يمكننا القول أن الثورات المتتالية التي بدأت في تونس ومن ثم مصر وليبيا واليمن الآن كلها تتفق في أسبابها
والدليل علي ذلك توحيد الشعارات كلها ضد الفساد والفقر والاستبداد ،فحينما طغت الأنانية علي الحكام وحولوا بلادهم
إلي دول بوليسية قمعية تقمع الحريات ،مع انتشار البطالة والفراغ ،لجأ الشباب إلي الفيس بوك وتويتر لتبادل الخبرات ومن
هنا توحدت الآلام وكانت الشعوب العربية في حاجة إلي شررة ،فكانت دعوات الشباب وصمودهم هي الشررة الأولي التي ،
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

انتشرت كالنار في الهشيم ،وفاجأوا الحكام ووسائلهم القمعية ،من هنا نلخص الموقف في أن المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية ،والثقافية
تغيرت،فلم تعد الشعوب أطفالا بل بلغت سن الرشد ،ولن تلعب دور المتلقي بعد اليوم ،ولن تملي عليها أفعالها وكان هذا سببا في عنفوان هذه الثورات ،وصمود الشعب


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


أمام الرصاص والغازات المسيلة للدموع ،وكل من بن علي ومبارك كانا لديهما ثقة كبيرة في الجهاز البوليسي الذي تحصنوا خلف سياجه ،وتفرغوا لنهب الثروات،وقمع الشعوب ،
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

وتقليص الحياة للشعب في اللهث وراء لقمة العيش،وفتحوا للفساد أبوابا فتركوا من يرتشي يرتشي حتي تهاوت الحالة الاقتصادية وأصبح القانون السائد في التعاملات اليومية في شتي المؤسسات،هو المال أو الرشوة وتحايلت طبقة جديدة أفرزتها تلك الطبقة الفاسدة المرتشية وكانت كبري المشاريع تقسم كالتورته علي مرأي ومسمع من الشعب الذي زادوه فقرا ،ورموا له الفتات تحت مايسمي بالدعم والتأمين الصحي _الإذلال الصحي_أضف إلي ذلك تدني الأجور فالحد الأدني للأجور لم يكن يكفي الموظف لأسبوع واحد ،فبالله عليكم كيف كان يخفي علي المسئولين سبل الرشوة والفساد ،التي أصبحت نمطا أساسيا في حياة معظم من في أيديهم تسيير حياة الناس اليومية،كل ذلك كان مجرد بداية لبئر فساد أسسه الحكام بالسماح لغول الرشوة
ينخر في العمود الفقري للمجتمع،أضف إلي ذلك فساد المنظومة التعليمية التي أري _من وجهة نظري الشحصية _كان مع سبق الاصرار من قبل القائمين علي التعليم في وطننا العربي ،فالمناهج لا هدف لها سوي تحويل عقول الأطفال لفقاعة هواء تنفجر بعد خروجهم من الامتحان وقد نسوا كل شيء تقريبا مع تدني أجر المعلم وتفشي سرطان الدروس الخصوصية في المجتمع ،وكيف أن المعلم يختصر المختصر للطلاب حتي يسبحوا بحمد قدراته ،أضف إلي ذلك تسريب الامتحانات في كل المراحل التعليمية والفساد الذي شاب التعليم الجامعي بأن أصبح منصب المعييد مقتصرا علي أبناء العاملين في هيئة التدريس بالجامعة والمجاملات التي ذهب ضحيتها آلاف مؤلفة من العقول الفذة في عالمنا العربي ،عدم تكافؤ الفرص وقتل أحلام الشباب هو ما جعلهم يلجأون للنت كافيه ويتبادلون الأحاديث حول الفساد في وطننا العربي فاكتشفوا أنهم في الهم سواء ،وبما أنهم لا يملكون الحق في الحلم بعد ،كانت التضحية بأرواحهم أرخص ما يقدموه من أجل الوطن فالأيقونة الوحيدة التي حركتهم هي الكبت والفساد،فكيف يتفوق طالب في دراسته ويخرج للحياة عاطلا بمرتبة الشرف ،وكيف حين يحاول الاقتراض من الصندوق الاجتماعي للدولة يطالبونه بفوائد القرض من قبل أن يشرع في نجاح المشروع ،وكيف أن سحرة الأنظمة العربية الفاسدة المتمثلة في الاعلام كانت أبواقا للأنظمة العربية التي تهدف إلي قذف الرعب في نفوس الشعوب العربية من حيث أن هناك مؤامرات ومخططات وأجندات أجنبية ،الهدف منها زعزعة أمن الوطن
فقد أفقرت ألأنطمة العربية شعوبها ليس ماديا فقط بل وثقافيا أيضا ،فأصبح المواطن الحر الشريف نزيل السجون والمعتقلات والمنافق الذي يتلون كل يوم حسب الموجة هو النزيه ،انقلبت الموازيين لكن بعد هذه الثورات ،أري أن الأمور في طريقها للاستقامة رغم كل العراقيل التي سنواجهها لأن الفساد سرطان وعلاجه سيطول وقته



ولن يستطع مخلوق أن يقف في وجه إرادة الشعوب ،التي نحرت الخوف والقت به من نافذة الحياة ،لكي تستنشق الحرية التي لن تستبدلها بأي شيء
نعم نحن أحرار ولن نستعبد بعد اليوم

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي