هي ظاهرة، لا أقول إنها عامّة، ولكن مما يؤسف له أننا نجدها بين بعض شبابنا وشاباتنا.
إن أفضل توصيف لمن يتشبّه أو تتشبّه بالأجنبي، سواء بالمظهر، أو المضمون، هو شعور هؤلاء الكبير بالنقص، والفراغ الفكري والعقائدي، وشعور جارف أيضاً بعدم الانتماء إلى مجتمعهم، ورفضهم واقعهم، ولفظ تراثهم وتقاليدهم، والاستخفاف بقيمنا الحضارية والتاريخية، والتسلّق على المتشبّه بهم في محاولة تقليد أعمى، متناسين أهم ما يخصّنا من شخصية عربية تحمل للرجل صفات الرجولة والتعفف والترفّع عن المظاهر الكذابة والمخادعة، وتحمل للمرأة أو للفتاة اعتزازها بقيمها التربوية والأخلاقية التي تجعلها دائماً في دائرة القداسة، أنثى لا تفرّط بنفسها من أجل مظهر بدأ يجنح للفضائحية وليس للتحضّر.
وأريد هنا أيضاً أن أشير إلى جانب آخر يؤلمني عندما اتبادل حديثا مع رجل وامرأة عربية، واجدهم يحشون بين مفرداتهم العربية كلمات أجنبية غالباً ما تكون معترضة وخارجة عن السرب، ربما ليدللوا أنهم متحضّرون، وينسون أو يتناسون بأن التحضّر يبدأ من الذات، ومن التمسّك بقيّمنا الخاصّة، وهويتنا العربية القومية، ومحافظتنا على سلوكنا الإنساني الراقي الذي رضعنا مفرداته من رسالة الإسلام.
وهنا، تفرض المناسبة أن أطلق دعوة صادقة إلى كل شبابنا وشاباتنا وهم جميعاً عدّة مستقبلنا وأملنا في تحقيق امنياتنا، وطموحنا المشروع، وحقوقنا المستلبة، أن يستعيدوا مجد الأمّة، سواء بالشكل أو بالمضمون، وأن الزخارف الخارجية لا يمكن أن تكون بديلاً عن الطويّة.. وأن الجمال الحقيقي هو في جمال الروح، ولن يكون أبداً في تقليد أعمى، ورخيص وتافه..‬