نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي












هلا فلسطين


في مثل هذا اليوم ارتكب الاحتلال الإسرائيلي أبشع المجازر بحق عائلة أبو غالية والذي وقعت عصر يوم الجمعة بتاريخ (9/6/2006) , والذي كانت على شاطئ بحر غزة عندما ذهبوا للاستحمام وهروبا من الصيف الحار بنزه إلي البحر, ولقد كانت هذه جريمة دموية ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي فقد صعق المواطنون لما شاهدوه على شاشا التلفزة من طفلة تندب أباها وتصرخ بأعلى صوتها "بابا..بابا " واستمرت بالنحيب والصراخ من هول الموقف وأضافت " صوروا صورا " فقد قامت البوارج الحربية الإسرائيلية التي تمركزت على بعد مئات الأمتار داخل مياه البحر , بإطلاق نحو خمس قذائف , أعقبها بوابل من الأعيرة النارية الثقيلة باتجاه المواطنين , مشيرين إلى أن حالة من الصراخ والبكاء اجتاحت المواطنين بمن فيهم الكبار , ناجمة عن الخوف والذعر اللذين خيما على نفوسهم فور ارتكاب هذه الجريمة , وفرو سماع صوت الطفلة هدى غالية التي بقيت هي الوحيدة من أفراد عائلتها حية .

ولقد صرخت وشاهدت الطفلة هدى على أم عينها أباها وامها وأخواتها وهم ميتون وممتلؤون بالدم , والدموع تنهار من عيونها هذا الذي أبكى الجميع , ولقد استشهد من العائلة سبعة شهداء واحدة ليس لهم ذنب سوى انهم أرادوا الاستحمام والشهداء هم الأب عيسى غالية (49عاماً)، والأم رئيسة غالية (35عاماً)، والأبناء: عليه (17عاماً)، إلهام (15عاماً)،هنادي (عامان)،صابرين (أربعة أعوام)،هيثم (عام واحد).

ووقعت المذبحة عندما فتحت البوارج الإسرائيلية نيران أسلحتها الرشاشة , وقصفت بعدد من القذائف تجمعا للمواطنين المستحمين عند شاطئ البحر في منطقة السودانية , بشكل مفاجئ ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات .

ومن الجدير ذكره أن المصور الذي كان أول الواصلين لتصوير المجزرة هو مصور وكالة رامتان زكريا أبو هربيد فيروى تفاصيل المجزرة فور وصوله للمكان أثناء تصويره الحدث .

وقد وجد زكريا نفسه بين أشلاء وجثث عائلة غالية التي قضى سبعة من أفرادها بشظايا القذائف حيث اخترقت أجساد والأطفال والنساء فيما كان المشهد الأكثر مأساوية هو الطفلة هدى التي انشغلت في التنقل بين جثث أفراد عائلتها قبل أن تتوجه باكية إلى جثة والدها الملقاة على شاطئ البحر حيث قامت بحضنه وهي تبكي وتطلب من زكريا التصوير صارخة في وجهه ” يابا يابا ، صور صور “

ويروي زكريا أبو هربيد ” 35 عاما ” تفاصيل الحادثة بالقول ” في البداية تلقيت اتصال هاتفي من احد الزملاء العاملين في طواقم الإسعاف بأن هناك استهداف لمجموعه من المقاومين في بلدة بيت حانون فاستقليت سيارتي وأخذت معي الكاميرا وتوجهت بسرعة إلى مكان الاستهداف فذهلت مما رأيت حتى أن طواقم الإسعاف أصيبوا بالصدمة من هول المجزرة “.

ويتابع زكريا حديثه وقد بدت عليه مشاعر الحزن وقد حاول جاهدها أن يمنع دموعه من النزول ” للوهلة الأولى عندما شاهدت المكان مسرح الجريمة والتفاصيل الموجودة التي تملأ المكان الجثث ملقاة على الأرض والأطفال الذي استشهدوا لفت انتباهي فتاة تخرج من البحر وثيابها مبتلة مما يشير إلى أنها كانت تلعب في البحر وتفاجأت أنها هي الوحيدة التي نجت من الأسرة فالأسرة كلها استشهدت ” ومضى يقول ” فالفتاة هدى تأتى باتجاه أمها فتجد أنها استشهدت أو تحتضر في النزع الأخير وتأتى باتجاه أبيها تجد انه استشهد “.

ووصف أبو هربيد وهو أب لتسعة أطفال الموقف بأنه كان ” مؤثرا كثيرا “مشيرا إلى أنه بعد أن انتهى من تصوير الفتاة هدى لم يتمالك نفسه وراح يبكي بجوارها .

وقال ” أنا بكيت كهدى وأكثر لان الموقف كان لا يوصف وأنا قمت بتوظيف مشاعري عن طريق الكاميرا فبالنهاية الحي أبقى من الميت ففي الصورة هناك حياة في طفله لا زالت حيه وتبحث عن أمل أن تجد الأب أو احد الأخوة لا زال على قيد الحياة الكل نيام ومستشهدين بالكامل

وقد استشهد في المجزرة كل من الأب علي عيسى غالية “47 عاما ” والزوجة رئيسة “30 عاما ” والابناء عالية “25 عاما ” والهام “16 عاما ” وصابرين “عام ونصف ” وهنادي ” ثلاثة أعوام ونصف” وهيثم ” أربعة شهور ” .

وقد عرضت عشرات القنوات الفضائية العربية والأجنبية الصور التي التقطها المصور زكريا أبو هربيد والتي أثارت مشاعر من شاهدوها لتعيد إلى الأذهان حادثة مقتل الطفل محمد الدرة الذي قضى بجوار والده مطلع الانتفاضة برصاص الجيش الإسرائيلي .

ولم تكن هذه هي الحادثة الاولى التي يقوم بتغطيتها المصور أبو هربيد حيث رصدت كاميرته مأساة عائلتي قحمان وغبن والتي فقدت عددا كبير من أطفالها وأفرادها في قصف إسرائيلي على منازلها شمال بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة كما سبق لزكريا أن أصيب ثلاث مرات خلال الانتفاضة كان أخطرها في الخامس عشر من أبريل 2001 عندما أصيب بجراح في يده بعد أن تعرض لإطلاق نار كثيف من قبل القوات الإسرائيلية بينما كان يغطي مظاهرة فلسطينية مطلع الانتفاضة في الحي النمساوي غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة .