بغداديات...!!!
( يعقوب أحمد يعقوب)

1- أسير
تتسلق أمعاء الطرقات قدميّ
يتساقط وجهي من البرد
أسمع طقطقة عظام الوقت
أخشى
بعد الخطوة
أن أسقط
في هاوية المفاجأة والموت

***

2- كيف للغيم أن يمطر دما
وكيف للأطيار
أن تشنق الأشجار
وتعشعش في ثقوب جثث
كانت ترش القمح والخبز
أمام عتبات المساجد
للعصافير والقطط والتعاويذ القديمة

***

3- كان عبد الله هذا المقطع إرباً إربا
جد الحسين والحسن
تلك جمجمته
تلك شفته السفلى
التي كانت تقطر بعسل التسابيح
تلك عباءته بالريح
تلك سبابته
التي كان يلوح بها
ليقول للحسين
إنها الاخلاق دين
إنه الدين حسن
إنه الدين وطن

***

4- عارية تلك الشوارع
وكل بساتين الشعر انطفأت
أوراق صفراء
تتراكض بالريح
على أرصفة الوجع العطشى
بغداد تزحف في جلدي
ترسم وجه الموت الاتي
منحوتة وجع عربي
تشتعل في وتشعلني
وأنا اتجاوز حد الصحو
وأهربها
سيارة عشق موقوتة
بالحب
وبكل القلب
وبكل أوجاع الفقراء..

***

5- جثث
تطفو على نهر
كان يفيض بالقصائد والورود
أحدهم لم يمت
كان أنا
صرخ باعلى دمه
يا أمي يا بغداد
هذه ليست لعبة الحسين والحسن
إنها
لعبة الغرباء
مع الوطن
قال هذا
ثم مات
في غرفة التعذيب
التي أضحًت وطن

***
6- نعرفهم جميعا
عيونهم زرقاء
كطحالب البحر الميتة
يكرهون الله والصبح والقصيدة
وجههم ككاتم الصوت
يطلقون النار على أعشاش العصافير
ويذبحون الكتب
على جوانب الطرقات
حتى تكتض سماء بغداد
بريش الأطيار وأمعاء القصائد

***

7- تافهون اولائك الذين
يدمنون طقوس الموت
لانهم الغرباء
عن نص الحياة
وعن نبض دجلى
وعن فضاءات تفيض بالنخيل

***

8- من يعرف بغداد
يعرف أن للعشق إمتداد
أن دجلى
ليس ماءً للشرب فقط
بل ماء وضوء للجهاد

***

9- نافذة للذكريات
تتزوج الريح البعيدة
وشمس بغداد تنام
في ظلال النخل
والشمس
يوجعها الغياب
حتى تصفر
وتغدو كالنحاس
كل الذين
كنت أعرفهم
لا يردون التحية
هو الدخان
خيمة المنفى
والنار تلتقط أنفاسها
تحت سماء تختنق
لا لزوم للشعر المعلق
لا لزوم للفتاوى
والحفاوة
ليس في الامر التباس
كلها اللغة تهاوت
مثلما القلب تهاوى
فوق أوجاع
الطباق والجناس

***
10 ـ من
يلائم
بين رأس
و جسد
بين أم .... وولد
بين جرح.... وألم
بين سطر.... وقلم
بين عين دون ضوء
بين عين..... لم تنم
من يلائم
بين لحم ـبين عظم
بين ـ لكن / ولم
بين لاء / ونعم ...............!!!!!؟؟؟؟؟