|
أَحَقُّ !!
..
نَهاري لِامتِدادِ الوَجدِ أُفقُ=وَ لَيلي بَحرُ شَوقٍ لا يُشَقُّ
وَ بِي مِمَّا ذَكَرتُهُما ثُقُوبٌ=بِأَحشائِي , وَ ما لِحشايَ رَتقُ
كَأَنَّ جُنُوبَ أَفكاري شِمالٌ !=وَ غَربي فِي رَحَى التَّرحالِ شَرقُ !
وَ ما بِي مِنْ دَفِينِ الحُزنِ ضِحكٌ !=وَ ما بِي مِنْ ذَكاءِ القَلبِ حُمقُ !
فَهَلْ تَدرِينَ أَنَّ دَمِي انفِجارٌ ؟=لَهُ بَكَتِ الصُّخُورُ وَ ناحَ وِرقُ
وَ أَنَّ جَوارِحي امتَلَأَتْ جُرُوحًا ؟=إِذا التَأَمَتْ لَها التِّذكارُ فَتقُ
وَ أَنَّ مَواجِعِي دَقَّتْ عِظامِي ؟=وَ أَنَّ القَهرَ فِي يَدِها مِدَقُّ ؟
وَ دَمعاتِي أَمَضُّ مِنِ احتِضارِي ؟=وَ قَلبِي مِنْ رَجاواتِي أَرَقُّ ؟
وَ كِذباتِ ابتِساماتِي قِناعٌ ؟=يُجَلِّي حُزنَها فِي الوَجهِ صِدقُ
فَلا تَستَنزِفِينِي ؛ جَفَّ عُمرِي=عَلَى رَملِ النَّوَى , وَ اصفَرَّ عِرقُ
وَ لا تَستَنكِرِي أُخدُودَ خَدٍّ=عَلَيهِ مِنْ شُواظِ الدَّمعِ رَشقُ
تَخارِيفُ الكَرَى حَولِي قُيُودٌ=وَ ما مِنها - إِذا حاوَلتُ - عِتقُ
وَ أَفيُونٌ وَ أَقداحٌ وَ تِيهٌ=وَ رُعبٌ وَ اضطِراباتٌ وَ خَنقُ
وَ لِلآهاتِ فِي صَدرِي حُرُوقٌ=إِذا أَخمَدتُ حَرقًا هاجَ حَرقُ
لِهَذا اللَّيلِ أَرتَقِبُ انفِراجًا=وَ أَستَجدِي وَ ما لِلفَجرِ بَثقُ
فَقَدْ فَتَّشتُ حَتَّى خِلتُ أَنِّي=وَحِيدٌ ما لَهُ فِي الكَونِ شِقُّ
وَ لَمْ أَجِدِ الذِي مِثلِي تَأَذَّى=وَ لا مِثلِي فَتَىً أَرداهُ صَعقُ
وَ لَكِنِّي وَقَفتُ أَشُدُّ جُرحًا=لَهُ فِي الرُّوحِ مُتَّسَعٌ وَ عُمقُ
أَنا بَرقُ الشُّعُورِ وَ هُمْ رُعُودٌ=وَ ما يَخشَى هَزِيمَ الرَّعدِ بَرقُ
أَنا عَينُ البُكاءِ وَ كُلُّ باكٍ=بِلا عَينٍ تَسِحُّ فَفِيهِ خَرقُ
أَنا فِي الحُزنِ أَصلٌ وَ ابتِكارٌ=وَ هُمْ تِكرارُهُ مَهَّما تَرَقُّوا
وَ بَينَ الأَصلِ وَ المَنسُوخِ عَنهُ=مَسافاتٌ لَها فِي السَّبقِ سَبقُ
وَ بَينَ مُعَدِّدِ اللَّطماتِ - تَبًّا -=وَ مَنْ عانَى مِنَ اللَّطماتِ فَرقُ
فَأَوجاعِي أَحافِيرٌ انتِحابِي=وَ أَوجاعُ الوَرَى قَصٌّ وَ لَصقُ
أَنا المَصلُوبُ فِي أَعماقِ رُوحِي=أَنا المَشنُوقُ وَ الأَشعارُ شَنقُ
وَ لِي فِي كُلِّ مَشنَقَةٍ حِبالٌ=وَ لِي فِي كُلِّ ما يَلتَفُّ عُنقُ
أُقَلِّبُ شِعرَ مَنْ مَرُّوا وَ أَبكِي=عَلَى نَفسِي وَ لِلأَضلاعِ شَهقُ
فَلا مُستَدمِعٌ يَرقَى لِدَمعِي=وَ لا مُستَشعِرٌ مِنِّي أَحَقُّ
|
|