد ، فتزهر على الأتربة المتناثرة بضع أقحوانات ، تكبر فتغدو في سويعات نخلات سامقات ، مغروزات قرب المساجد الراسخة ، التي سكنتها أجساد الصالحين .
الأم تبكي عند جثمان ابنها ، لكنَّ دمعتيها تنحدران لؤلؤتين ، إذا نزلتا الأرض انبجست منهما بحار بوسع المدى .
و السفح يقشعر لصوت النشيج ، فتصَّاعد من المقابر الأيوبية أرواح من عاشوا هنا قبل مئات السنين ، لم يستثر أرواحهم شيء مثل هذا العزف المؤلم على قيثارة النحيب .