ليلة لم تذكرها شهرزاد
ليلة ما قبل بداية الحكاية
يَا زَوْجَهَا..، قـَبَّـلـْتُ قـَبْـلكَ ثـَغـْرَهَا
وَحَـضَنـْتـُهَا فـَاسْألْ بـِرَبـِّكَ صَدْرَهَا

وَانـْظـُرْ إلى آثـَارِ أظــْفـَارِي اللـَّـتـِي
جَرَحَتـْكَ إذ جَرَحَتْ لِعـِشْقِيَ ظهْرَهَا

أوَ مَـا تـَرَانِـي عـَابـِـثـًا مُـتـَـمـَـرِّدَا؛
ألهُـو بـِطِـينـَتِهَا.. أشَكـِّلُ خِـصْرَهَا؟

تمْحُـو يَدَاي ظـَفـَائِـرًا قد عُـتـِّـقــَتْ
وَتـَفـُكُّ مِنْ أسْـرِ الطــُّفـُولةِ شَعْرَهَا

لِي فِي مـُقــَبَّـلِـهَـا تـَرَاتِـيـلُ الهَـوَى
وَلطـَالمَا احْـتـَالتْ لأرْشِـفَ سِحْرَهَا

كَـأسٌ مِنَ الـدُّنـْيَا تــَدُورُ بخَـاطِـرِي
وَلقد شَـرِبْتُ إلى الـثـُّمَـالةِ خَـمْـرَهَا

لمْ يَبْـقَ مِنْ خـَبَـرِ الشِّفـَاهِ قـَصِـيدَة ٌ
إلا قــَطـَفـْتُ مِنَ الصَّـبَـابَةِ ثـَـمْـرَهَا

إنْ كَأسُهَا انصَرَفتْ لِغـيْريَ صِرْفـة ً
فلقد تـَرَكـْتُ الرُّوحَ تَحْسُو سُـكـْرَهَا

أنـَا مَنْ لبـسْـتُ مِنَ العَـرَاءِ ثِـيـَابَهَا
وَخـَلعْـتُ عـُرْيـِي كَيْ أحُرِّرَ سِتـْرَهَا

لَا زلتُ أسْـكـُنُ سِـرِّهـَا مُـتــَبـَجـِّحًا
لَا زلـتُ مِنْ قـُـبَـلِـي أزَيـِّنُ نـَحْــرَهَا

عَـرَقِي المُـقـَزِّزُ مُذ نـَفَخْتُ برُوحِهَا
لَا زلتَ تـَحْـسِبُهُ لِحـُمْـقِـكَ عِـطـْرَهَا

سِـرُّ الـتـَّحَـلـُّج أنْ تـَعِـيشَ بَـيَاضَهَا
مَحْوًا وتـَكْـتبَ فِي امِّحاَئِـكِ سِفرَهَا

أنْ تـَشـْتـَهـِي دَمَهَا المُقــَدَّسَ مَـرَّة ً
هَـيْهَاتَ تـَأمـُلُ أنْ تـُطـَاوِلَ طـُهْرَهَا

يا زَوْجهَا.. يَا صَاحِبَ السُّلطانِ مَا
لكَ لمْ تَجِدْ غـَيْري تُمِيتُ وغـَيْرَهَا؟

أو مَا تـَرَانِي فِي يَـدَيـْكَ قـَصِـيـدَتِي
سَقـَطتْ وَأسْقطنِي غُرُورُكَ إثرَهَا؟

أثـْـقـَـلـْـتـَهـَا ذهَـبًا وَكـَانَ ثــَرَاؤُهـَا
ألَّا تـَبـِـيعـَـكَ فِـي الـمُـقـَابـِلِ فـَقـْرَهَا

قـَدْ كُـنتُ أبْهـَـثَ مِنْ بَريـقِــكَ إنـَّمَـا
قـَدْ كـَانَ لِي قـَلـْبٌ لِأدْفـَـعَ مَـهـْـرَهَا

أنا لـَسْـتُ أوَّلَ عَاشِـقٍ ضَيـَّعـْـتـُهـَا
أوْ أنـتَ آخِــرُ مـُتـْـرَفٍ قـَـدْ غـَـرَّهَا

هِـيَ قِــصَّــة عـَـرَبــِـيـَّـةٌ أزلـِــيـَّــة ٌ
نـَحْـيـَى حـَلاوَتـَهَـا لِـنـَفـْهـَمَ مُــرَّهَا

هِي تِلكَ مَن أحْـبَـبْـتـُهَا لِـوَفـَـائـِهَـا
وَعَـلِمْـتُ أنـي لسْتُ أسْلـَمُ غـَـدْرَهَا

هِي طِفـلـَتِي وَحَبيبَتِي..، حَتـَّى وَلو
سَـتـَرَتْ بَرَاءَتَهَا لِتـَكـْشِـفَ مَـكـْرَهَا

مَـهـْمـَا فـعَـلـتَ فـَإنـَّـنـِي مُـتـَرَسِّـخٌ؛
قِـدَمِي يُـقــَلـِّبُ فِي سَريـركَ سِـرَّهَا

كَـمْ مَـرَّةً نـَادَتـْكَ بـِاسْـمِـيَ سَـهْـوَةً
عُذرًا تـَقـُولَ وَكيفَ تـَقـْبـَلُ عُذرَهَا؟

أنا فِي جَـنُوبِ القـَلـْبِ أسْكـُنُ دَائِمًا
حَـتى وَلوْ أعْـلـَيْـتَ دُونِي قـَصْـرَهَا

لا حَاجزٌ يَعْـلـُو لِـيـَمْـنـَعَ نِـسْـمـْتـِي
أنْ تـَسْـتـَبـِيـحَ بـكـُلِّ صُـبْـحٍ حَــرَّهَا

لا السُّورُ لا الحُرَّاسُ تـُعْجزُ عَاشِقا،
دَعـْنِي فـمَالـُكَ لنْ يُـؤمـِّـنَ خـِـدْرَهَا

إنــِّي لَآسَــفُ أنْ أقــُــولَ نِــكـَـايـَـة ً
بـِكَ: إنـَّـنِـي لَا زلـْتُ أمْــلِـكُ أمْـرَهَا

وَاصَلـْتُ مِنْ رَحِمِ المَحَـبَّـةِ رُوحَهَا
وَلقدْ وَصَلتَ مِنَ الغضَاضَةِ بَظـْرَهَا

جَــسَـدِي تــَوَاريـخٌ وَأذكـُـرُ لـَيـْـلـَة ً
تـَـأبـَى عـَلـَيْـنـَا شَـهْـرَزَادُكَ ذِكـْرَهَا

لـَوْ أنـَّهَا تـَحْـكِي بـصِـدْقٍ لـمَ تـَقـُلْ
شَـيْئاً يُطِـيـلُ مَعَ الحِـكَـايَةِ عُـمْرَهَا

تِـلكَ الأنـُوثـَةُ مِنْ صَنِـيع رُجُولـتِي
وَأنـَا الذي قـَبَّـلـْتُ قــَبـْـلـَكَ ثـَغــْرَهَا


تمت بحمد الله