الحب بين كويلو ونيرودا وأناي
محمد زعل السلوم
يقال إن الحب هو لغةالعالم النقي وأن هناك على الدوام شخصا ما في العالم ينتظر شخصا آخر فهو اللغةالكونية كما يصفها باولو كويلو في رائعته الخيميائي فعندما يلتقي ذانك الشخصانوتتعانق نظراتهما يغدو الماضي والمستقبل بلا أهمية، إذ لا وجود إلا لهذه اللحظةالراهنة، ولهذا اليقين ، الذي لا يمكن إدراكه ، بأن كل شيء ، تحت قبة السماء ، قدكتب باليد ذاتها ، اليد التي تلد الحب ، والتي خلقت توءما لروح كل كائن يعمل ، أويرتاح ، أو يبحث عن الكنوز تحت نور الشمس. وإذا لم يكن الأمر كذلك ، فإن أحلام الجنس البشري تغدو بلا معنى.
سألت الصحراءسانتياغو بطل الخيميائي " ما هو الحب ؟
فأجابها : "الحب هو عندما يحلق الصقر فوق رمالك. فهو يرى فيك حقولا خضراء ، وما من مرة عادبلا فريسته . إنه يعرف صخورك وكثبانك وجبالك ، وكنت بالمقابل سخية حياله.
يقول بابلو نيرودا فيالحب
لست أدري حبيبتي
إذا كان سيتاح ليالوقت والمكان
لأرسم بكلماتي ، مرةأخرى ، ظلك الرقيق
الممتد على صفحاتي ،يا زوجتي :
إنها لقاسية ومشعةهذه الأيام ،
نأخذ منها العذوبة
معجونة بالأهدابوالأشواك
ما عدت أعرف بدايتك :
لقد كنت تأتين قبلالحب ،
مع كل ماهيات القدر ،
وقبلك كانت العزلة لك،
ربما كانت هي شعركالنائم.
واليوم أكاد أسميككأس حبي ،
عنوان أيامي أيتهاالمعبودة ،
وتحتلين أنت فيالفضاء كما النهار ،
نور الكون كله.
الحب
ليهتم غيري بمدافنالعظام الميتة
فالدنيا
لها لون تفاحة عارية: الأنهار
تجرف فيضا من الأوراقالبرية
وفي كل مكان تحياروساريا الجميلة ،
وخوان الرقيق.
أما حب شاعرنا الرائعبابلو نيرودا الخشبي وأنا حضرت احتفاليته العالمية بالسرفانتس ومكتبة الأسد بعزفرقيق على البيانو وتحليق مع قصائده النائية قبل حوالي ستة أعوام فيقول في حبهالخشبي
منذ ذلك الحين
صار حبي خشبيا
وكل ما ألمس يصبحغابة.
تختلط علي العيونوالأوراق
بعض النساء مع ربيعالبندق،
الرجل مع الشجرة ،
أحب عالم الريحوالأوراق،
ولا أميز بين الشقاءوالجذور.
أما أنا فكتبت فيحبيبتي ذات يوم من وحي نيرودا وكويلو معا في ديواني سراج الحب :
أيتها الغارقةالسماوية
في نشيد الحب...
يا قصائد العشقالمتشامخ
والكلمة العنيفة...
يا وطن الزفاف
أغوص في أمواجكالعميقة
وفي عراء الأجساد
رعشاتنا تبللت
بعطر الياسمين
محمد زعل السلوم
دمشق 24/6/2011