أضيع في عينيك مثل الســراب ** يأخذني نحو التلاشي عباب

أبحث عنك عاشقــا في دعـا **ء ظل يستحيل أن يستجاب

في دمعة من جارة مــا بكــت ** في عودة أو اشتكت من ذهاب

و الزورق الملعون يمضـي كمـا ** تمضي الأيــام مثل السحاب

و الراكبون نحن في مـوجهــا ** و السائلـون نحن : أين الجواب

وأعين العشــاق مسكونـــة ** دوما بأحــلام الورود العــذاب

تمضيـن يا حلــوة خطو جميـ ** ل كيف تتركين قلبــا مصــاب؟

تمضين و الســرو تـراءى لنا ** يبكي فما أقســى عليه العذاب؟

حتى النجوم فوقنا قد بكـــت ** ليست تريد منك هــذا الغيـاب

تمضين لا يأتي نهـــار و لا ** حلم يشــل حالكــات الاغتراب

و لا ربيع من خريف الهــوى ** ســوى أنيــن حزننا و الاكتئاب

قد كنت تأتين و لكـــن غـدا ** تمضين تغربيــن خلف الضباب

لن يتركوك مثلما كنت تلـ ** عبين ، تعبثيــن دون احتجـــاب

سأســال الأشياء عن طفلـــة ** عن لوعــة، عن آيــة في الكتاب

عن خطوة خطوتهــا نحونـــا ** عن بسمة، عن ومضــة من شهـاب

عن شمس شعــر مرسل رائـع ** و حلو ريــق من شفــاه رضــاب

سأســأل الأمطــار و الريـح والـ ** أحجــار رغم صمتهــا و التـراب

وأ سأل النــاس و كم من سؤا ** ل سوف يلقــى عنك، كم من جــــواب

حبــك آخر الجــراح التـي ** سأشتهيهــا رغــم كل العـــــذاب

حبك حلــوا كان يأتــي فما ** أعذبــه في ظمــأى من شـــراب

و ســوف أذكر التي عذبت ** ني رغـــم أن العمــر دون النصـــاب

و مـا عصيت أمـرها مـرة ** بل كــان دومــا أمرهــا مستجاب

عليك ألــف قبلــة من بعيـ ** د ليــس فــي رؤاه أي اقتــــراب

لك التحيـات العــذارى لك الـ ** ألحــان تسقــي نايهـا و الربــاب

يا جــارة قـد أوقدت نـارها ** و أغلقت مـن خلفنــا كــل بــاب

قـد اكتـوى عاشقهـا وحده ** فهل تـرى له غــدا من ثــــواب؟

سأسـأل الأيــام عن حلوة ** قد أسـكـرت قلبـي فضــاع الصواب

عن حنة حمـراء قد غيرت ** لــون أمــانــي القلب، لون الإهاب

بها خطــوط البشر عيـد سعيـ ** ـد و ليكـن عمر الغواني شبــاب

و عن يد قـد صافحتنــي وعن ** خاتمها الموحى بمــا لا جــواب


01/01/2007