نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


للمساءِ أهدي حروفاً جمعتها باقة ً لتبدو حكاية
للمساءِ أتضاءل ُ كزغبٍ فوق َ سفرجلة ٍ لا تشبهُ الكرةَ الأرضية
فاسمع ْ حكايتي بتعطشُ الجملِ المسافرِ في الصحراء ِ
وانتبه لكلماتي التي تاهت ْ لسنين َ مثل نيزكْ

حكايتي أني اعتبرتكَ ملهماً ومصدرَ ابتسامة
كنتُ أصحو كلَّ يوم ٍ على بريقِ عينيكَ
و أغفو على شعر ِ صدركَ الملتفِ كمنعطف

حكايتي أني وثقتُ بكَ كحبل ٍ سري لا تنفكُ جدائلهُ
فعهدتُ إليك َ بأسراري ...
وبزيت ِ قنديلي لتشعلني كلما عدتَ في المساء ْ

كنت َ لي مصدراً لليسار ِ
فخرجتُ عن المألوف ِ
وتعطرتُ بصنوبر حارتنا ... وتزينتُ بصدفاتٍ من البحرِ
علمتـَني أن الحياةَ ملهاةٌ
وأن العمرَ نمتطيهِ كيفما شئنا كحصان ٍ بلا سرج ٍ ....
كنت َ تسكرني
فرأيت ُ من خلال أشعارك َ القمر
وعرفتُ في رواياتك ِ حرية َ الأنثى
كنتَ تشدني إليك َ بجنزير ٍ من الحب ِ فلا أبارحك َ

أقفلت ُ بابَ حارتي ومضيت ُ حافية ً وراءك َ
وراء َ شَعرك َ الأشعث
أهذي حباً
ألتهب ُ ثورة ً أردد شعاراتك َ
وتلاحقني فلول ٌ من العسكر ... قبل أن ألصقَ منشوراتك
أمنت بالثوار .... من كوبا إلى كوبا
وتمنيت لو أن لي لحية غيفارا
صار لعيوني نظارة وأنا أقرأ نظريات ٍ في التغيير
كنت َ شاعري وقلبي وتنفسي
كنتَ العلم َ بأسره

واليوم تـَدَوَرَ كرشك َ
وغارتْ عيناكَ إلى كهف ٍ في جمجمةْ
تبلدت أطراف ُ أصابعك ِ
وقلم ُ الرصاصِ لم يعد يستهويك َ ولا الورق
قصصتَ شَعرك َ مثل رشدي أباظة
ولمعتَ حذائك َ كالمرآة
وصرختَ في الأولاد ِأن ْ اذهبوا للنوم .... ثم َ رششتَ عطركَ المفضل ْ
وتركتني في المطبخ ِ دون َ قبلة ٍ ...
مثل أقحوانة ٍ ذابلة ٍ في كأس ماءٍ عكرْ

إطباق ُ الباب آخر كلماتك
ووحدها صورتك َ على الجدار يوم َ كنتَ أشعثَ الشعر ِ
أخبرتني
أنها انتهت ْ الحكاية
ولم يتبق لي إلا قليلا ً من الثورة في الطنجرة لعشاء الأولاد





----------------------------