مَن غير من عبروا الحدود بجرأةٍ
صانوا العهود بمنتهى آمالِها؟
وتحررتْ بنت الكرام كريمةً
تركتْ إلى السجان فردَ نعالِها
من قال حتماً سوف تقضي ها هنا
ليعضَّه عند افتقاد خيالِها
أحلام قد شكرتْ رجالاً خلَّصاً
بدمائهم ضحوا لأجل جلالِها
وتواضعتْ قدَّام حفلٍ وانحنتْ
وهي البطولة سطَّرتْ بنصالِها
يا بنت زيدٍ والعليّ وخالدٍ
خنساءُ أمٌّ يُقتدى بفعالِها
بنت التميمي لم تُصعِّر خدَّها
كانتْ شَموخٌ عزّها بنضالِها
عبرتْ مدينتها تلوحُ طهارةً
وتخطت الأوغادَ في أسوارِها
كانت تخبّيء غالياً ترنو لهُ
لغةُ الحياة لأمةٍ وديارِها
في القدس تُرسم لوحةٌ وطنيةٌ
عزٌّ لدين الله مع جيتارِها
عزفا بهِ لحن العتيقة عالياً
غنَّتْ شوارعها وصُمُّ حجارِها
طربتْ جوار اللدِّ طُهر مآذنٍ
عرس الجليل صداه من أوتارِها
فَرَحاً ببغدادٍ وقاهرة العدا
زغرودةً بدمشقَ مع إكبارِها
وتهللتْ وهران من بشرى أتتْ
أرض الحجاز تمايلتْ بوقارِها