( صهلَ النهارُ )


وتمازجَ نـُصفي في كُلـّهِ .

كأني أستأنسُ أزْلَ الزمانِ ِ *
أسمّي الراكدَ جارياً
البـَثََّ َأنساً *
والغـُصّةَ َ زُلالا.

الخضوعُ حركةٌ ٌ
العريُ سترٌ
والانتقالُ ثبات.

ما لا يُسمَعُ أسمعُ
أصْمتُ نــُطقاً
أرى الخفاءَ ظـُهوراً
أصدّقُ أكذبَ ما أرى
أبشّرُ نفسي متصفحة ً
كتابي وجهُهُ
بسبعينَ شجرة ً
أتفرعُ
أنزلُ على ريحها
آمِرُها :
خـُرّي ساجدةً لانعكاسِهِ
واكظمي غيظ َأزيزكِ
أُنـْطـِقٌ المياهَ
أعلـّمها ارتفاعَها
لعلها بجمعـِها
تُصبحًُ نقطة ً بإنائـِهِ
وتصهلُ.

الزورقُ اللذيذ ُ حديثـُها
تفوّضُ أمرَها إلى خيطِ رؤيتهِ
حينها أقولُ لها :اهبطي
تزوّجي عِصمة َ الأرض ِ
واخلقي لي قلباً
يسافرُ!
مَتاعهُ نداءُ خيالهِ
زادهُ عـلـّتـُهُ
يُوصلني بنفسي
صِفتي مَن هو النفـْسُ
أطربُ
أونسُ بتمايـُلـِهِ
أطوفُ حولـَهُ
أتشرّبُ مزمارَهُ
يقرأ لي
يجمـّلُ سرائرَ الأفعال
يرفعُ نـَصْبَها بحالهِ
بعِزّهِ يُجبرُ الكسرَ
أسماؤه أجنحة ٌ
أتفصّلُ لها
أتـّسعُ
يقرأ ُ لي
أتـّسعُ
أتـّسعُ
يقرأ ُ خـِلاطـََـنا
أتبطـّنُ بأجزائـِهِ
أرِدُ إلى صومـِهِ فـِطراً
أتذوّقـُهُ حدّ الجوع ِ ثانية ً
وأستكين.

على زُرقتـِهِ أصحو
بعمادهِ أعلو
وأصهلُ.

( * ) – الأزْلُ: شِدّة الزمان وضيق العيش.
(*) – البَثّّ ُ: شِدّة الحزن بحيث لا يقوى عليه صاحبه.