الروح والنفس والجسد في ميزان الإسلام

بقلم /أبو محمد مهنا تمهيد :خلق الله آدم(أول إنسان) من صلصال من حمأ مسنون ثم سواه ونفخ فيه من روحه وأمر الملائكة بالسجود إليه فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين .من هذه اللحظة بدأت العداوة بين الإنسان وإبليس .إن الإنسان قبل نفخ الروح فيه جسد لا قيمة له ولا حياة فيه وبعد أن تغادره الروح يصبح من مادة الكون التي سرعان ما تتحلل وتتلاشى (ما عدا أجساد الأنبياء عليهم السلام ) .إذن فالروح هي التي احتار فيها العلماء والفلاسفة والخبراء ....... وحتى علماء المسلمين ,,, لم يجدو لها لوناً ولا رائحة ولا شكلاً , ووقفوا عاجزين تماما عن إدراكها , وصدق الحق حينما قال "ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا" !!
قال الإمام حامد الغزالي رحمه الله في كتابه الإحياء الروح هي " جسم لطيف منبعه تجويف القلب الجسماني ، فينشر بواسطة العروق الضوارب إلى سائر أجزاء البدن ، وجريانه في البدن ، وفيضان أنوار الحياة والحس والبصر والسمع والشم منها على أعضائها ، يضاهي فيضان النور من السراج الذي يدار في زوايا البيت ، فإنه لا ينتهي إلى جزء من البيت إلاَّ ويستنير به ، والحياة مثالها النور الحاصل في الحيطان ، والروح مثالها السراج ، وسريان الروح وحركته في الباطن ، مثال حركة السراج في جوانب البيت بتحريك محركه ، والأطباء إذا أطلقوا لفظ الروح أرادوا به هذا المعنى . ثم قال أيضا : هو اللطيفة العالمة المدركة من الإنسان التي تبث الحياة في الجسم البشري وهي من روح الله سبحانه وتعالى فكيف تفنى إذن ؟!! .
إن المشاهد في الإنسان أنه يتكون من روح وجسد فما هو تعريف النفس وما علاقتها بالإنسان ؟!! .هذا الموضوع الشائك بحثه الملاحدة والفلاسفة وخرجوا بنتائج معقدة جدا وأبحاث فلسفية سفسطائية خارجة عن نطاق العقل البشري ,لذلك فإن أبحاث الفلاسفة في النفس والروح لم تصل إلى النتائج التي يرتاح إليها العقل السليم .لذلك كان لا بد من بحث هذا الموضوع على ضوء العقيدة الإسلامية وهدي القرآن والسنة النبوية الصحيحة وهذا ما قام به نخبة من العلماء الربانيين فوصلوا إلى نتائج باهرة جدا سأحاول بقدر جهدي إلقاء الضوء على هذه الأبحاث والله المستعان في ذلك: مقدمة: النفس + الجسد + الروح = معادلة الإنسان نحو نفس مطمئنه واثقة إن الله سبحانه وتعالى حينما خلق هذا الإنسان خلق فيه النفس والجسد والروح.... وما كان للنفس حقيقة الاستقرار إن لم تطمئن الروح... وما كان لنفس أن تستقر أيضا حقيقة الاستقرار إذا كان البدن معنى بعلل يمكن علاجها ولم يستطع أن يتعامل معها ذلك الإنسان...
وحينما خلق الله سبحانه وتعالى ( الشمس والقمر والأرض) أرادها كما هي, فهي كما نراها تسير في منظومة متناسقة متناغمة.. .
أرأيتم لو أن القمر تقدم قليلا أو أن الشمس تأخرت قليلا أو أن الأرض قد حادت ذات اليمين أو ذات الشمال فإن هذه المنظومة ولا شك ستضطرب!!
كذلك الإنسان في جسده وفي نفسه وفي روحه إن لم تتناسق وتتناغم مع بعضها البعض, فإن هذا الكيان البشري سيضطرب..
إن أطروحة الإسلام الحياتية لم تتجه إلى روح ابن ادم فحسب, وإنما اتجهت إلى نفسه وبدنه أيضا في توازن تام من اجل إشباع كل ركن من هذه الأركان الثلاثة.
وحينما نتكلم عن النفس: ماهية هذه النفس ورغباتها وشهواتها وعلاقتها بغيرها من البشر.
وحينما نتكلم عن الروح: وهي علاقة الفرد بربه جل وعلا؟ فالله سبحانه قد خلق النفس والروح والجسد.. ولكي يستقر الإنسان ويطمئن فيجب أولا: أن يتم الإشباع الحقيقي لكل ركن من الأركان الثلاثة. والشرط الأخير: يجب أن يتناسق هذا الإشباع مع بعضه البعض... هنا فقط يتحقق الاستقرار الحقيقي للانسان.روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : لكل إنسان نفسان نفس العقل الذي به التمييز , ونفس الروح الذي به الحياة ( الروح التي بها الحياة والنفس التي بها العقل) فإذا نام الإنسان قبض الله تعالى نفسه ولم يقبض روحه , ولا تقبض الروح إلا عند الموت قال تعالى " الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها بالموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى".
قال الزجاج من علماء العربية لكل إنسان نفسان , نفس التمييز التي تفارقه إذا نام فلا يعقل بها , والأخرى نفس الحياة فإذا زالت زالت معها النفس . والنائم يتنفس وهذا الفرق بين توفي النائم في النوم وتوفي الحياة .
وتعلق قوم بظواهر من الأحاديث تدل على أن الروح والنفس شيء واحد , قول بلال رضي الله عنه ( أخذ بنفسك ) مع قوله صلى الله عليه وسلم : إن الله قبض أرواحنا , وقوله تعالى " الله يتوفى الأنفس حين موتها والمقبوض هو الروح ولم يفرقوا بين القبض والتوفي وألفاظ الحديث محتملة التأويل , ومجازات العرب واتسعاتها كثيرة.
والحق أن بينهما فرقاً ولو كانا أسمين بمعنى واحد كالليث والأسد لصح وقوع كل منهما مكان الأخر كقوله تعالى :" ونفخت فيه من روحي" , ولم يقل من نفسي
وقوله تعالى " تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك " ولم يقل روحي الفرق بينهما بالاعتبارات ويدل على ذلك قول ابن عبد البر في التمهيد( إن الله خلق آدم وجعل فيه نفساً وروحاً) فمن الروح عفافه وفهمه وحلمه وسخاؤه ووفاؤه , ومن النفس شهوته وطيشه وسفهه وغضبه والله تعالى أعلى وأعلم.
ما الفرق بين النفس والروح؟
عندما يتحدث الله جل جلاله عن الروح يقول تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) [الإسراء: 85]. وعندما يتحدث عن النفس يقول: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) [آل عمران: 185]. وهذا يعني أن النفس تموت ولكن الروح هي أمر لا يعلمه إلا الله وعلمنا قليل أمام علم الله تعالى.
ويمكننا أن نقول إن الروح هي الطاقة التي بثها الله في خلقه من كائنات حية على وجه الأرض، فتحركها وتجعلها تتكاثر وتجعل الخلايا تنقسم، وعندما تموت الخلية فإن هذه الطاقة المحركة تكون قد استنفذت. ويمكن أن نتخيل الروح على أنها ذبذبات غير مرئية ولا يمكن قياسها ولا إدراكها بأي جهاز، ولكن يمكن أن نرى نتائج وجودها. هذه الذبذبات الروحية هي التي تحرك الخلايا وتدفعها للانقسام والاستمرار في حياتها.
ولكن النفس هي الهالة التي تحيط بالجسم وتلتصق به ولا تغادره إلا أثناء النوم وعند الموت. وهذا التصور استنتجته من قوله تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الزمر: 42]. فالنفس يتوفاها الله تعالى أي يأخذها ويعيدها إليه عندما ينام الإنسان، ثم تعود لتلتصق به لحظة الاستيقاظ، وتتم العملية بسرعة فائقة يمكن أن تكون أسرع من الضوء.
والنفس توسوس للإنسان وتحرضه على فعل السوء، يقول تعالى: (إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) [يوسف: 53]. طبعاً هذا بالنسبة لإنسان بعيد عن الله، ولكن المؤمن يعمل من خلال قلبه على تطهير هذه النفس وضبطها حتى تصبح نفساً مطمئنة، هذه النفس المطمئنة تعود إلى الله بعد الموت: ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي) [الفجر: 27-30].
وإنني أتوقع لو أن العلماء بحثوا عن النفس لوجدوها لأنه لا يوجد في القرآن ما يمنع من اكتشاف النفس، على عكس الروح التي أكد الله على أنها أمر خاص به.
والخلاصة فإن الإنسان عبارة عن جسد مؤلف من خلايا مادية مكونة من ذرات ولكن وجود الروح بين هذه الذرات يجعلها حية تتكاثر وتنمو وتعيش. والنفس هي التي توجه هذا الجسد بما يحمله من روح كما يوجه السائق سيارته، فإما أن يقودها إلى بر الأمان وإما أن يهوي بها في وادٍ سحيق،لذلك فالنفس كما ذكر في القرآن ثلاثة,النفس المطمئنة التي تقود صاحبها إلى بر الآمان ,والنفس اللوامة التي تحرس الإنسان من الوقوع في المهالك ,لذلك أقسم الحق بها في قوله تعالى"فلا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة",والنفس الثالثة أعاذنا الله من شرورها هي الأمارة بالسوء التي تأتمر بأمر الشيطان وتقود الإنسان إلى المهالك وتؤدي به إلى الجحيم , والله أعلم
حقيقه الروح*
قال شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله:ومذهب الصحابه والتابعين لهم باحسان وسائر سلف الامه وائمه السنه ان الروح عين قائمه بنفسها تفارق البدن وتنعم وتعذب ليست هى البدن ولا جزء من اجزائه
هل الروح والنفس شيئا واحدا؟
اختلف العلماء فى ذاللك لكن قوله عز وجل(الله يتوفى الانفس حين موتها)وقال صلى الله عليه وسلم(لما نام عن صلاه الفجر*ان الله قبض ارواحكم حين شاء وردها عليكم حيث شاء*البخارى)
واما الجسم فقد ورد في القرآن في موضع واحد في سورة البقرة, حيث يقول الله تعالى :" قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" /247,وقد قال ابن عاشور في معنى البسطة في الجسم انها قوة البدن .
والذي انا بصدده هنا معنى النفس وارتباطها بالروح والجسد.....الحقيقة ان هناك فرق بين النفس والروح _التي بمعنى سر الحياة_ وإن جاءت النفس بمعنى الروح فلكونها من الالفاظ المشتركة.
المدقق في الآيات القرآنية التي تذكر التوفي او انتهاء الاجل او غيرها من الالفاظ الدالة على الموت قرنته بالنفس ,يقول الله تعالى:"كل نفسٍ ذائقة الموت",ويقول الحي الباقي:" اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها",ويقول سبحانه:" ." وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ",ولم يذكر اللهُ في القرآن الموت مقرونًا بالروح .
وهذا يدل على النفس لا تطلق على الجسد إلا بوجود الروح أي أن النفس هي عبارة عن الروح والجسد معًا ,ويمكن ان تطلق النفس ويراد بها الروح ,ولكن لا تطلق الروح (مجردة) حيث يراد بها النفس ,لأن الروح وهي سر الحياة لا يدرك كنهها وماهيتها إلا الله عز وجل,وذكرت الروح مجردة في عدة أيات منها:" وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِ"" الاسراء/85,و" فإذا سَوّيتُه ونفختُ فيه من روحي فَقَعُوا له ساجدين"ص/72 ,ففي الآية اولى فإن اليهود هم الذين سألوا الرسول عليه الصلاة والسلام عن الروح ,وكانت غايتهم من السؤال تعجيزه وإظهار انه ليس نبي او رسول الله ,او أنهم ارادوا معرفة ماهية الروح لعلمهم علم اليقين انه رسول مبعث ولكنهم جحدوا و كفروا عنادًا وتعنتًا,وقد جاء الرد على قدر من البلاغة في تبيان امرها واستئثار الله بعلمها,قال إبن عاشور في هذه المسألة:" وإذ قد كانت عقول الناس قاصرة عن فهم حقيقة الروح وكيفية اتصالها بالبدن وكيفية انتزاعها منه وفي مصيرها بعد ذلك الانتزاع، أجيبوا بأن الروح من أمر الله، أي أنه كائن عظيم من الكائنات المشرفة عند الله ولكنه مما استأثر الله بعلمه".والآية الثانية تبين لنا ان الله عز وجل بعد ان خلق آدم من طين نفخ فيه من روحه,وقال إبن عاشور:" وإضافة الروح إلى ضمير الجلالة للتنويه بذلك السر العجيب الذي لا يعلم تكوينه إلا هو تعالى، فالإضافة تفيد أنه من أشد المخلوقات اختصاصاً بالله تعالى وإلا فالمخلوقات كلها لله.
والدليل على ان النفس لا تطلق على الجسد إلا بوجود الروح قوله تعالى:" وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتْ",حيث ان معنى زوجت هنا قُرنت بأعمالها فالصالح له الجنة والطالح مثواه جهنم ويتنعم الصالح بطيبات الفردوس بجسده وروحه وكذلك الطالح ينال العذاب بجسده وروحه. التفصيل :* ماهي الروح ؟ ومما تتركب ؟ وكيف نحسها ؟ واين نجدها ؟؟ :
قال الله تعالى في سورة الإسراء 85 { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمرِ ربي وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلاً}
الروح ... احتارو فيها العلماء والفلاسفة والخبراء ....... وحتى علماء المسلمين ,,, لم يجدو لها لوناً ولا رائحة ولا شكلاً , ووقفوا عاجزين تماما عن إدراكها !!
قال الإمام حامد الغزالي رحمه الله في كتابه الإحياء الروح هي " جسم لطيف منبعه تجويف القلب الجسماني ، فينشر بواسطة العروق الضوارب إلى سائر أجزاء البدن ، وجريانه في البدن ، وفيضان أنوار الحياة والحس والبصر والسمع والشم منها على أعضائها ، يضاهي فيضان النور من السراج الذي يدار في زوايا البيت ، فإنه لا ينتهي إلى جزء من البيت إلاَّ ويستنير به ، والحياة مثالها النور الحاصل في الحيطان ، والروح مثالها السراج ، وسريان الروح وحركته في الباطن ، مثال حركة السراج في جوانب البيت بتحريك محركه ، والأطباء إذا أطلقوا لفظ الروح أرادوا به هذا المعنى . ثم قال أيضا : هو اللطيفة العالمة المدركة من الإنسان
وقال ابن سينا : إن الروح تمنح الجسد المادي ، بواسطة النفس كل ما يتخيل ويفكر ويذكر .
و قال الإمام فخر الدين الرازي رحمـه الله : إذا دخلت الروح الجسد سمي نفساً , وبها تحسُ النفسُ وتشعرُ وتبصرُ وتسمعُ وتشمُ وتذوقُ
لاحظ التوافق بين الغزالي وابن سينا والرازي ,,,
و ليس للروح كيفية خاصة تتصف بها , بل هي من المحسوسات وليست من الملموسات ، وما نراه من أرواحٍ في منامنا ، كأرواحِ الآباء فإننا نتخيلُها حسب تصورنا المادي الملموس لماذا ؟؟
لاننا مادة لا ندرك الاَّ المادة الملموسة , وكل ما لا سبيل لرؤيته وإدراكه و نحس به ونؤمن بوجوده , نقول عنه شيءمثالي أو حِسِّي أو شعوري , والحس والشعور لا يدركان في الأبصـار لكونهما من عالم المثال والمعاني ,,,
خلاصة القول ان الروح أن علمها عند الله سبحانه ، ولا أحد يعلمها غيره , و أن علم الإنسان قاصر عن إدراك المعنى الحقيقي للروح ، ولا يمنع أنْ يَعْلَمَهُ الإنسانُ إذا شاء الله له ذلك , وقد علمنا سبحانه ما نحتاج إليه من علم الروح
وهي معجزة ... ولا نعلم عن ماهيتها شيئا حتى يومنا هذا , وكل مالدينا من معلومات عنها انها :
مجهولة الكينونة , موجودة في جميع ما يطلق عليه بـ "حي" , لاتتجزء ولا تتبعض انما تتمدد في كل اجزاء الكائن الحي .. لدرجة انه كل خليه حية .. فيها هذه الروح ,,,
* ماهو الموت ؟ وماهي اصلا الحياة ؟؟ وهل تلتقي ارواح الاموات والاحياء ؟؟
علمت ان الروح اذا دخلت الجسد , اصبح بما يسمى (الحياة) , ومن هنا نستطيع تعريف الموت وهو مفارقة الروح للجسد .
ويجب ان تعلم ان الموت مخلوق , والحياة ايضا مخلوقة !!
• كل موت وفاة وليست كل وفاة موتاً. (كيف ذلك ؟؟)
• يقول تعالى (الله يتوفّى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمّى) فالموت شيء والوفاة شيء آخر ,,
الوفاة قد تكون موتاً وقد لا تكون. وفي الآية السابقة وردت حالتان للوفاة (حين موتها) و (التي لم تمت في منامها) فالنوم إذن وفاة وليس موتاً مع أنه يُسمى الموتة الصغرى لأن فيه شِقّ موت. ملك الموت يقبض الروح بعد هذا فيه وفاة الروح نفسها أي خروجها من الجسد
• الوفاة قبل الموت هي النوم والوفاة ساعة الموت هي بعد قبض الملك للروح
• احب اشير الى ان الموت ليس القتل !! الموت خروج الروح من الجسد بعد ان ادت مهمتها في هذا البدن وبعد أن بقيت فيه المدة التي شاءها الله تعالى , اما القتل هو عندما يُهدم الجسد أو الوعاء الذي يحتوي الروح فيصبح هذا الجسد غير صالح لاستيعاب الروح فتخرج الروح من هذا الجسد لفساده , الموت والقتل بامر ربي سبحانه .
• نستنتج ان الروح في المنام تخرج من الجسد وتصعد ... ولكن لا تنفصل من الجسد انفصال تام !! ... وتكون متوفاه عند الله , فيرسلها الله للجسد عند الصحو , ويمسك الله ارواح الاموات أي لا يرجعها الى جسدها.
• وكما ذكر ابن القيم في كتابه ان الارواح تتلاقى في المنام , أي ان روحك تلتقي بارواح الموتى , فاذا شاهدت منام انك قابلت احد هؤلاء الموتى , فان روحك قابلت ارواحهم فعلا !!! (هل هذا معقول ؟؟!!)
ذكر في كتاب "الروح لابن القيم" مايلي :
" قال تعالى :" الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون". عن ابن عباس في تفسير الآية : بلغني أن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام، فيتساءلون بينهم ، فيمسك الله أرواح الموتى ويرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها. وقد دل على التقاء أرواح الأحياء والأموات أن الحي يرى الميت في منامه فيستخبره ، ويخبره الميت بما لا يعلمه الحي ، فيصادف خبره كما أخبر في الماضي والمستقبل. وفي هذا حكايات متواترة. وهذا الأمر لا ينكره إلا من هو أجهل الناس بالأرواح وأحكامها وشأنها. "
خلق الله تعالى الخلق في أربع أنواع: خلق آدم بدون أب ولا أم، وخلق حوّاء من ضلعه أي من ذكر بلا أنثى، وخلق عيسى من أنثى بلا ذكر، وخلق بني آدم جميعاً ومنهم الرسول صلى الله عليه وسلم من ذكر وأنثى.وهذا ان دل فانما يدل على قدرته سبحانه , وسعت كل شي ,,
* ما هو الجسد حقيقة ؟ وما دخله في الروح ؟؟
الجسد كما نعرف هو تلك الالة التي تسكنها الروح , فهي متعلقة به , وموجودة في كل جزء حي من اجزائه , ومقيدة بقدراته. ,,, مثال :
تخيل لو انه بامكانك ان تطير بجسدك بسرعة 1000 كم في الساعة , وركبت سيارة , وسرعة السيارة 200 كم في الساعة , فهل تستطيع بهذه السيارة ان تسير بسرعة 1000 كم في الساعة ؟ طبعا لا .. لانك انت مقيد بقدرات هذه السيارة , ولكن يوجد حل لكي تصبح سيرك 1000 كم في الساعة ,,, وهي ان تخرج من هذه السيارة ! تخيل ان الروح هي انت , وتخيل ان الجسد هي السيارة فالروح ساكنة الجسد ومقيدة بقدرات هذا الجسد , هل وضح الأمر؟
الان فكر مالذي سوف ينتج من هذه المعادلة :
الروح + الجسد = النفس؟؟؟؟؟
ماهي النفس ؟وهل ترى في عالمنا هذا ؟ واين هي اصلا ؟؟
عرفنا ان الروح تتعلق بالجسد وتعطيه الخاصية الحياتية , ونسمع كثيرا عن "النفس" .
انا شخصيا كنت اعتقد ان النفس = الروح , أي انه نفسي هي روحي فهل هذا صحيح ؟ .
النفس هـي أثر من آثار الروح ، والروح هي التي تمنح النفس القوة لأداء خواصها , بأمر الله تعالى ،كما عرفها الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله : إذا دخلت الروح الجسد سمي نفساً , وبها تحس النفس وتشعر وتبصر وتسمع وتشم وتذوق,, تستطيع ان تقول : روح + جسد = نفس
ذكر في اكثر من موضوع قرأته ان النفس هي مرحلة الإنسان السوّي والإنسان مدرك عاقل بالغ إذن النفس هي تعلق الروح بالإنسان السوّي. فالنفس هي روح وجسد بدليل أن الروح عندما تصعد يصبح الجسد جثة. وهذه النفس هي التي عليها كل التكاليف الشرعية بعكس مرحلة الأجنة فالجنين ليس عليه تكليف لأنه لا إدراك عنده.
أن الروح عندما تدخل الجسد ينتج عنها النفس التي هي الأحاسيس والتفاعلات الروح مع الجسد ثم إن هذه النفس إما تُقتل (ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلا بالحق) أو تموت (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلاً) أو يتوفّاها الله تعالى (الله يتوفّى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها)
خلاصة القول ان النفس هي الروح المتعلقة بالجسد و التي عليها التكاليف الشرعية , وهي الاحاسيس والانفعالات مثل الغضب والفرح والحب والكره و...... فهي النفس ذاتها , مع العلم ان النفس لا تنفصل عن الروح , ولكنها تتحد بها ، وتصبح مع الروح شيئاً واحداً , ولكن في الأصل هي غير الروح
ويقال ان النفس جسد معنوي , أي شيء معنوي غير محسوس (معنوي هو شيء له معنى ومدلول مثل النظر , هل تستطيع ان تصف لي شكل النظر في الواقع ؟؟ نعرف ان اداة العين هي التي تنظر , والعين محسوسة , ولكن النظر شيء معنوي ),
والكيان الإنساني (النفس) هو القوة المدركة ، وهو القوة التي تشعر بالألم واللذّة والخوف والسرور والحزن، وهو القوة الناطقة . وما الجسم إلاّ آلة لتنفيذ مآرب النفس، كما يقول الفلاسفة الاسلاميون، وليست الأجهزة الحسّية والدماغ إلاّ أدوات يستخدمها الإنسان (الكيان الروحي) لفهم العالم المادي والتعامل معه .
* الفرق بين الروح والنفس وما حقيقة النفس :
بحثت كثيرا في هذه المسئلة , فوجدت مصادر كثيرة تتكلم في هذا الموضوع واليك بعض المقتطفات عن هذه المسئلة :
- هناك اختلاف وصف الخلق و تركيب عناصر الانسان بين الروح و النفس , حيث قال تعالى { * ثم سواه و نفخ فيه من روحه و جعل لكم السمع و الأبصار و الأفئدة قليلا ما تشكرون * } , بينما ذكر في خلق النفس , قوله تعالى {* و نفس و ما سواها * فألهمها فجورها و تقواها * } , و هناك فرق بين النفخ و التسوية
- ان الروح تقبض بواسطة الملك الموكل بذلك عند وفاة النفس , و موت الجسد (( و ذلك حسب النصوص الصحيحة الــــــواردة في هذا الشأن )) , بينما النفس تكون رهينة للقبر , لتنال العذاب او الثواب داخل القبر , حتى ساعة حساب العالمين , (النفس تتعذب بينما الروح لا تتعذب !!؟)
لا يوجد ما يدل على ان الروح تنال العذاب , بينما العذاب للنفس , و نفترض ان الروح التي هي نفخة من المولى عز و جل لا مجال لتعذيبها فهي منه و ستعود أليه
- هناك من العلماء من اتفق مع هذه الطريقة التحليلية فقالت طائفة (( و هم آهل الأثر ان الروح غير النفس , و النفس غير الروح , و قوام النفس بالروح , و النفس صورة العبد و الهوى و الشهوة و البلاء معجون فيها و لا عدو أعدي لأبن آدم من نفسه فالنفس لا تريد آلا الدنيا و لا تحب آلا إياها و الروح تدعو ألي الآخرة و تؤثرها , و جعل الهوى تبعاً للنفس و الشيطان نتبع النفس و الهوى و الملك مع العقل مع الروح و الله تعالى يمدهما بإلهامه و توفيقه ))
- أوقف أمر البحث عن الروح , لقوله تعالى* و يسئلونك عن الروح قل الروح من امر ربي و ما اوتيتم من العلم الا قليلا * بينما فتح باب البحث عن النفس و في النفس , لقوله تعالى {و في انفسكم افلا تبصرون}
- قال تعالى ( وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم ) لما خلق الله الارواح كلها قبل خلق الأجساد وهي مرحلة الروح بلا جسد اشهدها على انفسها وفي هذه المرحلة لا إدراك فالنفس هي تعلق الروح بالإنسان السوّي .
ومن هنا ... نستنتج ان الانسان متركب (من الناحية الماهية ) من ثلاث وهي :
1_الروح
2_- النفس
3_الجسد
الاثر الروحي يسيطر على الاثر النفسي والاثر الجسدي الاثر النفسي يسيطر على الاثر الجسدي فقط اما الاثر الجسدي مقتصر على الجسد ,
فالنفس محصورة بين الروح والجسد , فاذا انغمست النفس في حاجات الروح (عبادة الله ) , ارتفعت وسمت , اما اذا انغمست في حاجات الجسد (اتباع الشهوات المحرمة ) , انحطت وهبطت .
لذا , فان النفس الارادة التي تتحكم في الجسد والذي يمثل الة النفس , فمثلا عندما تريد النفس ان تحرك اليد .. فان الجسد ينفذ هذا الامر (الامر = الارادة)
يقول احدهم ( وانا اؤيده وبشدة في عدة نقاط):
" النوم هو الميته الصغرى ... لأن النفس عند النوم تعجز أن تتحكم باالجسد مهما أرادة ذلك.
لأن الجسد يكون في حالة إرهاق يحتاج إلى أن ينفك من مطالب النفس التي تظنيه وتنهكه فيأبى أن يطيعها ويستسلم للنوم وحركات النائم ليست إلا أثار لمطلب نفسيه لازالت تسكن عقل النائم "
ويضيف :
"الأحلام فهيَ تراها النفس نتيجة لبقايا صور وأحاسيس عاشتها من خلال هذا الجسد الذي لم تعد قادره على السيطرة عليه والالتقاء به.
فتلتقي بالروح التي تسكن الجسد وتحاول أن تحرك الجسد من خلال الروح ... لأن الروح تحرك العضلات اللاإراديه في الجسم والتي تبقي الجسم على قيد الحياة مثل القلب
وعند إلتقاء النفس مع الروح تحاول أن تشعر من خلالها كما كانت تفعل مع الجسد فتأتي الأحلام ..وقد تكون في بعض ألأحيان صادقه فإذا كانت صادقه فهي من الله لأن الروح من عند الله وتلتقي مع النفس عند النوم وإذا كانت كوابيس أو أحلام جنسيه فهي نتيجة لمحاولات النفس في ألاتصال بالجسد لشيء تريده منه."
وتكلم عن الموت ويقول ان وقت النوم تموت النفس لعدم قدرتها في التحكم بالجسد المرهق , اما الموت الفعلي ينتج من عدم إستجابة الجسم لمطالب النفس بسبب مفارقة الروح الجسد مما يؤدي إلى موت النفس وفناء الجسم كلياً.
انتهى كلامه ,,,
في الحقيقة انني أؤيده في بعض النقاط ,, ولكن هل صحيح ان الروح هي التي تتحكم بالعضلات اللارادية ؟؟
وهل صحيح انه عندما تلتقي النفس مع الروح تأتي الاحلام ؟؟ فكيف تلتقي النفس بالروح وهي اصلا ملتصقة ومرتبطة بها ؟؟ هل كان يقصد ان النفس تميل الى الروحية مرة وتميل الى الجسدية مرة ؟؟
وما معنى "تتوفى النفس " في المنام او في الممات ؟
من ناحيتي شخصيا ... اجد التباس بعض الشيء ...ولم اسمع من الكاتب ادلة شرعية او منطقية على قوله ,,,
هذا والله اعلم ,,,
في عام 1985 في مؤتمر طبي في القاهرة شاهدو الحيوانات المنوية التي يمكن أن تُلقّح البويضة تطوف حول البويضة 7 مرات عكس عقارب الساعة حتى الإلكترونات تدور عكس عقارب الساعة 7 مرات وهذه العملية تماماً كاطواف حول الكعبة وهذا يدل على أن كل شيء سيُخلق يُعلن التوحيد قبل خلقه
* هل انا هو نفسي .. وهل نفسي هو انا .. ومن انا ومن نفسي ؟؟ . في الحقيقة انني انا هو نفسه نفسي .... وان الـ "نفسي" هي نفسها الـ "انا"
أي اذا اراد الشخص حقيقته هو ... فليقول "نفسي " اشارة اليه هو حقيقة, !! يعني انت تنسب الى كيانك الروحي (النفس) وليس كيانك الجسدي !!
والدليل انك تقول يدي ... عقلي .... رجلي .... رأسي .... يعني بالعربي الفصيح هذه اعضاء (الات) مساعدة لا تعبر عن ذاتك تستخدمها لفهم عالمك المحسوس فقط .. وتكون شاهدة عليك يوم القيامة اذا اسأت استخدامها فيما حرم الله ,,,
لحظة تفكر :
فكر كيف يكون حالنا بعد الممات بانفس بلا اجساد !! هل يصبح بصرنا "بصيرة" ؟؟ وهل سيصبح تفكيرنا منطقيا بدون الدماغ ؟؟ وهل يصبح احاسيسنا وشعورنا كما لو كان لدينا اجساد ؟
فكر كيف نتنقل وكيف نرى العالم المادي .... لا نستطيع التخاطب معه ولكن نستطيع الاحساس بوجوده !!
سوف تموت عاجلا ام اجلا فتدبر كيف تكون بلا جسد ؟؟ كيف تكون بلا عقل او يد او أي عضو ؟؟
هل تعتقد انك تتنفس ؟؟ هل تعتقد انك تحس ؟؟ اما منعم واما معذب .... ماذا عن فترة موتك اين وكيف تقضيها حتى يوم القيامة !!
انظر في نفسك الان ... تحسس نفسك اين هي ؟...