عرُوسُ المَيْدَانِ
10/2/2011
/
/
عروسٌ تنادي في ليالٍ هيَ السِّحرُ
مئيناً من العشاقِ كمْ أضجر الصبرُ
أطالت صداها فاستهام بحبها
فوارسُ مجدٍ في تمائمِها الفجرُ
مطايا إباءٍ قد أثارَ غبارَها
تَمادِي ظلومٍ غَرُّه الْكرهُ و الغدرُ
و يُفْدَوْنَ من قتلٍ شنيعٍ شبيبةٌ
وفرعونُ يُردِي لا قبورٌ ولا نِسْرُ
بعامٍ يُروِّي من دِمانا زروعَنا
و عامٌ يُهَادي يستجيرُ له النَّحْرُ
وَ عامٌ يمدُّ النيلَ جهرا بِحُورِنَا
وَقدْ زانَ جيداً مَرْمَرِيًّا لها الدُّرُّ
فلا صَانَ منها سحرَها أو حيائَها
وما الصَّخرُ ذُو حِسٍّ لِيُبْهِرَهُ السُّحرُ
عروسٌ تجلى الحبُّ في طيِّ جفنها
كماساتِ شوقٍ زانَ لآلائَها الأسرُ
و يُمْهِرُهَا المجنونُ بالرُّوحِ ما وَنَى
يُلَبِّي فلا أثناهُ قهرٌ ولا بَترٌ
فداها شهيدٌ يطلبُ الهولَ للعُلَا
وحين ارْتقى رَاوَدْنَها الأنجمُ الزُّهْرُ
وشعبٌ تهادى المجدُ في عزْماته
فأرساه في أرضٍ فصاح بهِ الفخرُ
يُنَاجِي رُبَا التَّارِيخِ يَكْتُبُ بالدِّما
مفاخرَ عزٍ شادَها منهمُ الدَّهرُ
فلا تلك يا فرعون واحتك التي
غَرسْتَ عظاماً لا فأَنْبَتَها القَهرُ
أفق أيها المغرور واحاتُ غَيِّكُم
تكاثرَ قيحٌ نضجَه يكشفُ السِّرُّ
ثلاثين حولًا هدَّنا الجوعُ و الَّلظى
حصونٌ من التنكيلِ قد صانها الكِبرُ
وهامانُ في جند التجبِّرِ أمرُه
صواعقُ بركانٍ يمازِجُها الفقرُ
لقد آنَ يا لصَّ الكرامةِ تنتهي
و يرقى سمانا من عزائمنا الصَّقرُ
إذا فاضَ ماءُ النيلِ يرقى غثاؤُه
فلا تسألِ الشطآنُ أَيْنَ لَه القبرُ
فَمَرْحَى بمصرٍ والتواريخُ تحتفي
وثُوَّارِ ميدانٍ يوافيهمُ النَّصرُ
عروسٌ بميدانٍ تُعِدُّ زفافَها
وَ حُلْمٌ لَها الإنجازُ حقَّقَهُ الفَجرُ


مبروك لمصر العروبة والإسلام
دمتم احرارا مبدعين