السلام عليكم ورحمة الله وبركاتــــــــه ،،،



( الشـــــــرف )


عملة الزمن الصعب
وقيمة عظيمة افتقدها الكثير في مجتمعاتنا العربية مؤخرا
ومبدأ سامي من مبادىء ديننا الحنيف


ودعوني أستهل حديثي بســـــــؤال :


أين هم الشرفــــــاء في هذا الزمان الذي طغت عليه الكثير من الآفات ؟


عذراً من التساؤل .. فقـد يجيبني البعض بأنهم كثيرون حولنا ، وقد يكون ذلك صحيحاً ،


ولكنني أعود وأتساءل مرة أخرى :


من هم الشرفاء حقــــــا ..ً ؟


أين من يحملون الكــرامة والنزاهـــة وصدق المشـاعر وشـجاعة الكلمةوصدقها والمــروءة ؟

ربما يتوارد في أذهاننا الآن بمجرد ذكـر كلمة شرف أننا نتحدث عن الأنثى
فدائمــأ ما نحصر تلك الكلمة في الأنثى التي لم تعرف رجلا قط
فنصفها بالشرف
ناسين أن الشرف لايخص المرأة دون الرجل ولايختص بفرد عن آخر .




وأنا لاعني بكلماتنا هنا أننا ضد مايعني المرأة من الشرف ..
لكننا فقط نضع الأمور في نصابها الصحيح ، فلا يمكننا أن نقتصر معنى كبير كالشـرف ونختزل صفه قيمة كصفته في الأنثى دون غيرها ..!


أليس من الشرف : الصدق والوفاء .. الكرامة والنزاهة .. العهد والإيمان ..
والأخلاق الحميدة ونقاء السريرة .. والأمانة المادية والأخلاقية ..؟


أليس من الشرف .. السمو بالنفس والرقي بالروح وصدق بالقلب ..؟


تناقلنا عبر أزمان عديدة عبارات وأمثال تتحاكي عن الشرف وتربطه بالمرأة دون غيرها ، فيقولون :


شرف المرأة مثل عود الثقاب لايشتعل إلا مرة واحدة .


بينما شرف الرجل مثل القداحة ( الولاعة ) ، يشتعل وينطفىء مرات عديدة دون أن يؤثر ذلك عليه ، فيتفاخر الرجل وقتها بمغامراته النسائية ويتباهى بها بين اصدقائه وكأنه بتلك المغامرات قد نال شرفا ً وعزة وكرامة


أي هراء هذا الذي يدعون .. ومن قال لهم أن الشرف انثى ؟
لو كان انثى لكان "الشرفة"



بينما الواقع غير ذلك ، فالشرف لايفرق في معناه بين رجلاً وامرأة .. أو بين غنياً وفقيراً ..



جميعنا تحت وطأة معناه سواء .. جميعنا ملزمون أن نتحلى به وأن نتخذه عنواناً ونبراساً يقودنا في الحياة إلى الطريق الصحيح لسبب جوهرى :


وإن اعظم شرف للإنسان ، أن يكون عبداً خاضعاً لله عز وجل ، مطيعاً له وموصولاً به .


وأســــألــكم :


لماذا أصبحت أكثر مجتمعاتنا قاسية .. شريدة .. مفككة .. ضعيفة البنية والتكوين .. موصوفة بالإرهاب والتشدد ؟
ولماذا أصبح مسمى الشرف يندرج تحت عمليات القتل والإرهاب والتعذيب ..؟


فأصبحنا نسمع عن قتل وتدمير وإغتصاب للحقوق وحرق وجرائم من أجل الشرف ..!


وقد قال رسول الله صلة الله عليه وسلم : (لو أن أحدكم هدم الكعبة حجراً حجراً, لكان أهون على الله من قتل مؤمن)


ينقضون أنفسهم وتعاليم دينهم ويربطون رفعة الشرف وعزته في إراقة الدماء والقتل ويرددون أبياتا من الشعر


تهدف إلى معانٍ غير التي تحملها من قيم ومسميات هادفة .. !


لا يَسلَمُ الشَرَفُ الرَفيعُ مِنَ الأَذى حَتّى يُراقَ عَلى جَوانِبِـهِ الـدَمُ


ويردد الواقع الأليم أن سبب ضياع كل معاني القيم الإنسانية النبيلة هو بسبب ضياع المعنى الأسمى لحياتنا


ألا وهو .. الشـــــــرف .




وهيهات أن يكون الشرف مقصوراً على تلك الخرافات التي يتشدقون بها ، بل هو قيمة أسمى وأعمق من كل هذا .


فمن يبيع أصغريه(قلبه ولسانه)..فهو بلا شرف.

ومن يوهم الناس بالاخلاق وحسن التعامل ثم يضرب بالحياء والاخلاق عرض الحائط بخلاوته ..فهو بلا شرف

ومن يكتب ليقال عنه كاتب ...فهو بلا شرف

ومن يكتب ما يشعر به فهو شاعر ومن يشعر فقد ليكتب ...فهو بلا شرف

ومن يختصر رسالة التعليم بالراتب آخر الشهر ..فهو بلاشرف

ومن يلعن بشعره الظلّام ثم يأكل على موائدهم..فهو بلا شرف.

ومن يوهم الناس بأنه فارس القضية ثم يبكي على أوسمة وألقاب ..فهو بلاشرف

ومن يأكل أموال اليتامى والمساكين .. فهو بلا شرف .


ومن يشـــهد الزور ويدعي الباطل .. فهو بلا شرف .

ومن يتغنى بفضائل الإسلام ثم لايطبيق مايتغنى به ..فهو بلا شرف




ومن يخـــدع ويغش ويظلــم ويحرق ويـــهدم بلا حق.. فهو بلا شرف .


وكل من يسعى في الأرض فساداً وينشر باطلاً.. فهو بلا شرف .


من يقسو قلبه ولايرحم ولايعطي ولا يمنح المؤمنين أماناً .. فهو بلا شرف .


ومن يخلف الوعد ويخون العهد وبفشى أســــــــــرار الغير .. فهو بلا شرف .


هذا الشــرف الذي تم حصره في معاني ضيقة لاتتعدى خيالاتكم لهو أسمى صفة قد توجد في حياة البشر ، بل هو حقاً أسماها وأرفعها وهو من يعلو بالفرد ليضعه في مرتبة الإجلال والإحترام والتقدير .



لذا ....وإحقاقاً للحق ، فإنه لزاماً على كل فرد ، رجلاً كان أو إمراة ، أن يعِيد النظر في معنى الشرف ..!


وليتنا نسأل كبارنا عن معنى الشرف ، شرف الكلمة التي كانت تخرج من القلب بصدق ، فرحم الله أيام ( زمان ) كانت الكلمة وقتها أقوى من الشيكات الأن .. كانت الكلمة تشعل ثورة ..
كانوا يسألون ما رأيكم في فلان ؟ فيأتي الرد سريعاً شريف ..!


وبهذا كان يقيم الرجال ويوزنون .. ليس كما نرى الآن ..! حيث يقيم الرجل بمنصبه ، وبثروته وممتلكاته .


لذا ، ساد الحب وعم الخير وزادت البركة قديماً في جيل الآباء والأجداد ، رحمهم الله ورحم زمانهم الطيب ، لقد تركوا لنا الكثير من الخيرات وزرعوا فينا القيم والمباديء ، وتركوا لنا مايعجز المرء عن حصر محاسنه وتصنيف فوائده ولكننا بكل آسف أضعنا الكثير منها ، إلا .. من رحم ربي .


ختـــــــــــــــــاماً :


عندما يضيع الشرف ، فلا قيمة للإنسان ، فعندما يفقد الإنسان شرفه ، من السهل أن يفقد كرامته ومكانته في المجتمع ويصبح بلا كيان ويضيع ، وعندما يضيع الإنسان ، تنهار الأمة ، أليس ذلك صحيحاً ...؟



نقلته لكم بتصرف لم يحمل من معاني تسمو بنا