هذي المدينة

هذي المدينة ... قمر قتيلْ
هذي المدينة .. صنم هزيل
هذي المدينة .. ليل طويلْ
يغفو على شطآن غربتنا الذليله
يلهو بأحزان ضيعتنا الأصيله
تلك الفراشات التي انتحرت جميله
قد شدها ضوء المصابيح الكليله
سرق الرواء رمى بها فوق الفتيله
فتأوه الجسد الرقيقْ
أضحت قتيله
هذي المدينة غابة في أرضها نبت الرياءْ
هزم الحقيقة زيفه سبق النجوم إلى السماءْ
حذق الصغار أصوله ما فاتهم منه التواء
برع الجميع به فأصبح غاية للأتقياءْ
حتى البهائم ها هنا ترجو به بعض النماءْ
فسد العباد فما تصاحب ذا حياء أو وفاءْ
دجل دجلْ
كل الوداعة والنعومة والخجلْ
كل الحفاوة والدعابة والدماثة والغزلْ
كل التصنع والبراعة والتصارع بالجملْ
هذا الذي تسعى به عض يمهَّد بالقبلْ
ياللخجلْ
أين المروءة والشهامة والكرامة يا رجلْ
صنم يزينه القماش ودمنة لم تكتملْ
تخشى الحقيقة مثلما تخشى المنية والأجلْ
إن الحقائق مرة ومن الحقائق ما قتلْ
هذي المدينه .. قمر قتيلْ
هذي المدينة جيفة غصت بأوسمة النفاقْ
هل تعرفون براءة الطفل الصغيرْ
هل تعرفون نداوة الصبح الوليدْ
هل ذقتم الفجر النديّ أشعة وشذى فريدْ
أم هل طوتكم نسمة في جنح أغنية طليقه
هل تعرفون حقيقة صغرى أنيقه
لستم سوى بعض الخليقه
قد تضحكون .. ليس اكتشافاً بل بديهه
لكنكم خلف السراديب المضلة والخفيه
ضاعت حقائقكمْ
صرتم طواويساً وأقنعة غبيه
صرتم تماثيلاً على الدرب الذريه
أمس التقيت ظلالكم في الساحة البيضاء تبحث عن مساءْ
تمشي بلا روح .. تململ في عياءْ
كنتم جموعاً ضاع منها اللون ضاعت في المتاهات السحيقه
وشهدت إعدام المروءة والكرامه
والصدق كُبّل في جفاءْ
دوى هتاف ظلالكمْ
فتحطم القمر المُضاءْ
صحتم كعاصفة لئيمه
الموت للباقين من سبب الشقاءْ
الموت للقيم العتيقه
أين الشهامة والوفاءْ
الموت للقيم العتيقه
الموت للباقين من سبب الشقاءْ
وتلاشت الأصواتُ
أذهب غيظها سيل الدماءْ
صرتم بلا قيم تصانْ
صرتم سراباً في فلاة من دخانْ
هان الخضوع عليكُمُ والذل هانْ
هذي المدينه
قمر قتيلْ
وأنا ارتكاسات الهزيمه
نتف من الشك الممزق والجريمه
أحيا على عصب الحياةْ
وجريمتي أني أقول صراحةً
أنتم رعاعْ
أنتم قطيع مستكينْ
قطع رماها اليأس في درب الحياةْ