العروض الرقمي – الأخطاء والنقد

عدا عن تميزه في مضمونه ومقاربته يتميز العروض الرقمي بتقدمه بكشف أخطائه، ذلك أني بدأته بقليل من الصواب وكثير من الخطأ، ولكن صوابه دوما كان إلى ازدياد وخطأه إلى تناقص. أقول هذا والأصوب أن أقول إن إدراكي لجوهر عروض الخليل وتعبيري عنه كان محدودا ثم تطور إلى وضع أشمل، وبحكم أن المحدودية مبعث خطأ والشمولية حافز لمقاربة الصواب فقد قل الخطأ وزاد الصواب.

والفضل في ذلك لله تعالى الذي يسّر :
1- بعض العروضيين المعارضين الذين تقصوا أخطاء الرقمي وانتقدوها ونبهوا إليها، وبعضهم إلى جانب نقده أشار إلى بعض التوفيق في الرقمي وفي مقدمة هؤلاء د. شاكر الحارثي، د. عمر خلوف، والأستاذ سليمان أبوستة. وكان لنقدهم الفضل الكبير في تقدم الرقمي.

2- بعض النجباء من دارسي الرقمي الذين كانوا يمحصون ويقارنون ويقترحون

3- بعض التوفيق لجهدي الخاص سواء في مداومة المراجعة والربط بين الظواهر المتعددة أو الإفادة من تعليقات وانتقادات وتوجيهات معارضي للرقمي ودارسيه سواء بسواء. وأنا مدين لكلا الطائفتين.

ويكفي لمعرفة الوضع الذي بدأت به الرقمي الاطلاع على كتابي العروض رقميا، وأكتفي بوصفي لحالته الأولى " بالهباب المنيّل" كما أوضحت ذلك في الرابط:

http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/almutaqater

ولهذا فإن أكبر خدمة للرقمي وحافز لتقدمه هي كشف أخطائه، ولهذا أتمنى على كل من يجد خطأ في الرقمي أن يبادر مشكورا بالتعليق عليه.

على أن من المنطقي أن نحدد للنقد أسلوبين يكون النقد بهما منطقيا وذا قيمة

1- لمن لم يدرس الرقمي فإن نقده لا يمكن أن يكون إلا لنتائجه. وليس من المنطقي أن يتم للصورة التي يفترضها الناقد في ذهنه للرقمي.


2- أما نقد تفاصيل الرقمي وسياقه وخطواته ومنهجه فلا معنى لها بدون فهم أسس الرقمي أي دراسة دوراته المصممة أصلا لبناء شمولية منهجه، وهي الأهم فيه.

وهناك طائفتان لا ينبغي أن نرد عليهما، ولا ندخل في حوار معهما

الطائفة الأولى التي تزعم أننا نخرب اللغة وأننا عملاء لأعداء الأمة.
والطائفة الثانية التي لا ترى من الرقمي إلا أنه شكل بلا مضمون. وهذا حكم على طبيعة الرقمي كما يتخيله هؤلاء دون تكليف أنفسهم فهمه.

ولأن الغاية في الرقمي هي الوصل للحقيقة التي تمثل منهج الخليل وشمولية تفكيرة فإن أي نتيجة للرقمي لا توافق أقوال الخليل يجري التنبيه إليها كأحد أمرين :
إما أنها دليل على سوء فهم لمنهج الخليل ينبغي البحث عن تشخيصه
أو أنها رؤية لامتداد لنهجه خارج المعهود من الشعر ولهذا لا يوصف ما تقود إليه من أوزان على أنها شعر بل اقترحت لها اسم الموزون.

ومقدما أشكر كل من يكشف خطأ في الرقمي من خلال التزام ما تقدم من ضابطين واستثناء لطائفتين، فالمجال لتقدم الرقمي والارتقاء سيبقى مفتوحا، وسيبقى كشف أخطائه كما تطوير مضمونه أفضل السبل لذلك.

وأعتذر عن الحوار خارج هذين الضابطين كما مع هاتين الطائفتين. وأنصح أساتذة الرقمي بالتزام ذلك في حواراتهم، وإلا فالنتيجة كما أظهرت التجارب سلبية المردود على غير صعيد ومضيعة للوقت والجهد.