من محاسن موضوعك المفيد أستاذ توحيد
ما بينه وبين واقع حال أمتنا من التناسب الدقيق
إذ أن ثقافة السلام التي تمضي العولمة في طريق ترسيخها
هي ثقافة السلام المشروط
وهو سلام عالمي يجعل الهيمنة الدائمة للغرب اقتصاديا وسياسيا
ويجعل العرب والمسلمين دون خيار سياسي أو اقتصادي
فأنتم ترون - مثلا - مصير قضيتنا الفلسطينية كيف تخطفته ثقافة السلام السائدة
وجعلت المشترِط يصول ويجول فيقرر ما يشاء ، ويعلن ما يشاء ؛ مما يضمن استمرار نفوذه واستفحاله
وجعلت المشترَط عليه مستعدا للمسالمة غير المشروطة ( طلب عضوية ) مسلوبة الأرض فضلا عن السلاح
من أخطر وظائفها - كما هو شأن السلطة اليوم - صيانة ( أمن ) و ( سلام ) إسرائيل الماضية في الاستيطان
فانظر رعاك الله كيف تقلب المفاهيم ، وتبدل المصطلحات غير المصطلحات
لا سيما وأن ما تفضلتم به من ( المفاهيم الموضوعية القرآنية ) يجب أن يكون مرجع قادة الأمة وساستها
ومن تأمل قوله تعالى ( وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَٱجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ )
الأنفال : 61 .
حيث اشترط في هذا الجنوح التوكل على الله ، وأقل مقتضياته اعتبارا اتخاذ كتابه مرجعا ومدارا
والله أعلم .