اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أديبه نشاوي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
يبدو ان اللقاء سيكون رائعا ارحب بدوري بالأستاذة آداب وننتظر حضورها بفارغ الصبر
لي عودة مع قطاف الأسئلة( واوله مارايك بما حدث في سفن الحرية وبصدق؟)
اديبة
الأستاذة الفاضلة أديبة نشاوي المحترمة
أشكر لك ترحيبك الغالي والثمين ومعاً سيكون كل شيء رائع إن شاء الله
أووه يا صديقتي ماذا أقول لك بما حدث في سفن الحرية.
لكن سأقول رأي ووجهة نظري الشخصية بكل صدق ووضوح وصراحة.
لاحظي معي
السفن لم تكن تمثل دولة واحدة ولا جهة واحدة ولا انتماء ديني أو سياسي واحد، بل كانت من معظم دول العالم ومن جنسيات وأديان وفئات مختلفة.هذا أولاً
ثانياً: لم ينتظر الصهاينة وحكام الكيان الإسرائيلي وصول السفن إلى المياة الإقليمية الفلسطينية، بل قاموا بفعلتهم النجسة في قلب البحر وبما يسمى المياه الدولية، وهي خاضعة للقانون البحري الدولي.
وهذا يعني أن إسرائيل لا تستخف فقط بالعرب وبغزة وبالمتضامنين من كل العالم بل أيضاً تستخف وتستهين بكل العالم وعلى رأسه أمريكا.
وهنا يمكنني القول من وجهة نظري أن إسرائيل هي ذاتها أمريكا ، تلك القوة المتجبرة الظالمة.
هذا الاستخفاف بالشرعية الدولية وبالقانون الدولي لا تفعله ولا تقوم به دولة عادية ، بل من يقوم به دولة أو كيان يدرك جيداً أنه هو الشرعية الدولية وهو القانون الدولي وهو المتحكم والمسيطر على العالم
وهذه هي قناعة إسرائيل ،وتدعم هذه القناعة أمريكا أيضاً، وجميعنا يعلم أن من يعادي إسرائيل فهو يعادي أمريكا،وهنا من الخطأ الفادح أن نفصل إسرائيل عن أمريكا بأي طريقة كانت.
ما فعلته إسرائيل ليس غريباً بل ومتوقعاً، لكن الشيء الذي لم يكن متوقعاً هو الاعتداء في المياه الدولية، وهذا يعني أن العالم كان مازال يعتقد أن إسرائيل تلتزم بالقانون الدولي وبالشرعية الدولية.
ماحدث ليس تعدياً للعرب وحسب بل هو تعدياً لكل دول العالم وللإنسانية.
إسرائيل تعتدي على فلسطين وعلى العالم العربي بطرق شتى، وأرادت إسرائيل من الاعتداء على قافلة الحرية أن توصل للعالم رسالة مفادها ،إن إسرائيل وبما تسميه (أمنها القومي) خط أحمر لا يسمح لأي دولة في العالم الاقتراب منه، حتى لو اقتضى الأمر شن حروب بسبب ذلك.
هذه القوة الإسرائيلية وهذا التجبر وهذا العنف لا يمكن لإسرائيل أن تقوم به إلا إذا كانت واثقة تماماً أن هناك من يحميها ويقف خلفها.
وأنها تواجه ضعفاً وترهلاً في الطرف الآخر، والطرف الآخر هو العالم العربي والعالم أيضاً.
الترهل والضعف العربي أتاح المجال لإسرائيل بالقيام بكل مجازرها دون الخوف أو الخشية على أمنها القومي أو على سمعتها في العالم.
إسرائيل تدرك تماماً أن الدول العربية والأنظمة الحاكمة فيها هزيلة وضعيفة وغير قادرة على القيام بأي رد فعل بناء وفعال ،ولديها أمثلة كثيرة وسابقة على ذلك.
ليس من الأمثلة العدوان الدائم على غزة والمجازر التي تجاوزت المئات والتي نفذها قادة الكيان الصهيوني بدم بارد كمجازر صبرا وشاتيلا ودير ياسين والبقر والآلاف في غزة ووووووو بل لديها مثال نموذجي حي آخر ألا وهو احتلال العراق، احتلت إسرائيل وأمريكا العراق ولم يحرك ساكن في العالم العربي، فهل سيحرك ساكناً في مجزرة نفذوها في عمق البحر، أكيد لا
إذن يا سيدتي الفاضلة باختصار شديد: إن الضعف العربي وبالتحديد ضعف الأنظمة العربية هي التي تخول إسرائيل بالقيام بكل المجازر الدنيئة التي تقوم بها.
وإذا استبعدنا عالمنا العربي وأنظمتنا الحاكمة من الآثار المترتبة على الحادثة نجد أن المصالح الاوروبية ومصالح بعض دول العالم الأخرى مع إسرائيل أعلى وأكبر من أن تضر بها بسبب هذا الحادث الإجرامي باستثناء دول أخرى مقاومة ومناصرة للحق كدولة تركيا التي حاولت أن تقيم العالم ولا تقعده مطالبة بعقاب إسرائيل.
ليس بالكلام فقط بل بالفعل أيضاً، حيث أن تركيا أتخذت بعض الإجراءات الفعلية وأعلنت أن إعادة التطبيع مع الكيان الصهيوني مرتبط تماماً بإنهاء الحصار عن غزة، كما أنها أوقفت ثلاث مناورات عسكرية مشتركة مع الكيان الغاصب.

ربما نعود لاحقاً لاستكمال الحديث في هذا الأمر وأنتظر طلتك البهية مرة أخرى نتحاور ونناقش ونقترح
لك كل المحبة والاحترام