بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله أحمده وأستعينه وأتوكل عليه وأعوذ بالله من شرور نفسي وسيئات أعمالي – اللهم أسالك الهدى والرشاد والقول المترافق مع العمل الصادق والابتعاد عن مفاسد الخلق في القول والقلم وأتمنى من الله أن يسدد كلماتي في سطورها بالمعرفة والبعد عن جهل الجاهلين في القراءة والتطبيق وأن يبارك في كل توجه علاجي ويجعله لمن يطبقه سبب في الشفاء وأن يرحمنا في دنياه وآخرته – اللهم لاعلم إلا ماعلمتنا ولا هدى إلا ماهديتنا فاجعله لوجهك خالصاً وبعد

حاولت مابوسعي في هذا الكتاب أن أو صل المعلومة المجربة في العلاج وأعرف كم هي معانات من ابتلاهم الله في الأمراض

هذه المعاناة التي تنقسم إلى نفسية وما يرافقها من آلام عضوية وآلام مادية وما يرافقها من ذل النفس والاستدانة أحياناً أو بيع أساسيات من المنزل لإكمال المعالجة أو الصبر على مرض لايصبر عليه
وحيث أن الكبد هو من أكبر الأعضاء في جسم الإنسان وأكثرها حملاً لوظائف الجسم يجب علينا

الاهتمام به وعدم تحميله مالا يطيق حمله لأنه أحد المنقذين لنا من السموم وكثير من الناس يقومون بتخريبه خاصة بتناولهم للمشروبات الكحولية أو الإكثار من المشروبات الغازية والمخللات إن الله سبحان وتعالى جعل في جسم الإنسان
أعضاء لكل عضو من هذه الأعضاء أهمية ومهمة كبيرة يؤديها على وجهها الأكمل وإني ذكرت الكبد كأكبر عضو في الجسم لما يحتويه من وظائف وهذا لايعني أن الكبد سبب في ذلك أقول لا فان الغدة النخامية وهي صغيرة جدا تمتلك من الوظائف التي تجعل الإنسان في حيرة على قدرة هذه الغدة بان تكون هي مركز للقيادة لكل الغدد بالجسم

إذاً الأمر ليس بالحجم لتأدية الوظيفة ولكن الله خلق كل شيء فأحسن خلقه للتوازن الطبيعي في الشكل والمضمون فالكبد يقوم بدوره وفقاً لما كتب الله له من حجم لتأدية جوانب عديدة ومهمة في جسم الإنسان من حيث توازن الجسم في الثقل والوزن والسير وغيرها من أمور الحياة وقد قرأت ذات مرة تقريراً طبياً يؤكد بعد إجراء دراسة على كبد إنسان معدل عمره سبعين عاماً أن كبده يقبر وينفي مايعادل قمامة باريس يوماً كاملاً فتأمل أيها الإنسان تلك القدرة العجيبة التي أودعها الله في هذا العضو وكم هي أهميته وسوف أضرب مثلاً قد يستفاد منه لوجهين في هذه الحياة الوجه الأول وهو برأي لايقل أهمية عن موضوع الصحة العضوية فهو يتعلق بالصحة النفسية لأن كثيراً من الأمراض

النفسية الاجتماعية تدمر صاحبها وربما تدمر عائلته معه وهذا المرض هو الظلم الذي يقوم به بعض الناس اتجاه الآخرين أو بعض الدول الكبرى التي أغرتها القوة فتظلم الشعوب الضعيفة ولكن إن ربك لبمرصاد والجانب الثاني الذي يستفاد منه لموضوعي عن الكبد هو الجانب الدفاعي الذي زودنا الله به ويجب أن لانهمله ونعرضه للضرر فالمثل عندما كنت طالباً تعلقت في ذهني تلك الظاهرة التي شرحها لنا احد الأستاذة بأسلوبه الرائع والجذاب وكان الموضوع

عن أحد الحشرات المؤذية لأحد المحاصيل فقد زود الله عزوجل تلك الحشرة بجهاز دفاعي عجيب وهو ظهرها المدرع وتستخدمه للهجوم على المحصول فلا تستطيع حشرة القضاء عليها مما يجعلها تتمادى في التخريب والظلم ولكن سنة الله في خلقه أن لايترك الظالم يعيث فساداً ولا ينال جزاؤه فأوجد الله عزوجل لها حشرة ضعيفة جداً
وهي مهملة من أقرانها بسبب ضعفها فتقوم هذه الحشرة بالصعود على ظهر تلك الحشرة الضارة وربما إن لم تخني الذاكرة اسم الحشرة الضارة السونة
فتضع بيوضها فوق ظهرها وتمر فترة فتفقس البيوض وتستطيع تلك الحشرات الصغيرة بما زودها الله عزوجل من وسائل أن تخترق ظهر تلك الحشرة فتدخل إلى أمعائها وتتغذى عليها فتموت تلك الحشرة الضارة

أكيد فكرة الظالم وصلت إلى أذهاننا من خلال هذه القصة ولكن المراد بهدفي حول موضوعي من خلال هذه القصة المثل أن ظهر هذه الحشرة هو دفاعي وقوي ولكنه اخترق من قبل أعدائها الذين لم تعر لهم انتباه كحال الكبد المزود بمثل هذه الوسيلة القوية فنترك لأنفسنا حريتها في تناول المشروبات الغازية ضناً منا أنها لاتضر كما أن نتناول الخضار التي أعدت في بيوت بلاستيكية

وهي الأخطر في تخريب الكبد نتيجة كثرة السموم التي تحملها من كثرة المكافحة بالمبيدات الحشرية القوية وبشكل مكثف صباحا ومساء وكذلك الأطعمة المهر منة مثل الدجاج وغيره كل ذلك فيه تخريب لوظائف الكبد وقد نوهت في مواضيعي عن الكبد لهذا الأمر إلى جانب من يتناولون الكحول التي هي الأخطر على الكبد

أردت من خلال هذه المقدمة البسيطة أن أوضح الأهمية للكبد من خلال الحمية الغذائية أما العلاجات العشبية فستجدونها إن شاء الله في أماكنها من مواضيع الكتاب وإني وضعت بعض المواضيع عن الكبد للتعرف بآليته وأهميته والحفاظ عليه وذلك بلغة علمية مبسطة بعيدة عن لغة الاختصاص التي تحتاج لكثير من العناء لفهمها وهذه اللغة لها أهلها ولا تفيد المريض في شيء وبالتأكيد لاتفيد أهل الاختصاص لأنهم هم من وضعوها

واسأل الله عزوجل أن أوفق في إيصال النفع إلى كل مريض من خلال تلك الأعشاب المجربة في العلاج ومعروف أن الشفاء بيد الله