الفصل الخامس :

عاد أحمد إلى المنزل...ومازالت الافكار مزدحمة برأسه ، يفكر كثيرا في ندى ويفكر في طريقة لنسيانها
أو في طريقة لوصالها..وكلا الأمرين لا يستطيعهما...وبعد تفكير عميق ربما أدرك أن نسيانها يعتبر أهون الشرين..

يحاول النوم ...ويتمنى أن يصحو كمولود جديد..لكن هنالك ما يؤرقه ....ويمنعه وهو التفكير في ندى
حيث أنه دائما يتذكر كيف سيكون الانفصال..وكيف سيقرر تركها ..؟؟
ألم يعاهدها أنه لن يتركها ..للأبد...ألم تقل له ندى مرات أنها لاستطيع العيش دونه
ألم تقل له أنها لا تتخيل حياتها دونه..

و..صار يفكر إن قال لها أنه سيهجرها ..كيف سيكون وقع هذا الكلام على قلبها المريض ..
هل ستتحمل أعصابها المتعبة ..وهي تعيش حالة قلق وخوف دائما ..
أخيرا..نام من شدة التعب والتفكير!!

وصحا من نومه .ووجد عدة اتصالات في جواله من ندى
اسرع في الاتصال لها..لكنها لا تجيب...
اتصل مرارا وتكرارا ...لكنه لم تجب....
وفي ساعة متأخرة من النهار اتصل فوجد الجوال مغلقا

هنا أحس أن هناك خطب ما ...وأحس انه متعلق بفتاة لا يستطيع إيجادها ولا تستطيع إيجاده
يفكر دائما لو انه استطاع ان ينساها بلا ألم....أن يهديها رصاصة الرحمة..

خرج من بيته ..للمشي ..مشى طويلا وطويلا...تعب !! لكن الهم في قلبه لم يتعب
ذهب إلى عمر تاجر الممنوعات...
اشترى منه سجائرا مخدرة .وعاد للمنزل لتدخينها....ربما يدخن كي ينسى..أو كي يمحو الألم
وهو لا يدري أن هذا الألم ..هو ورم لا تنفع معه المسكنات...إنما يجب استئصاله بجراحة سريعة

في اليوم التالي صحا من نومه العميق بعد تدخينه كمية كبيرة من الحشيش ...اتصل احمد على صديقه ثامر ..وأكد له أنه سيأتي الخميس إلى الحفل .وأنه يريد أن ينسى همومه
ثامر: احسنت يا أحمد...كنت أتمنى ان تكون لديك رغبة للتغير
سأمر عليك 8 عشاء كي نجلس قليلا في المقهى ثم نذهب إلى الحفل
احمد: حسنا

جاء الخميس وحان موعد احمد وثامر للذهاب الحفل
..ثامر: اهلا بك يا احمد كيف حالك؟؟
احمد: أنني بخير وسعيد ..
ثامر: ما رأيك أن نشرب قليلا من القهوة ثم نذهب للحفل الساعة 10
أحمد: رائع..
ثامر : هل تعرف من الاصحاب سوف يأتي اليوم للحفل؟؟
احمد: من ؟؟؟
ثامر: عمر ..
احمد:غريب ، لماذا لم يقل لي بالأمس؟؟
كنت قابلته
ثامر: أين قابلته؟؟ ..يبدو أنك اشتريت منه ممنوعات؟؟
احمد: نعم
ثامر: احمد انت تعرف ان هذه الممنوعات لاتساعدك..ما يساعدك هو ان تشغل نفسك بعمل امور كثيرة
احمد: حسنا، سأقلع عن هذه الامور ...

دعنا نذهب للحفل ...
ثامر : حسنا
وصلا إلى المكان..وهناك ازدحام في مواقف السيارات وهناك اشخاص كثر يدخلون
والجو يبدو صاخبا...
اخرجا هويتهما لحارس الامن ..ودخلا ..بعد أن دفعا تذكرة الدخول..

الصوت عالي ..المكان صاخب....والجنون متناثر في كل مكان
والنساء الجميلات ..يرقصن...
طلب احمد من ثامر ..أن يجلسا قليلا في احدى الطاولات
ثامر : حسنا لنجلس ها هنا
احمد: الموسيقى صاخبة يا ثامر...
ثامر: لا بد ان تكون الموسيقى صاخبة..أعطني سيجارة ؟؟
احمد: تفضل،
ثامر: إنظر من أتى..أنه عمر إنظر للنساء من حوله!!
احمد: سبحان الله 7 نساء يحطن به!! إنه مجنون فعلا
ثامر: هن لا يردن إلا المتعة والمال...فقط
احمد: نعم..
ثامر: إنه يأتي إلينا
احمد : أهلا أهلا بعمر ...
عمر: أهلا بثامر ..ثامر يرد عليه دون مبالاة
أهلا بأحمد ..أهلا بالشاعر الرومنسي
احمد: أهلا بعمر ..الـ.....( وقبل أن يقولهااحمد)
أسرع عمر وأغلق فم احمد وقال:
أنا لست رجل اعمال ولا وزيرا ..
أنا فني تكييف ووظيفتي بسيطة ههههههه
احمد: فني تكييف رائع ، كيف استطعت جمع كل هؤلاء النساء
عمر: لم اقم بإستئجارهن إن كان هذا ما تقصد
أنا أتعرف عليهن ..وأعتبرهن صديقات...واقضي معهم وقتا ممتعا..خذ الحياة ببساطة يا احمد
تعال لأعرفك بهن.
هذه منى .وهذه لبنى,, وهذه ورده وهذه سناء ..وهذه سمر وهذه رانيا وهذه جمانه
يا بنات..هذا صديقي العزيز ..أحمد..
أحمد: أهلا بكن ...
البنات: يردن ويطلبن الانصراف من عمر
عمر : حسنا إذهبن وسوف آتي إليكن بعد قليل ..
احمد: ألا تريد ان تقرضني أيا منهن كي أرقص معها؟؟
عمر: لا لا ..إذا اردت ذلك أطلب منهن بنفسك ..فهؤلاء لسن للتأجير
احمد: ههههه حسنا حسنا كنت أمزح معك
عمر: يا رجل ، لدي فترة طويلة لم اسمع شعرك...أنني اطلب منك طلبا
أريدك أن تصف لنا هذه الحفلة...وهذا الجو الصاخب
ثامر: وما يدريك أنت بالشعر ؟؟
عمر: أنني لا أحب الشعر ؟ لكني أحب شعر احمد..
أحيانا احس انه يكتب عني
ثامر: ليس هنالك أي تشابه بينك وبينه كي يكتب شيء يخصك
عمر: انت نكدي وكثير الخصومة؟؟
احمد: كفى يا شباب..اسمعوا ما سأقوله في وصف هذه الحفلة؟؟
في قاعة الرقص الكلام إشارة =فاشكر ْ إله الطرف والإيماءِ
الصوت مختلط وكيف سماعه=فالسقف محترق ٌ من الضوضاء
والخصر يسبح ُ طاربا من نغمة=والورك لا يشكو من الاعياءِ
والكف تلمس نهد تلك وقصدها=إخراج سيجار لذي الحسناءِ


عمر: الله الله الله أنت مجنون
ثامر: أين من كان يدعى النزاهة الشعرية ؟؟؟ والعفة الاخلاقية؟؟ ولماذا كل هذه الحركات الديناميكية؟؟
احمد : اسكت ..لقد مللت من كل شيء ..مللت من القيم التافهة
عمر: اكمل ارجوك؟؟

احمد:
فاشكر لذاك الضيق حين تلاصقت=اجسادنا واشتم رقيق رداء !!
وارفع لرايات التعري إنني =أهوى التعري لا أحب حيائي
إني مللت حبيبتي وحيائها=حتى متى تخفى السناء بغطاء !!
حتى متى تخفي النهود ونهدها=باد برغم الستر والاخفاء ِ

ثامر : الله اعطني سيجارة
عمر: الله ..أعطيك سيجارتين وليس سيجارة
احمد: يبتسم ويحتسي مشروبا ...
فجاءة تقترب فتاة من أحمد ...وتبدأ بتعريف نفسها

أهلا ..أنا ليلى ..كيف حالك؟؟
أحمد: أهلا يا ليلى ...أنا أحمد....تفضلي
ليلى: في الحقيقة سمعت قصيدتك المجنونة وأنت تلقيها لاصدقائك
فجاءة ...ثامر وعمر ينهضان ويستئذنان من احمد
ليلى بعد ان رحلا عمر وثامر : كنت اقول لك أن قصيدتك هذه اعجبتني
هل أنت شاعر؟؟؟
احمد:نعم..ولكنني لا أكتب هكذا دوما...
ليلى: أراهن أن كل ما تكتبه جميل ورائع ...
هل تعرف أنا احب الاشياء القديمة واحب الشعر وأحب التراث
حقيقة ..أريد ان اريك بعضا من الاثريات في هذا الملتقى الثقافي
كماترى اغلب الناس يحبون الاحتفال فقط ولا يريدون أن يعرفوا سبب الاحتفال
هذه الحفلة يقيمها القسم الثقافي للسفارة للتعريف ببعض الثقافات ..وأريد ان اريك اشياء قديمة
ما رأيك؟؟
احمد: حسنا ....
ليلى: هل تحب الاشياء القديمة؟؟
احمد: تقريبا ..كل شيء جميل لا بد أن نحبه
ليلى: اظن أنك تحب الاشياء القديمة والامور الكلاسيكة لانك شاعر
لا تخيب ظني فيك ..هيا ..
احمد: تفضلي
ليلى: ما رأيك في هذي القطعة؟؟؟
احمد:جميلة ولكن ماهي ؟؟
ليلى: إنها ملعقة .
احمد: سبحان الله
ليلى تضحك وتقول: لماذا تقول سبحان الله؟
احمد: لا أدري...
حسنا ما رأيك ان نذهب للجلوس بعيدا من هنا ...
احمد: حسنا
ليلى : هل ممكن أن أطلب منك طلبا؟؟
أحمد: تفضلي بالطبع
ليلى: أريد أن أسمع قصيدة من قصائدك؟؟
احمد : حسنا لكنني لم أحفظها ..
ليلى : غريب ألا تحفظ قصائدك
احمد: قديما كنت أحفظ ..أما الان ..فلقد صرت اكتب قصائد كثيرة
وأصبحت الامور تتداخل علي ..فلا أهتم بحفظها..فقط يهمني أن ادونها حالما اكتبها كي لا تضيع
ليلى : حسنا أسمعني شعرا؟؟
أحمد: اسمعي _

أَنْتِ عَيْنِي أَبْصِرِينِي كِـي أَرَانِـي


صِرْتُ لا أَعْرِفُ نَفْسِي وَكَيَانِـي



وَارْسُمِينِي نَجْمَة ًتُغْـرِي نُجُومـا ً

وَارْفَعِينِي وَضَعِي عَنِّـي هَوَانِـي



وَاكْتُبِينِي أَحْرُفا ً بِالْقَلْـب ِ تُتْلَـى

وَلْتَكُنْ عَيْنِاكِ لِـي كَالْتُرْجُمَـان ِ



وَامْلَئِي قَلْبِي ودادا ً لِيْـسَ يَفْنَـى

كِي أصوغَ الشعرَ دِفّءاً من حَنَان ِ



واحْمَلِينِي فِي كُفُوف ٍ عَاطِـرَاتٍ

وَأَنِيـرِي لِـي زَمَانِـي وَمَكَانِـي





فقط يا ليلى ..نسيت بقية القصيدة

ليلى: ابيات جميلة ،،،،،،،،،،،،،،، رائعة
لا أدري لماذا انجذبت ُ لها

احمد: ربما الرومنسية
ليلى: إنها كذلك
هل تعلم ؟؟؟ أنا أدرس الادب الانكليزي ولم اكن اسمع شعرا عربيا من قبل
ربما تكون أنت اول من سمعت له شعرا بانتباه ...
احمد: جميل ..أنا فخور بذلك.........هل أعجبك شعري حقا؟؟
ليلى: نعم ـ كثيرا ..لكن لا أدري ؟؟ هل من الامكان أن اسالك سؤالا؟
احمد: تفضلي.
ليلى: هل انت تحب ؟؟ شعرك يدل على ذلك
احمد: نعم ....احب
ليلى : حسنا لا داعي أن أحرجك اكثر إلا ان اردت التحدث عن الامر
احمد: لا عليك ...
ليلى: احمد أريد ان اعطيك رقم هاتفي ..إن لم يكن لديك مانع؟؟
احمد: حسنا ..سعيد بك ...يشرفني ذلك
ليلى: احمد..إنظر لماذا يجتمع الامن هنالك ؟؟ ربما حدثت مشكلة؟؟
احمد: ماذا يجري
ليلى: الامن يطلبون من الحضور الاصطفاف والهدوء
احمد:ماذا حدث؟
ليلى: كسر احدهم وسرق تحفة مهمة
احمد:ماذا؟؟
ليلى : حقا
حسنا لنذهب من هنا
احمد : نعم .على العموم لقد سعدت بالحديث معك..
سأتصل بك في وقت لاحق ...
ليلى: سأنتظر اتصالك بكل لهفة، إريد ان اهمس لك
احمد: ماذا؟
ليلى تقترب من أذن احمد وتقول: يعجبني الحديث معك انت رائع
احمد: شكرا يا ليلى اراك على خير
ليلى : وداعا
احمد: وداعا

احمد يتصل بعمر وبثامر : اين انتما؟؟ لنذهب هيا تأخر الوقت
عمر : حسنا نتقابل في السيارة هيا..
احمد : حسنا

ركبوا السيارة ..وتحركوا ..ولاحظ احمد السكوت والهدوء لدى عمر وثامر
احمد: كيف قضيتما الحفلة؟؟
عمر: جميلة جميلة
ثامر: كانت مخيفة والحمدالله ...سترنا الله
عمر ينظر لثامر
احمد: ماذا حصل؟؟
ثامر: صديقك عمر المحترم ؟؟؟ لقد سرق تحفة ثمينة؟
احمد:ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إذن انت سبب البلبة التي صارت هنالك
عمر: لو رأيت ماسرقت
احمد: ماذا سرقت؟؟
عمر: سيف كاميروني ، لقبيلة كاميرونية
احمد: الله أكبر ..وهذا ماذا ستفعل به ؟؟ ستفتح به الاندلس ؟؟ الخسيس..وبسببه كان البلبلة واجتماع الأمن في الحفل
ثامر: ههههههههه مجنون ...كان يتاجر بالممنوعات والاان احترف السرقة ؟؟؟
احمد: شيء غريب فعلا
أنزلاني هيا .........
ثامر: سأتصل عليك غدا..
احمد: حسنا .....