الصوم/هرطقة كلامية .

انني هنا ثانية بصدد الحديث عن نص وجوب الصيام أو فرض رمضان . وفرحتي في هذا النص كفرحة طالب الضأن في ثمان . النص الذي يوجب الصوم . بعلة أن الصوم كان له قبل يومنا هذا هداية قوم أو أقوام . ورغم هذه الصراحة في النص إلا أن الحكمة فيه مخفية . ولا يردها المرء إلا من طرف خفي . وكل ما يدركه المرء من حكمة من وراء صيامه أن المرء بصيامه لرمضان يدرك يقينا أنه لا يأتي ببدعة . ولا يظهر بردعة . إنه ليس بأول جيل ولا بآخر جيل . من عمرو و كحيل . إنه ليس أول من يزاول هذا الطقس . وأول من لفه وزينه هذا الدمقس . اذ أنه لا يزاول فقط طقس يشده إلى ظهر الملة . إنه بصنيعه ذلك يشد نفسه إلى كل الأهلة . وما في ذلك ضمنا من إتصال . إتصال ببني الأبوة من البشر الذين كان لهم في الروحانية نصل سجال .
إن الصوم طريقة في دخول التماس . و جمع قناطير من الفضة و الماس . تماس مع أناس سبقونا في الحرص . وكان لهم في الطقس الخيل و الرس . ورب قائل من يقول . وهو له في الحقل بقول . وما أثر ذلك من دور على النفس . وما يمارسه من دور على النجوم والبدور .
أجل أن الصيام في جوهره عدم إتيان فعل . كفعل المؤاكلة و المشاربة والمضاجعة . وكل فحش وجعجعة .والفعل المنهي عنه يوقظ في النفس حاسة الإنتماء . إلى فعل و صنيع له نماء . والصنيع يوقع طائر النفس . إذا أحس أنه في حرز منيع. وأنها مشتمل برداء . كالظبي خالي من كل داء . وأن ذلك الرداء يلف المرء الا من كتب عليه أن يكون هالك . بكل الممالك . يربطه بسلك . موصل إلى كل المسالك . أليس في ذلك من تأثير وأثر على الذات . ومجلب لكمال من كمال عزى و اللات . إن الصيام سلك يوصل صاحبه إلى أناس عاشوا قبل أو بعد الطفان .أناس عاشوا في غابر الأزمان . وإن هؤلاء بطريقة أو بأخرى جزء من الملة . الملة التي رغم تقادم العهود والأزمان لا تحيد عن الدين القويم قيد أنملة .