لو لمْ أكنْ هائماً
سيّدتي : قرأتُ رسالتك لي ، ( المُعَنـْوَنَةَ باسم الجّارة )
لو لمْ أكـُنْ هائماً في الحُبِّ ، قـُلـْتُ لكمْ
هَــذا كلامُكــُـمُ قـد قيــلَ في غَيــري
لستُ الـّذي يَبـْتـَـني في حبِّكـمْ سَبَبــاً ،
فالحُسْــنُ أعشَقـُـهُ في السِّـرِّ والجَّهْرِ
أمِلـْتُ أكـْتبُـُــهُ للنـَّــاسِ : ملحمَــــــــة ً
تزْهو كما تزْدَهي الأغصانُ بالزَّهرِ
وكنتُ أغـْصِبُ نفسي أنْ أرى قـَبَســاً
مِن الضِّيــاءِ ، يُحَلـِّي موسِمَ العِطـْرِ
حتَّى رَأيتُ زِمامَ العُمـْرِ ، من بَذَخٍ ،
مُطـَوَّعاً (في يدي) قنديلـُهُ السِّحْري
فما قطفتُ سِوى صَدٍّ ، وقد غَصَبَتْ
فـَيـضَ المَشاعـرِ مِنِـّي دونَمـا عُذْرِ
حتـَّى عَييتُ ، فما عِنـْـدي لأجلِكـُـمُ
إلـَّا الحَنينُ : جوىً بالأعْيُنِ الخُضْرِ
فالودُّ أنـْفـَــسُ عُربــــون ٍ نداوِرُهُ
للعاشِقيــنَ : جِعالاً .. جَـلَّ من مهْرِ
***
ما كانَ يغصِبُني للأهـْـلِ في حلبٍ
إلـّأ الحَنينُ لِمَـنْ قـَدْ قـُدَّ مـِنْ صَخْرِ
لم أجْنِ من يَدِهِ غيرَالوعودِ ، ومـا
قضيتُ منـْهُ سوى بَرْحاً من الغـَدْرِ
***
لولاكِ ما سَبَكَ القلبُ الحزينُ هوىً
ولا اغتـَدى مُدْنـَفاً في آخِرِ العُمْـــرِ
علـَّلـْتِني ببَديعِ البَـوحِ : مُسْهـِبَــة ً
حَوكَ المَشاعرِ في شَوقٍ وفي خَفـْر
كأنـَّما كـُنْتِ تستوحيـنَ من لَهَــفي
صدّاً يُماهلُ عصفَ العِشْقِ في صَدْري
وما اكتفيـتِ بما يَقـْتادُني : ولـَعاً
في ثغـْرِكِ الشَّهْدِ أو أهدابِكِ السُّمْرِ
رَدْحاً قضيتُ ، وَلَمْ أرْزَحْ بنائبةٍ .
واليومَ تقصِمُني من حيثُ لا أدْري
فكم يعــزُّ على قلبي المُولـَّـهِ أنْ
يغتالـَـهُ فاتـــِـنٌ أسْلـَمْتـُــهُ أمْـــري
*** ماجد الملاذي