يـوم البيئـة العالمـي
قضية البيئة من القضايا الأساسية التي باتت تفرض نفسها على الصعيد الإنساني، إذ أنّ التزايد المستمرّ لعدد سكان الأرض، وما يرافقه من نزوع دائم للمجتمع نحو التمدّن والعمران، إلى التمدد السكني والاستنـزاف المتزايد للموارد الطبيعية في غياب الوعي العام، وفضلاً عن تجاهل أو غياب القوانين والشرائع التي تنظم العلاقة بين الإنسان والطبيعة، كل ذلك حمّل البيئة أعباءً كبيرة وسبّب مشكلات عديدة، تخل بالتوازن الذي يسمح للنظام الطبيعي بتجديد نفسه ضمن دورة الحياة الطبيعية، ما أصبح يهدد مسيرة الإنسانية التي سخّر الله لها الأرض وما عليها.
في الماضي السحيق كان النظام البيئي وحده هو العامل الأساسي في تلويث الطبيعة... وفي تنقيتها في آن.. أما اليوم فقد اختلّ هذا التوازن، وأصبح الإنسان هو المصدر الأساسي في تلويث بيئته، وزادت قدرته على التلويث بكثير عن قدرة الطبيعة على التنقية.. فصرنا نتنفّس هواءً ملوّثاً، ونشرب ماءً ملوثاً، ونأكل طعاماً يحمل الكثير من أنواع التلوّث.
مع قيام الثورة الصناعية منذ زهاء ثلاثة قرون ازداد عدد السكان وتضخمت التجمعات المدنية، وانتشرت الآلات والمراكز الصناعية، ما سبّب اجتثاثاً لكثير من الغابات والأماكن الزراعية، فازدادت نسبة الغازات السامّة في الهواء والماء والتربة.
وقد تنبّه بعض العلماء الحريصين إلى هذا الأمر، وأخذوا يطالبون بوضع قوانين وسياسات بيئية تهدف إلى الحدّ من مظاهر التلوّث والعمل على إيجاد بيئة سليمة. وقد تبلورت تلك الدعوات في ستينات القرن الميلادي الفائت، وكان من نتيجتها أن تقرّر في العام 1969م، ونتيجةً لضغط الهيئات الشعبية، إقامة مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة الإنسانية، وحدّد عام 1972م، موعداً لعقده في العاصمة السويدية استوكهولم.
وفعلاً عقد المؤتمر الدولي الأول حول البيئة الإنسانية في 5/6/1972م، و أُقِرّت فيه عدة قوانين وتشريعات عدة، واتفق على أن يعتبر ذلك اليوم من كل عام يوماً عالمياً للبيئة، وأعلن المنظّمون إن "الحفاظ على البيئة يعد واجباً على الحكومات والشعوب والجمعيات الحكومية والأهلية".
وأخيراً نقول، إن الدين الإسلامي دعا منذ مئات السنين، وقبل كل هذه التشريعات، إلى حماية الطبيعية ومنع الإساءة إليها.
من موقع بيّنات