بالرغم من أن الصحفي السيد أيمن الزمال كصحفي له خبرة في التعامل مع الحركات السياسية ويحاور مناضليها ويحلل بعض مواقفهم ولكنه يفتقر الى شيىء أساسي في مهنة العمل الصحفي وهو الالمام الكامل بالقضية المراد طرحها والتعرف على الجهة التي يكتب عنها وهذا لا يتأتى الا بالمطالعة والبحث وهذا ما ينقص صحفينا الذي اتهمته في وقت سابق بعض الحركات بالكذب ونشر أخبار زائفة مما استدعى من مناضليها القيام بحملة توضيحية لما صرح به لذات الصحفي لذا ننصحه من موقعنا بتدارك نفسه قبل فوات الأوان خاصة وأن هناك من وصفه بالصحافي الفاشل وهذا ما لا نتمناه له فقط نريد أن نوضح بعض النقاط التي أوردها في مقاله تحت عنوان التيار القومي الحاضر الغائب على الساحة السياسية وقد تضمن مقاله تسع فقرات بالتمام والكمال كادت تغطي نصف صفحة من جريدة الصباح ليوم الثلاثاء 27 أفريل 2011 ولكن عند قراءتي للمقال تبين لي وجود تناقضات جوهرية فيما ذهب اليه اضافة الى عدم المام كاف بما يكتب عنه وكأنه فقط يريد أن يملأ جريدة الصباح التي بدأت من بعد الثورة وبفعل ثلة من صحافييها الممتازين تقدم مشهدا اعلاميا جيدا ما عدا ما يقدمه السيد أيمن الزمال كما أنه وقع في أخطاء منهجية سواء في تقديم معلومات غير صحيحة بالمرة عن التيار أو في الاستنتاجات التي لم تكن في محلها ولا معقولة في مبناها ولذا فاني سأبين كل هذه المآخذ الواردة في مقاله واحدا بعد آخر في اطار حق الرد وعلى نفس الصحيفة .
وأول ملاحظة نلاحظها في هذا المجال استعماله ألفاظا في منتهى الركاكة وبها كثير من التجني على تيار عريق كالتيار القومي التقدمي بتونس ومن تلك الألفاظ الغائب ,الديكتاتورية , الشوفينية, هتلر هو الأنقى للقومية الى غير ذلك من ألفاظ كان بامكانه تجنبها لو بحث قليلا في تاريخ هذا التيار العريق الذي تمتد جذوره الى أعماق تاريخ تونس العربية المسلمة وهو حاضر دائما في كل المحطات النضالية التي عرفتها تونس في تاريخها الحديث سواء في مواجهة المستعمر عبر الفدائيين اليوسفيين أو مواجهة الديكتاتورية في حقبتي بورقيبة وبن علي وقد عمدوا حضورهم بدماء أبناء هذا التيار التي سفكت على مذبح الحرية وكذلك تعرض عناصره للسجون والمنافي وشتى أصناف التعذيب والاقصاء والتهميش فكلها تعبير عن حضوره الدائم وأما الغياب فكان الجدير بالسيد الصحفي لو كان ملتزما بأخلاقيات المهنة أن يسميه بالتغييب المتعمد من قبل السلطة وكذلك وسائل الاعلام المتماهية مع السلطة في هذا المجال.
كما أن كاتب هذا المقال غير مطلع بما فيه الكفاية على تاريخية هذا التيار وجذوره العميقة في تاريخ الأمة وقد حاول تشويه التجربة الناصرية وأنصحه في هذا المجال بقراءة كتاب هل كان عبد الناصر ديكتاتورا ليراجع نفسه وليكن في علمه أن بعض كبار الاعلاميين قبل الكتابة عن الظاهرة المراد بحثها يقرأون عنها كثيرا بما يصل الى عشرات وربما مئات الكتب قبل ان يباشروا الكتابة أو محاورة أشخاص قهذ الكاتب حسب تقديري لا يحسن كتابة نص متكامل وصفي أو تاريخي فما بالك الحديث عن التيار القومي التقدمي الذي يعتبر خطابه السياسي والايديولوجي هو الوحيد المتناسب مع أهداف الثورة في تونس والبعيد كل البعد عن الانتهازية والبحث عن التموقع كما تحاول بعض التيارات ان تعمل
هذا وان هذا الكاتب لا يزال يحلل بخلفية التشويه الماركسي الذي يعتبر الفكر القومي العربي فكرا شوفينيا وليعلم ان الشوفينية هي المغالاة في التعصب. ففي حال التعصب القومي وحب الوطن يعتبر الشوفيني وطنه أفضل الأوطان وأمته فوق كل الأمم وخصوصاً عندما تكون هذه المغالاة مصحوبة بكره للأمم أخرى وهذا عكس ما يسعى اليه الفكر القومي التقدمي كما يعلم الجميع ..

وقد جاءت هذه الكلمة من اسم نيكولا شوفان الجندي الفرنسي الذي جرح عدة مرات في حروب الثورة الفرنسية وحروب نابليون ولكنه ظل أبداً يقاتل في سبيل مجد فرنسا ومجد نابليون، وتستعمل الشوفينية حالياً في مجال الاستهجان وعدم الاستحسان وتمثل النازية الألمانية قمة التعصب الشوفيني..

كمايشبهه بحزب هتلر في حين يتناسى ان هتلر كان يتبنى الاشتراكية الماركسية في بداية حياته السياسية وغيرها من التجارب الاشتراكية التي كانت تركز على التنمية والعدالة الاجتماعية اكثر من الحريات السياسية التي تعتبرها شعارات ليبرالية.. كما أن الحركات الاسلامية التي يتحدث عنها صاحب المقال والتي قمعها عبد الناصر كانت لا تتبنى مفهوم الدولة فما بالنا بالديمقراطيةحيث يعتبرها سيد قطب والاخوان وافدا غربيا مرفوض اسلاميا وكانوا يقسمون المجتمع الى دار كفر ودار اسلام وينظرون لمسألة الحاكمية في فهم خاطىء تماما لهذا الموضوع وبان المجتمع المصري يعيش الجاهلية ويكفرون الجميع وبامكانه العودة الى كتاب معالم على الطريق لسيد قطب ان شاء التوثيق لهذه المسألة، في الوقت الذي كان فيه عبد الناصر يرسي دعائم دولة حديثة ومعاصرة تقوم على تذويب الفوارق بين الباشوات والفلاحين الذين كانوا بمثابة الأقنان والعمال في المصانع الذين كانوا يعانون العبودية، عبد الناصر كان يدعم الفن والمسرح والسينما وحرية المرأة وحقها في التعليم والاخوان كانوا يفجرون المسارح وينادون بختان الفتيات ، أما رفاقنا الشيوعيين فتعتبر فترة عبد الناصر من أروع فترات حياتهم ولكم أن تعودوا الى اعترافات العديد من رموزهم الذين أكدوا أنهم ظلموا عبد الناصر عندما زايدوا عليه وشوهوا سياساته واكتشفوا خطأهم عندما جاء السادات ومبارك (انظر اعترافات أحمد فؤاد نجم).أما فيما يخص مشاركة القوميين في الثورة والنضال الديمقراطي فلا ابالغ إن قلت انهم اكثر من قدموا على الساحات من أقصى الجنوب الى اقصى الشمال ولكن الاعلام الموبوء والموجه يصر على تهميشهم لانه وفي اطار خطة ذكيّة يحاول أن ينفخ في صورة اليسار الماركسي والاسلاميين ليضع المواطن التونسي بين خيارين كلاهما غير مقبول عنده فيختار الخيار الثالث الذي صعد نجمه مع صعود السبسي وهو التجمع في نسخته الدستورية... ان الخطاب القومي على عكس ما يذهب اليه صاحب المقال هو البديل الاكثر حضورا في وجدان الشارع التونسي لأنه خطاب معتدل وجامع وموحد واستراتيجي يجيب على أسئلة المستقبل الذي يهم القطر والأمة .
هذا وان الكاتب يكرر مرتين في مقاله ان هذا التيار اكتفى بالمجال الثقافي والنقابي فقط في التعبير عن قناعاته في حين أنه أكثر التيارات السياسية عملا ثوريا دؤوبا وأكثرها تقديما للشهداء والمعتقلين والمطاردين فلم التجني على تيار عتيد دون تمحيص فعلى السيد أيمن الزمال أن يغير ثوبه بعد هذه الثورة المجيدة التي عمدها التيار بكوكبة من عناصره استشهدت فيها بحيث عليه أن يعدل أوتاره بما يستحقه هذا التيار من تكريم واكبار وتقدير لا كتابة مقال تافه بعيد عن الموضوعية والاحترافية .

الناصر خشيني ناشط اعلامي وسياسي
--


الناصر خشيني نابل تونس
Email Naceur.khechini@gmail.com
Site http://naceur56.maktoobblog.com/

facebook

http://www.facebook.com/reqs.php?fco...?id=1150923524
groupe
http://groups.google.com/