نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



http://fikria.org/show_page.php?page_id=374#


حوار صحفي مع مبتكر علم الإيقاعات الشعرية المهندس الكمالي
حوار: أميمة محمد عثمان
المهندس محمد هاشم الكمالي من مواليد أم درمان 1952م، تخرج في كلية الهندسة "قسم الهندسة الكيمائية" جامعة الخرطوم 1979م، درس اللغة العربية منتسباً في كلية الآداب جامعة القاهرة فرع الخرطوم 1982م، هجر الهندسة واتجه صوب اللغة العربية وعلومها فقد شغله علم العروض بإيقاعاته المنتظمة فدرسه وتبحر فيه مستنبطا منه علما جديدا كان أول المبتكرين له وسماه "علم الإيقاعات الشعرية" مستفيدا من التقنية الحديثة بتصميمه برنامج "حوسبة علم العروض" المفتاح لعلم الإيقاع الشعري والطريق المؤدي إليه، ويعد هذا العلم فتحا جديدا لطلاب اللغة العربية ودارسي علم العروض، التقيناه بمقر عمله بجامعة السودان المفتوحة للتعرف علي "علم الإيقاعات الشعرية" وظروف ابتكاره فكان لنا هذا الحوار:

مشروع الكمالي للإيقاعات الشعرية، الفكرة والتطور؟
بدأ المشروع في عام 1982م منذ أن كنت طالبا في جامعة القاهرة فرع الخرطوم منتسبا إلى كلية الآداب قسم اللغة العربية ،ونفذت المشروع في عام 1984م ببحث عنوانه "إيقاعات شوقي علي النيل العظيم وهي تطبيقا علي قصيدة شوقي "أيها النيل"وهي من القصائد الطوال التي قال عنها البروفيسور عبد الله الطيب ان شوقي لو لم يقل غيرها لكفاه، استخدم شوقي في هذه القصيدة المكونة من "153" بيت حوالي "49" إيقاع، أما الإيقاعات الأخرى فقد وردت عنده في قصائد أخري، وَتَعْرِيْفُ الإِيْقَاعُ عِنْدِي، هُوَ تَبَادُلِ الْحَرَكَاتِ وَالسَّكَنَاتِ فِي الْبَيْتِ الْوَاحِدِ بِتَرْتِيْبٍ مُعَيَّنٍ، مِثْل:
تَتَتَنْ تَتَنْ تَتَتَنْ تَتَنْ تَتَتَنْ تَتَنْ تَتَتَنْ تَتَنْ تَتَتَنْ تَتَنْ تَتَتَنْ تَتَنْ
فَالْمِثَالُ السَّابِقُ يِتَكَوَّنُ مِنْ وُحْدَاتٍ صَوْتِيَّةٍ، نَجِدُ فِيْهِ كُلَّ وُحْدَةٍ صَوْتِيَّةٍ تَنْتَهِي بِسُكُونٍ وَتَبْدَأُ بِثَلاثِ حَرَكَاتٍ (تَتَتَنْ) أَوْ حَرَكَتَيْنِ (تَتَنْ). وَمَقَاطِعُ الشِّعْرِ الصَّوْتِيَّةِ، تَتَكَوَّنُ أَيْضَاً مِنْ حَرَكَةٍ وَسُكُونٍ (تَنْ)، وأَرْبَعِ حَرَكَاتٍ وَسُكُونٍ (تَتَتَتَنْ)، كَمَا فِي بَحْرِ الرَّجَزِ،ولابُدَّ مِنْ مَعْرِفَةِ الْكِتَابَةِ الْعَرُوضِيَّةِ (الصَّوْتيَّةِ) الَّتِي تُعِيْنُ عَلَى الضَّبْطِ الإِيْقَاعِيِّ."التنتنة"، "تن، تتن، تتتن" هذه الإيقاعات قد لا يستخدمها الشاعر جميعها في القصيدة ، فقد يستخدم إيقاعات ويكررها ويهمل أخري،مثلا الإيقاعات الأساسية في بحر الكامل الأول في كل شطر "8" إيقاعات كل إيقاع مع نفسه يكون "8×8=64" إيقاع وهي جملة إيقاعات بحر الكامل الأول "متفاعلن متفاعلن" فكرة الإيقاع هنا يمكن أن تتغير هذه التفاعيل إلى "لمستفعلن" وهذا المصطلح سماه الخليل بن احمد بالمضمار.مثلا في بحر الوافر الأول المكون من "16" إيقاع وهي ناتجة من "4" إيقاعات أساسية في كل شطر من البيت وكل إيقاع مع الإيقاعات الأخرى تكون"4×4=16"وبكتابته يكون مفعلتن مفعلتن فعولن مفعلتن مفاعيل فعولن، وقد استخدم هذا البحر المتنبي في قصيدته في "وصف الحمي" أما جرير فقد استخدمها في "أراح الحي من ارم الطراد" وقد استخدم فيها "5" إيقاعات فقط مع تكرار الإيقاع رقم "11" "14" مرة، وفيها تكرار الإيقاع الواحد وقلة الإيقاعات الأخر. وينص قانون الكمالي للإيقاع الشعري علي" عَدَدُ الإِيْقَاعَاتِ الشِّعْرِيَّةِ يُسَاوِي عَدَدَ احْتِمَالاتِ التَّفْعِيْلَةِ الْوَاحِدَةِ مَرْفُوعَة لِقُوَّةِ عَدَدِ التَّفَاعِيْل"أَي أَنَّ عَدَدُ الإِيْقَاعَاتِ = (عَدَدُ احْتِمَالاتِ التَّفْعِيْلَةِ الْوَاحِدَةِ) (عَدَدِ التَّفَاعِيْل).

ما الفرق بين علم العروض وعلم الإيقاعات الشعرية؟
علم الإيقاع الشعري مستنبط من علم العروض، لكن في علم العروض نجد أن المقاطع الصوتية والتي تسمي "الوتد المفروق" تتكون من حركة وسكون ،وحركة وسكون وهكذا،وفيه نجد أن الزحاف لا يدخل علي الأوتاد، إنما يدخل علي الأسباب"حركة، سكون وهذا غير موجود في علم الإيقاعات الشعرية،فهذا العلم علم تحليلي،تحلل من خلاله القصيدة كاملة من الناحية الإيقاعية باستخدام "التنتنة" وفيه توضيح شامل لما جاء في القصيدة، فيوضح مثلا الإيقاعات التي استخدمها الشاعر فبعضها قد يكون محبب للشاعر فيكثر من تكرارها،وقد تختفي بعضها لان بعض الشعراء لا يميلون للإيقاعات المعقدة فلا يستخدموها.
هل غيرتم بابتكاركم علم الإيقاعات الشعرية في علم العروض وما وضع فيه الخليل من قوانين؟
لم أغير في علم العروض بل طورته ليسهل علي الطلاب ويتثني عليهم فهمه،فعلم العروض أصلا علما إيقاعيا واري أن الميل الرياضي للخليل بن احمد في علم العروض قد صعبه بكثرة المصطلحات المستخدمة فيه، وبدمج العلمين مع بعضهما يستطيع الطالب فهم العروض من الجدول الالكتروني الذي يبين الخطوات التي يجب إتباعها مثل:كتابة البيت كتابة عروضية أولا مع مراعاة ترقيم الجزء والقالب الموجود "حركة، سكون "ويسمي النظام الثناي" وضع الرموز، التفاعيل، الزحافات، العلل، توضيحها بسهولة، في الإيقاع مثلا إزالة السابع الساكن والذي يسمي "الكف" فهذا العمل يكون واضحا جدا في الجداول الالكترونية فهو أساسي في علم الإيقاع الشعري،فهو علم مكتمل بإحصائه كل الإيقاعات لأي قصيدة،وبواسطته يمكن تحليل أكثر من "190" بيت علي التقاطيع الأساسية التي مشي عليها الخليل بن أحمد في وقت وجيز.

ماذا عن علم العروض وحوسبته؟
علم العروض من العلوم الهامة جدا وذلك بحفظه اللغة العربية واللسان العربي وبه إثبات واضح أن القرآن الكريم والحديث ليسا بشعر،وهو تطبيق لعلمي النحو والصرف،فالقراءة غير الصحيحة للشعر تخل بمعناه ،لان الشعر يكتب إملائيا "لا تنطق كلها"،وفي علم العروض ما ينطق يكتب ومالا ينطق لا يكتب،وتصاحبه قواعد كثيرة مثل اللام الشمسية والقمرية، وهمزتي الوصل والقطع، أما فيما يخص حوسبته فقد كَانَتْ نَظْرَتِي لِلْعَرُوضِ نَظْرَةً رِيَاضِيَّةً، حَيْثُ إِنَّنِي اسْتَفَدْتُ مِنْ عِلْمِ الاحْتِمَالاتِ فِي اسْتِنْبَاطِ عِلْمِ الإِيْقَاعِ الشِّعْرِيّ مِنْ عِلْمِ الْعَرُوض. ثُمَّ فَكَّرْتُ فِي الآلِيَّةِ الَّتِي تُعِيْنُنِي عَلَى تَنْفِيْذِ هّذَا الْعَمَلِ الْكَبِيْر، فَاسْتَعَنْتُ بِالْحَاسُوب، وَكَان لِي خَيْرَ مُعِيْنٍ. قَدَّمْتُ مُحَاضَرَةً فِي حَوْسَبَةِ عِلْمِ الْعَرُوضِ بِاسْتِخْدَامِ الْجَدَاوِلِ الإِلكْترونِيَّة عَلَى نُظُمِ التَّشْغِيْلِ الْمُخْتَلِفَةِ (مَاكِنْتُوش، ونْدُوز، لِينِكْس)، فِي الْمُنْتَدَى الثَّقَافِي لجَامِعَةِ السُّوْدَانِ الْمَفْتُوحَة في عام 2010م. اسْتَطَعْتُ فِيْهَا أَنْ أُثْبِتَ عَبْقَرِيَّةَ الْخَلِيْلِ فِي وَضْعِ عِلْمِ الْعَرُوض، وّذَلِكَ بِتَطْبِيْقِ النَّمُوذَجِ الَّذِي وَضَعَهُ الْخَلِيْل عَلَى إيقاعات بَحْرِ الطَّوِيْلِ بِأَضْرُبِهِ الثَّلاثَةِ،والحوسبة كانت الآلية التي طبق بها علم الإيقاع الشعري الكترونياً.وتمكنت من خلاله معرفة الإيقاع الشعري للقصيدة بالإضافة لمعرفة البحر والوزن.

أهمية علم الإيقاع الشعري؟
أهميته تكمن في ضبطه اللغة العربية "الشعر"، لأن الشعر "ديوان العرب" فإذا ضبط ضبطا صحيحا سهل قراءة الشعر قراءة صحيحة، هذا بجانب أن معرفة الإيقاع الشعري للقصيدة دون تطبيق هذا العلم يحتاج إلي الدقة الشديدة والتي قد لا تتوفر إذا كان التطبيق ورقياً أي "بواسطة الورق"، كما وانه يحتاج لكثير من الوقت، فابتكار علم الإيقاع الشعري وحوسبته قد سهلت العمل كثيرا باختصاره للوقت والجهد، مثلا في علم العروض يتم اختبار البيت أو البيتين بالتقطيع العروضي لمعرفة إلي أي البحور الشعرية تنتمي القصيدة ،لان الإيقاع في علم العروض اعاريض واضرب والضرب هو"آخر تفعيلة في بيت الشعر"،أما الأوزان فنجد ان أي بحربه عدد معين من الأوزان أو الأضرب مثلا في "بحر الوافر الأول، الثاني، الثالث" فيه تحليل كامل للقصيدة مهما كان طولها او قصرها، والنتيجة تكون عدد الإيقاعات التي استخدمها الشاعر وعدد تكرارها وهنا يتم تطبيق "قانون الكمالي للإيقاعات الشعرية"، مثلا في قصيدة النيل لأحمد شوقي استخدم فيها الشاعر "49" إيقاع من أصل "64" إيقاع مما يوضح أن الشاعر قد كرر إيقاعات بعينها وترك الأخرى وذلك حسب تركيبة الشاعر فمنهم من يميل إلى استخدام إيقاعات معينة وإهمال الأخرى. كذلك من أهمية علم الإيقاع الشعري أن بواسطته يمكن وضع "علم العروض الجديد" وفيه يكون استبعاد كل البحور والأوزان غير الموجودة في الواقع الشعري والتي نادرا ما تجد لها شواهد تمثلها، وحصر أوجه الشعر في البحور المستخدمة، مثلا بحر الخفيف الأول نجده غير مستخدم في العصر الجاهلي، لكن كثر استخدامه في هذا العصر لسهولته، ومن أكثر البحور استخداما بحر الطويل، البسيط، الكامل، الوافر، ومن البحور غير المستخدمة مثلا بحر المضارع ومنهم من قال أنه بحر مخترع لقلة شواهده الشعرية مثل الدكتور مصطفي حركات وهو أول من نادي باستبعاد البحور غير المستخدمة موضحا ذلك في كتابه "أوزان الشعر".


هل يوجد من سبقك لهذا العلم أم انك أول المبتكرين له؟
الحمد لله الذي وفقني بأن كنت أول المبتكرين لهذا العلم في العالم وسميت قوانينه بـ" قوانين الكمالي للإيقاعات الشعرية" وقد سجلته في المصنفات الأدبية، وفي الملكية الفكرية في أبو ظبي.
علمي الهندسة والعروض كلاهما من العلوم الحسابية مع اختلاف التنفيذ في كل، هل ذلك يعني أن اختياركم لدراستهما نما أصلا عن اهتمامكم بتلك العلوم؟
"نعم" فلدي اهتمام كثير بالعلوم الحسابية، واهتمامي بالعروض بدأ مبكرا، وعندما درسته بدأت التفكير فيه تفكيراً رياضيا، لأن المنطق الرياضي سهل جدا بالنسبة لي، واستشهد هنا بقول العالم "فيثاغورث" بأن "النغم عدد" وأي شي في الكون عدد وأي لغة في العالم لديها أرقام فالحاسوب مثلا لا يفهم اللغات بل يفهم الأرقام لذلك نجد أن لأي حرف رقم وبعدها تترجم الأرقام إلي لغة مكتوبة.
هجرتم الهندسة وهي من العلوم التي يتبارى عليها طلاب اليوم للدراسة وتدفع بها الأسر أبناءها،واتجهتم نحو اللغة العربية وعلومها، ما المغزى من ذلك؟
تركت الهندسة الكيمائية لأنني نذرت نفسي لنشر علم العروض وسط الطلاب ،لان الكثيرين اليوم وحتى العلماء منهم يكسرون الشعر ولا يلقونه صحيحا، ولقناعتي بأننا الأدرى بلغتنا وإذا لم نطورها نحن غيرنا لا يمكنه تطويرها .
أخذ بعض العلماء علي الخليل بن احمد وضعه قوانين تنظم قول الشعر بدعوي أن الشعر الهام يقال علي سجيته؟
لدى علماء النحو والصرف قوانين يحكمون بها علومهم، فكان لابد لعلماء العروض من وضع قوانين يحكمون بها الشعر من ناحية الوزن، وتكمن أهمية ذلك في أن الشعر العربي إذا لم يكن موزونا فهو ليس بشعر، وهنا يقول البروفيسور عبد الله الطيب "أي شعر يخلو من الوزن والقافية ليس بشعر عربي" فما يميز الشعر العربي الوزن والقافية، مثلا شعر التفعيلة شعر موزون وقد استخدمه شاعرنا محمد المهدي المجذوب في قصيدته "المولد" وهي قصيدة موزونة من بحر الرمل استخدم فيها الشاعر تفعيلة واحدة.

ابتكاركم لحوسبة علم العروض بالاستفادة من التقنية الحديثة يقول أن علوم اللغة العربية متجددة وتقبل التحديث؟
"هذا صحيح" فليس هناك ما يمنع تحديث علوم اللغة العربية وحوسبتها،يمكننا عمل معاجم الالكترونية وصوتية،وأي عمل من غير حوسبة في هذا العصر لا يتطور،وان أول من وضع نظام تشغيل باللغة العربية هي شركة "صخر العالمية" وعمل برنامج للمكفوفين "إبصار" لقراءة كل ما علي الشاشة.

العلوم النظرية اليوم أصبحت علوما معرفية أكثر منها عملية؟ برأيكم إذا حدثت تلك العلوم هل يمكن أن تجد لها رواجا في سوق العمل؟
"نعم" يمكن تحديث علوم اللغة العربية جميعها، وبذلك يمكن أن نجد لها سوقا للعمل، فالحوسبة تسهل كثيرا في توصيل المادة لذهن الطالب أو المتلقي بشكل عام، مثلا علم النحو من العلوم الصعبة والتي تحتاج للفهم وإذا تمت برمجة هذا العلم فإنه يسهل كثيراً، وبإمكان الطالب إعادة البرنامج عدة مرات، وارى أن تتم البرمجة بواسطة الأساتذة في العلوم المختلفة خاصة اللغة العربية، فلابد لأساتذة اللغة العربية من وضع البرمجة لعلومها وذلك لضمان سلامة العلوم من العيب وهو أهم شيء، ونشرها وسط المسلمين خاصة المسلمين غير العرب لسببين،الأول أعدادهم كبيرة، والسبب الثاني لمعرفتهم الواسعة بالحاسوب، وهنا انصح علماء اللغة العربية بضرورة تعلم البرمجة فهم يستطيعون بواسطتها توصيل موادهم لذهن الطلاب بكل سهولة.

مشاكل علم الإيقاع الشعري؟
هناك مشاكل عديدة تواجهه علم الإيقاع الشعري منها،التباين في استخدام الإيقاعات الشعرية لدي الشعراء، مثلا بحر الخفيف الأول فيه "144" إيقاع وعندما حللت قصائد التيجاني يوسف بشير جميعها وجدت مجمل الإيقاعات فيها لم يتجاوز "68" إيقاع فقد كرر الشاعر إيقاعات معينة وأهمل أخرى، والمشكلة هنا تكمن في أن التوصل لـ"144" إيقاع حسب المعادلة الإيقاعية يحتاج إلي تحليل عدد كبير من القصائد من العصر الجاهلي وحتى عصرنا هذا، لأن هذا العلم مبني علي المرور بكل الإيقاعات الشعرية لأنه علم تطبيقي، وان لم يتحقق ذلك أصبح جزء من هذا العلم نظريا، وهنا تأتي أهمية علم الإيقاع الشعري بوضع علم العروض الجديد مستبعدين فيه كل البحور والأوزان غير الموجودة في الواقع الشعري، من المشاكل كذلك عدم معرفة الأساتذة المتخصصين في اللغات المختلفة للحاسوب وما يمكن أن يفعله لهم، وأنهم حتى اليوم لم يصلوا لقناعة بأنهم لابد لهم من "إعطاء الكمبيوتر للغة العربية وليس إعطاء اللغة العربية للكمبيوتر" وان بعض الأساتذة حتى اليوم غير قادرين لعمل تصور لبرمجة العلم الذي يدرسونه لذلك دائما ما نجد هوة بين المبرمج والأستاذ، فالبرامج التعليمية تحتاج لمتخصص في المادة التي يريد برمجتها خاصة إذا كان تربوياً لأن صناعة البرمجة الجيدة تحتاج لمعينات عديدة للمساهمة في توصيل المادة بصورتها العلمية "فيديو، صوت، وغيرها"، الاحتياج للدعم المادي والاستثمار الضخم والعناية الكافية من الدولة لنشر ثقافة البرمجيات بين الطلاب والأساتذة وخلق كوادر مؤهلة وخبراء في مجال البرمجيات.

الجهة الراعية لمشروع علم الإيقاعات الشعرية وخطتكم المستقبلية؟
راعي المشروع في الوقت الحالي معهد البروفيسور عبد الله الطيب، وما يهمنا حاليا ونسعى إليه هو إيجاد أساتذة لتعليمهم علم الإيقاع الشعري، وذلك لقناعتي أن العنصر البشري مهم جدا في تنفيذ هذا العلم لأن الحاسوب مهما توفرت له من إمكانيات فهو في النهاية لا يمكنه تشكيل البيت تشكيلا صحيحا ،فالتشكيل مهم جدا وفيه تكثر الأخطاء، فلابد من تدريس الأساتذة لضبط الإيقاع ولا يقوم بضبطه إلا من خبره وعلمه،من المشاريع المستقبلية أيضا، الإعداد لإصدار كتابين، الأول كتاب استنباط علم الإيقاع الشعري من علم العروض وفيه كل النظريات لعم الإيقاع الشعري في كل أوزان الشعر العربي والبحور،الكتاب الثاني هو حوسبة علم العروض وفيه كل البرنامج مفتوح للطالب حتى يتعلم كيف تمت برمجته، ويصحب الكتابين "CD"، وحرصي علي إصدار الكتابين جاء لتمكين الطلاب الذين لا يتعاملون مع الحاسوب من قراءة وفهم العروض وتنفيذه.

كلمة أخيرة؟
أشكر الأستاذ السموءل خلف الله علي تشجيعه المشروع وأهنئه لنيله الثقة باختياره وزيرا للثقافة،وكذلك الشكر موصول للبروفيسور إبراهيم قرشي وأهنئه علي اختياره وزيرا للثقافة بولاية الجزيرة،والشكر أجزله لمعهد البروفيسور عبد الله الطيب وعلي رأسه الدكتور الصديق عمر الصديق مدير المعهد علي رعاية المشروع والاهتمام به.

http://www.arood.com/vb/showthread.p...3111#post33111