وانهار سور الدمع
هذا المساء تعطرت لغة الهوى
بشقائق الريحانِ
فشربت من مقل الندى
كأساً
وزدت بثانِ
هذا المساء وجدت ماء سلسبيلاً صافياً
متدفقاً
من بسمة الألوانِ
هذا المساء وجدت خمرة صحوتي
حتى استفاقت في دمي
أشجاني
هذا المساء أرادني أن ألتقي حزناً
وحباً مستحيلاً جاءني
ليطول حزن زماني
لم تترك العينين صورتُها
ولا همساتُها
نبض الشفاه إذا تحدثت اللمى
يعطي فؤادي رعشةً
ليدقّ كالأوزانِ
أنّى التفت فوجهها
متبسمٌ حزناً
كأنه من ثرى أجفاني
أنى نظرتُ
فوشوشات بريقها
تعطي عيوني حرقة النيرانِ
حتى إذا أغمضت قلبي لحظةً
فتحت عليه ربوعُها
كل النوافذِ
واصطلت عينانِ
هي كالقصيدة تدخل الأنفاسَ
تسحر روحُها
كل الحروف الساكنات على ذرى الإيمانِ
وأنا الذي رضع المحبةَ
منذ أول لحظةٍ
من حضن أمنيةٍ
وصدر أمانِ
قد متُّ حين اصفر تموزٌ بها
وتأرجحتْ كاغصنِ
يابسةَ الشذى
قد متُّ بين حرائقي ودخاني
وانهار سور الدمعِ حول مدينتي
وبدأت أسمع ضجة مقتولةً
وسكبت مني
دمعة البستانِ
يا قلب لا تجزع فروحك نبضها
والنبض حولكَ
يجمع الألحان بالألحانِ
هو عشقك القاسي يعذّب نفسهُ
وكأنه يهوى العذابَ
وفكرةَ الحرمانِ
تمشي على غيمي
فأحرق ما تبقى من صدى
حتى أذوب تبخراً بمكاني
علّ ارتفاعي للفضاء يحيلني
قمراً يترجم قصة الهذيانِ
أنا عاشق لبتولَ
يصعب وصلها
أنا في محبتها أنا
كمن استحبّ عبادة الأوثانِ
فاغفر شذوذ عقيدتي
يا رب
هذي دعوة الحيرانِ
كل العذاب خلقتَ فيَّ
وإنني
أحتاج حقاً رحمة الرحمنِ
محمد إقبال بلو