الحرب والسلامْ
وامنياتنا التي تموت بانتظامْ
الطفل يرفع اليدين باستسلامْ
وبندقيّة عتيقةٌ
تصوّب الدمار للأحلامْ
وتملأ الدموع راحتيهْ
ليغسل الوجه البريءْ
وقلبه يدقّ من عينيهْ
وترحل الإشراقة التي
تعاند الموت البطيءْ
الحرب والسلامْ
إلى متى ستُقْتَل الأحلامْ
وتزهر الآهات بالآلامْ
إلى متى سيُسْحَق الإنسانْ
إلى متى تداس كل لحظةٍ مقدّسه
بأتفه الأقدامْ
الطفل يرفع اليدين باستسلامْ
وكل ما في الأرض من رجولةٍ
تواجه ابتسامةً
تضيء كالإلهامْ
توردت على خدوده الزنابقُ
وطيّرت خصلاته الرياحْ
فأطفأتْ بريقَه الحرائقُ
وأُنْهِكَت عيناه من ملامح السلاحْ
فكل يوم ينزعون من فؤاده الإيمانْ
وبرعماً تفتّحت ألوانهُ
من أطهر الأغصانْ
ويصدرون أمرهمْ
قف هاهنا
ولا تقفْ
إلى الوراء عدْ
وسر إلى الأمامْ
الحرب والسلامْ
وكل طفل عالقٍ
بساحة الآثامْ
يموت كل ليلةٍ
وفي الصباح تستعيد وعيَها الأجسامْ
لكن روحه تحطمتْ
ولن تعود للحياة بعدها
طفولةُ الأيامْ
الطفل يرفع اليدين باستسلامْ
وبندقية حقيرةٌ
تحرسها الرايات والأعلامْ
تصيبه بالرعب كل لحظةٍ
فتسقط الألعاب من يديهْ
يبخّرُ الخوفُ الدموعَ من سما عينيهْ
إلى الأمام .. إلى الأمامْ
الحرب والسلامْ
وكل كِذبات الزمانْ
وما تحيكه القصائد الكبرى
من الأقلامْ
وكل ما يقال أو يذاع في منابر الظّلامْ
يبعثر الطفولة العذراء في معابر الأحزانْ
الطفل يرفع اليدين باستسلامْ
يطأطئ الرأس الصغيرْ
يحسّ بالهوانْ
يلعثم البكاء بالكلامْ
ويلعن الحروبْ
ويلعن السلامْ
محمد إقبال بلو 8/3/2011

</b></i>