يناى الشاعر الدينى
فلسطين فى القرنين الخامس و السادس الميلاديين
شاعر دينى فى فلسطين القديمة

لا نعرف تفاصيل حياة يناى لكن أعماله الشعرية العديدة تشهد على أعماله. عاش على ما يبدو فى أواخر القرن الخامس وبداية القرن السادس فى أرض فلسطين. وضع المئات من الأشعار الدينية لتلاوتها فى الصلوات ودور العبادة فى أيام السبت والأعياد. من أشهر أعماله القصيدة التى ضُمَّت فى النهاية إلى صلاة عيد الفصح والتى تبدأ بـ «وحدث فى منتصف الليل».
كانت أرض فلسطين فى عهد يناى خاضعة لحكم بيزنطة. وهو يعبر فى أشعاره عن المعاناة فى ظل الاحتلال والأمل فى الخلاص. والعدو فى أشعاره هو روما وأدوم، ويذكرهما كثيرًا ويصلى من أجل الخلاص منهما بكلمات تنم عن كراهية لما تقوم به روما من قمع وإذلال - بتأييد من الكنيسة المسيحية وتشجيعها - ضد اليهود.
كان يناى الشاعر خبيرًا فى العادات المسيحية وكان يتخذ منها موقفًا من حين لآخر. ففى أحد أشعاره التى كان يفترض أن يرتلها فى صلاة يوم الغفران (والتى تستهل بـ «من يقول عن البخيل كريمًا») يتطرق على ما يبدو إلى شخصية يسوع ويسخر ممن يؤمنون به. ونظم بعد هذه القصيدة قصيدة أخرى مشابهة تذكر يسوع بلا شك (يستهلها بـ «من يتبعون ابن الزنا ويؤلهونه»). لكن هناك شكًا فى أن يكون «يناى» نفسه هو الذى نظم هذه القصيدة. والشبه بين القصيدتين من ناحيتى الشكل والمضمون واضح على الرغم من أن الأولى نُظمت حسب الترتيب الأبجدى، والأخرى حسب الترتيب الأبجدى المعكوس.
ونقدم فيما يلى أبيات من القصيدتين اللتين تشهدان على رؤية يسوع والمسيحية فى عصر الشعراء الدينيين وأنه كان من المسموح ذكر تلك الموضوعات فى دور العبادة فى صلوات يوم الغفران، أقدس الأيام عند اليهود.

القصيدة الأولى:

1- ليحل بهم الخزى والعار.
2- من يقول على البخيل كريمًا،ومن يختار اتباع الفواحش الرذيلة.
3- السعداء بالأثان المتبعون للأموات غير الأحياء.
4- ...
5- الصانعون شرورهم سرًا .
6- الساجدون لمن سقط وسجد .
7- المتحمسون فى اتباع أعمالهم .
القصيدة الثانية:
8- من لا يتحمل عبء ملكوت الله.
9- من يتبعون ابن الزنا ويعتبرونه إلهًا؛ من يسجدون للباطل.
10 - الذين يتبعون السراب ويصلون لإله لا حول له ولا قوة.
11 - المصلون لمن لا يسمع ولا يستجيب – المتجهون فى صلواتهم لمن صُلِب وظل معلقًا حتى المساء.
12 - ... *
13 - الذين يطلبون العون من الميت للأحياء. الساجدون لصنم من صنع أيديهم.
14 - الراكعون راجين أن يحيا الصنم الذى لا حياة فيه المحاولون إحياء الوثن الخشبى.

* هذا البيت فقد فى النص الاصلى.

من كتاب: ماذا يقول اليهود عن المسيح عيسى بن مريم؟
تأليف: أفيجدور شنآن
ترجمة: عمرو زكريا