التوسع الاستيطاني والمفاوضات الفلسطينية


بقلم : أ . تحسين يحيى أبو عاصي – عضو لجنة الحوار ومنسق لجنة العلاقات العامة في تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة – { 2 – 7 – 2010م }




= = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

في مساء 24 يونيو/حزيران، قرت حكومة الاحتلال بالإجماع مواصلةالاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية ، وذلك فور انتهاء فترة التجميد التيحددتها الحكومة الإسرائيلية في سبتمبر/ أيلول المقبل ، كما صرح مؤخرا وزير الدولة لشؤون الجدار والاستيطان ماهر غنيم ، أن الحكومة الإسرائيليةتواصل أعمال البناء والتوسع في عشرات المستوطنات الجاثمة على أراضيالمواطنين في الضفة الغربية ، ودعا غنيم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بصفتهم مراقبينعلى إعلان وقف الاستيطانلمشاهدة الخدعة الكبيرةميدانيا التي تتستر وراءها إسرائيل بالإعلان عن تجميد الاستيطان .
تأتي كل هذه الممارسات الإسرائيلية وسط توقعات بفشل مهمة المبعوث الأمريكي جورج ميتشل في الوصول إلى التسوية وذلكاستنادا إلى مصدر مسئول في وزارة الخارجية الإسرائيلية ، والذي قال إن وزيرالخارجية أفيجدور ليبرمان أبلغ الأمريكيين بأن العودة إلى حدود 1967 هيانتحار، وأنه لا يوجد شريك في الجانب الفلسطيني ، وقال المسؤول : أبو مازنلا يمثل الفلسطينيين في غزة ومشكوك أن يمثل الفلسطينيين في الضفة ، كما صرح من قبل بأن المفاوضات ستستمر مع الفلسطينيين عشرين عاماً أخرى .
هذه التصريحات متزامنة مع تصعيد فيوتيرة الإجراءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين ، فقد طردت النواب المقدسيين ، واليوم حي البستان في سلوان حيث قررت هدم 22 منزلا ، وإقامة 1600 وحدة استيطانية ، وإعداد البنى التحتيةلإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية في المستوطنات القائمة في المدينة ، وما تقوم به إسرائيل من اعتقالات ومداهمات واعتداءات يومية سواء كان في الصفة أو غزة .. وتأتي اليوم خطة رئيس بلدية القدس الإسرائيلي نير بركات التي يطلقعليها اسم : خطة تطوير حي سلوان . وإقامة حديقة آثار فيموقع البستان ، وهو حي فلسطيني يضم أكثر من 80 منزلا .
وعلى الرغم من رفض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للإجراءات الإسرائيلية على الأرض حيث قال : ان مشاريع الاستيطان التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية في القدس عمل سلبي ومخالف للقانون الدولي ، وذلك في بيان له قرأه المتحدث باسمه مارتن نيسيركي حيث أعرب عن قلقه من قرار بلدية القدس الموافقة على مشروع لتدمير منازل ، والقيام بنشاطات استيطانية جديدة في حي سلوان بالقدس الشرقية. وأوضح ان الإجراءات المقررة تتعارض مع القانون الدولي ومع رغبات السكان الفلسطينيين . ومع كل ذلك تمضي إسرائيل قدما في تحقيق خططها الهادفة إلى فرض الأمر الواقع ضاربة بعرض الحائط كل شيء ، مستغلة الانقسام الفلسطيني والضعف العربي ، والتواطؤ الدولي الذي يكيل بمكيالين .
لم تجد نفعا لغة التفاوض لحوالي عشرين عاما مع العدو الإسرائيلي ، وباتت كل الساحات اليوم مهيأة للعربدة الإسرائيلية ، فالفلسطينيون في حالة ضعف بسبب انقسامهم ، والمفاوضات مع العدو لا فائدة من ورائها ، والعرب والمسلمون متفرقون ومنهم المتواطئون ، والرباعية الدولية تكيل بمكيالين ، وإسرائيل مدللة عالميا ، وهي تفعل ما يحلو لها بسياسة مبرمجة هادفة واضحة ومدروسة ، فهل نكون واقعيين مع شعبنا فنغير من نهجنا مع عدونا ومن تعاطينا مع أنفسنا ؟
www.tahsseen.jeeran.comمدونتي : واحة الكتاب والمبدعين المغمورين
للاتصال بالكاتب :
جوال رقم : من داخل فلسطين 9421664
من خارج فلسطين 00970599421664