أمامعناه فلابأس به، وأمااتخاذه رقية أووردا وماشابه ذلك فإن الأولى اتخاذ الأذكارالثابتة الصحيحة الواردة في التحصن والرقية عن سيد الأولين والآخرين.
وقدأجمع أهل العلم على جواز الرقى عند اجتماع ثلاثة شروط وهي :
1- أن تكون الرَُقى بكلام الله تبارك وتعالى أو بأسمائه وصفاته .
2- أن تكون الرقية باللغة العربية أو بما يعرف معناه من غيرها .
3- أن لا يعتقد الراقي أن الرَُقى تؤثر بذاتها بل بإرادة الله تبارك وتعالى وبإذنه .
بالإضافة إلى :
- أن لا تكون الرقية شركية أو سحرية .
- أن لا تكون الرقية من عرَّاف أو ساحر أو كاهن ، لنهيه صلى الله عليه وسلم عن إتيان هؤلاء .
- أن لا تكون الرقية بهيئة مُحَرّمة كأن يتقصد الرقية كونه جنبًا أو في مقبرة أو يكتبها مفرقة ومقطعة أو حال نظرة في النجوم، أو تلطخه بالنجاسات أو كشف عورة وغير ذلك مِن الأحوال التي يشترطها السحرة في رُقاهم .
- أن لا تكون الرقية بعبارات محرمة كالسب والشتم واللعن، لأن الله تبارك وتعالى لا يجعل دواء في محرمات كما قال صلى الله عليه وسلم ( تداووا ولا تداووا بحرام ) .
وقد سئل ابن تيميةعن هذاالنوع من الذكر فأجاب:
الحمد لله رب العالمين. ليس هذا كفر فإن هذا الدعاء وأمثاله يقصد به التحصن والتحرز بهذه الكلمات فيتقي بها من الشر كما يتقي ساكن البيت بالبيت من الشر والحر والبرد والعدو. وهذا كما جاء في الحديث المعروف عن النبي صلى الله عليه وسلم في الكلمات الخمس التي قام يحيى بن زكريا في بني إسرائيل قال: " أوصيكم بذكر الله فإن مثل ذلك مثل رجل طلبه العدو فدخل حصنا فامتنع به من العدو فكذلك ذكر الله هو حصن ابن آدم من الشيطان " أو كما قال. فشبه ذكر الله في امتناع الإنسان به من الشيطان بالحصن الذي يمتنع به من العدو. والحصن له باب وسقف وحيطان. ونحو هذا: أن الأعمال الصالحة من ذكر الله وغيره تسمى جنة ولباسا. كما قال تعالى: {وَلِبَاسُ ٱلتَّقْوَىٰ ذٰلِكَ خَيْرٌ} [الأعراف: 26] في أشهر القولين. وكما قال في الحديث: ((خذوا جنتكم)) قالوا: يا رسول الله من عدو حضر قال: ((لا ولكن جنتكم من النار: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)) ومنه قول الخطيب: فتدرعوا جنن التقوى قبل جنن السابري. وفوقوا سهام الدعاء قبل سهام القسي. ومثل هذا كثير يسمى سورا وحيطانا ودرعا وجنة ونحو ذلك. ولكن هذا الدعاء المسئول عنه ليس بمأثور والمشروع للإنسان أن يدعو بالأدعية المأثورة ; فإن الدعاء من أفضل العبادات وقد نهانا الله عن الاعتداء فيه فينبغي لنا أن نتبع فيه ما شرع وسن كما أنه ينبغي لنا ذلك في غيره من العبادات والذي يعدل عن الدعاء المشروع إلى غيره - وإن كان من أحزاب بعض المشايخ - الأحسن له أن لا يفوته الأكمل الأفضل وهي الأدعية النبوية فإنها أفضل وأكمل باتفاق المسلمين من الأدعية التي ليست كذلك وإن قالها بعض الشيوخ فكيف [ وقد ] يكون في عين الأدعية ما هو خطأ أو إثم أو غير ذلك. ومن أشد الناس عيبا من يتخذ حزبا ليس بمأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان حزبا لبعض المشايخ ويدع الأحزاب النبوية التي كان يقولها سيد بني آدم وإمام الخلق وحجة الله على عباده .(الفتاوى22/523 ـ 525) ـ والله أعلم ـ .
http://www.elssafa.com/vb/showthread.php?t=2545