جف بحري واغتال رملي الضفاف
وتناءت عن ساحلي الأصداف
وتوارى السحاب من خلف أفْقي
واحتواني مع الغياب ارتجاف
كيف أحيا وأنت زهر ربيعي
وقطوفي على غصوني عجاف ؟؟
كيف أحيا وأنت كل قطوفي
وكؤوسي إذا ملاها السلاف
كيف يحيا بستان وردي نديا
عندما حل في ورودي الجفاف
أنا أدري بأن ناري ستذوي
ويذوب الشريان والأعطاف
وأوارى وسالف الدهر يُطوى
وسجلّي ما عاد شيئا يضاف
أسرف القلب في هواك حنينا
لم يفد عند هجرك الإسراف
ووفائي لشهد عينيك دوما
شفه من غرامك الإخلاف
عشت غصنا في يبسه نار شوق
لربيع يلذ فيه الطواف !
أيكون الشريان بركان دفء
ويكون الوريد منه ارتعاف
ثم تهدين لوعتي جمر صد
يحرق القلب إذ تبوح الضفاف
عاندتني في العمر كل ظروفي
كل وعد يشوبه الإخلاف
فحبيبي قد كان غير نصيبي
ثم حظي من بدر ليلي انكساف !!
حار قلبي أينصف الحب قلبا
ضاع منه الميناء والمجداف ؟؟
ثم تاهت موجاته في جبال
وسط الليل والظلام يُخاف
ويدي إذ رفعت لست أراها
شبح الجن أصبحت لا تُشاف
كنت ذنبي أليس يغفر ذنبي
إذ علاني عند اقترافي العفاف ؟؟
فأضعت الجميع قلبي وظبيي
لهف حظي وقد بغى الإنصاف
ورأيت الحصى يولول دوني
ثم تبكي الرمال والعراف !!
حيرتني وأقعدتني ظنوني
ثم ملت من وقفتي الأعراف
فانتظرت القطاف كل فصولي
خانني الفصل ثم خان القطاف !
أين أمضي وكل ما كان يهوي
من كياني وفارقتني الشغاف
وارتويت الدموع ملحا فملحا
وجفاني على ظمائي ارتشاف
حار عقلي ، وقد أضعت طريقي
وسنيني أودى بها التطواف
ويقيني قد بات جد رقيق
وحجابي على المدى شفّاف
منه قد بان أن عمري هباء
وسنيني تعافني أو أعاف
حين أبصرت أن دربي طويل
مستقيم قد اعتراه التفاف
ولذيذ الأيام باتت ورائي
تتوارى وقد طواها السجاف
سرقوا منه كل سحر جمال
ومضوا إذ شاهت الأوصاف
أنت قلبي ، يلذ فيه لقلبي
أن يُرى في غرامك الاعتراف
كنت منى وكنت منك وكنا
نعرف الحب منذ رد العطاف
فلماذا أراك صرت لغيري
فرس السبق ذلّه الاختطاف ؟؟
وأنا صرت كالغريب زمانا
ومجيئي في مقلتيه انصراف !!
سوف أمضي أن هبت الريح ناحت
عاليات الجبال ، قلبي رعاف !!
أنت ذنبي وأنت غفران ذنبي
(رب ذنب غفرانه الإقتراف)