لما أردت وداعها للبهاء زهير


--------------------------------------------------------------------------------






بهاء الدين زهير



وَقائِلَـةٍ لَـمَّـا أَرَدتُ وَداعَـهـا
حَبيبِي أَحَقّاً أَنتَ بِالبَيـنِ فاجِعـي

فَيا رَبَّ لا يَصدُق حَديثٌ سَمِعتُـهُ
لَقَد راعَ قَلبِي ماجَرَى فِي مَسامِعي

وَقامَت وَراءَ السَترِ تَبكي حَزينَـةً
وَقَـد نَقَبَتـهُ بَينَنـا بِالأَصـابِـعِ

بَكَـت فَأَرَتنـي لُؤلُـؤاً مُتَناثِـراً
هَوَى فَالتَقَتهُ فِي فُضولِ المَقانِـعِ

فَلَمَّـا رَأَت أَنَّ الفِـراقَ حَقيقَـةٌ
وَأَنّي عَلَيهِ مُكـرَهٌ غَيـرُ طائِـعِ

تَبَدَّت فَلا وَاللهِ ما الشَّمسُ مِثلَهـا
إِذا أَشرَقَت أَنوارُها فِي المَطالِـعِ

تُسَلِّـمُ بِاليُمنَـى عَلَـيَّ إِشــارَةً
وَتَمسَحُ بِاليُسَرى مَجارِي المَدامِعِ

وَما بَرِحَت تَبكي وَأَبكِي صَبابَـةً
إِلَى أَن تَرَكنا الأَرضَ ذاتَ نَقائِـعِ

سَتُصبِحُ تِلكَ الأَرضُ مِن عَبَراتِنا
كَثيرَةَ خِصبٍ رائِقِ النَبتِ رائِـعِ