و أخيراً : حمير و شعير في قرار الوزير!!!


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
(و أخيراً ..!!) هو مطلع هذا المقال , و ليس مطلع أغنية لــ ( لطيفة أو نوال )..

و أخيراً فـَرَضَ إتحاد الدول العربية على أرقى دول أوربا الغربية عقوبات اقتصادية..
و أخيراً جاءت العقوبات الرادعة !.....فهذه رابع دولة أوربية للعرب خاضعة...
كيف لا والعرب ممسكين بزمام الاقتصاد العالمي..كيف لا وهم أهل الذهب الأسود و الأبيض و البنفسجي...
و أخيراً منع إتحاد الدول العربية عن تلكم الدولة البائسة الكيل ..
و منعوا عنهم المازوت و البنزين و الكحول الايثيلي و الميتلي..و الأسيتون للأظافر
لكن ..هل ستقف هذه الدولة الأوربية الرابعة مكتوفة اليدين...أو ترقص حافية القدمين..طبعاً لا...
فكانت التحركات الرهيبة لكبار الاقتصاديين..و كان اجتماعهم على الطاولة الاهليليجية مع وزير اقتصادهم ليتداولوا أمور البلاد..., وبعد المداولات و الاقتراحات و كثرة المباحثات وصلوا إلى القرار المتين :
(يتم استبدال كآفة المحركات التي تعمل على الديزل و البنزين بالبغال و الحمير)
إذن لا بعد اليوم طائرات أو سيارات.. ولا بعد اليوم باصات و ميكرو باصات..فلتذهب هذه التقنية إلى الجحيم.. فلتكن من آثار الغابرين..
فلتكن تماثيلاً على قارعة الطريق و لتكن ذكرى و تذكرة لحقبة ظلامية لاستغلال العرب تلك البلاد!!
و بدأ العمل بتصميم و اجتهاد و أطلقت الشعارات :
((الحمار..الـــ حمار عزم و تصميم و إصرار..))
(( بحبك يا حمار..))
نعم هذه هي الشعوب الحية بقياداتها الحكيمة تصنع المعجزات...بدؤوا بتنفيذ القرار , فالشعب الأوربي لا يطأطئ الرأس لأي حصار...
بدؤوا بصناعة العربات التي تجرها الحمير..و بدأت فنون تتوالد لزركشة عربات الحمير..و بدأ الأدباء و الشعراء يتغنون بخصال وهي تتمختر وتسير..
الشعب الأوربي مبدع ..فخلال فترة وجيزة استنبط من خلاصة الشعير مشروب الطاقة و الحيوية للحمير...
الشعب الأوربي مبدع..ففي ليلة و ضحاها بــُـدِلـَت محطات المازوت إلى محطات تزويد طاقة الحمير
الشعب الأوربي مبدع , فظيع , فقد بدل سيارات الأجرة (التكاسي) بالبغال و ركــّب لها عدادات تفادياً للخلاف و الاختلاف بين السائق و الزبون..
أما الباصات فقد بدلها بعربات كبيرة تجرها من أربع إلى ستة حمير عرباتها واسعة تتسع حتى الثمانين مع أنها مخصصة لخمس وعشرين ...
هذا الحظر الاقتصادي لم يستثني حتى أغنياء أوربا فقد ودّعوا البي إم و البورش و المارسيدس و الأودي و البيجو و الألفاروميو إلى غير رجعة و استبدلوها بالخيول ..
و كان لكل خيل منها أو حمار أو بغل حفاضة بامبرز للمخلفات و كان لكل منها نمرة و رقم و رمز مدينة حتى لا تقع المخالفات..و إن وقعت فشرطة تنظيم الحمير جاهزة بالمرصاد فهم مدججون بالكاميرات التي تراقب زيادة السرعات..
و لكن العرب لم يهدأ لهم بال بعد أن ذهلوا بفشل مؤامرتهم وذلك بتصميم و إبداع الشعب الأوربي و بقرار وزير اقتصادها الداهية فما كان منهم إلا أن شددوا الحصار فمنع (آل نفطٍ) تصدير الشعير و الشعير العربي معروف بجودته و طاقته للحمير..
ضجر في البداية الشعب الأوربي الكادح فقد أثـّر هذا الحظر ابتداء من لقمة العيش و انتهاء بالتنقلات فالتعرفة أصبحت بــسبع بدلا خمس في (الحمروباصات) وهكذا كل المواد الاستهلاكية و الغذائية في تضاعف من 40% و حتى وصلت إلى 100% ..
لكن الشعب الأوربي واع لقد أدرك أنه ما دامت الصحة و العافية عليه فعليه السير على الأقدام في المسافات الشبه قصيرة .. وعليه بالموتوسيقان للمسافات الأطول..و أن يقاطع المنتجات العربية....
هذا هو الشعب الأوربي واع و غير مبال و يتكيف في كل الظروف ...
حتى لو كان البرد قارس حتى لو كان شتاؤه بلا ثياب أو فروة خاروف..
ما دامت أيده تصنع , و ما دامت غابات أوروبا تقلع
بالله عليكم ما بها مدفأة الحطب ما بها مدفأة الفحم
الشعب الأوربي للمازوت لن يخضع , أو لارتفاع الأسعار لن يركع
و من ثدي العرب لن يرضع!!!
فتحية لصمود الشعب الأوربي و عنفوانه الأبي...نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
(من صحيفة يورب بوبيوليشن التاريخ أيلول 2066 ميلادي)
Jبقلم : فادي شعار L
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي