و"شاعر" من مادة "شعر" التي منها "شعائر"، وقد ورد أربع مرات بصيغة المفرد؛
في قوله تعالى: (بَلْ قَالُوا أَضْغَـاـثُ أَحْلَـاـمٍ بَلِ افْتَرَـاـهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآَيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ (5) الأنبياء.
وفي قوله تعالى: (وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا ءَاَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ (36) بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37) الصافات.
وفي قوله تعالى: (أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (30) قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ (31) الطور.
وفي قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ (41) الحاقة.
الشعراء معظمون عند العرب، مقرين لهم بقدرتهم على العطاء بهذا النوع من البيان؛ بما يأتوا به من معان وتراكيب جديدة غير مسبوقة.
وكان وصف النبي عليه الصلاة والسلام بالشاعر؛ على أنه مقتدر على الإتيان بالبيان الجديد المبتكر؛
ففي الموضع الأول: أرادوا الإتيان بآية بدلا من القول الذي لا قبل لهم بمثله.
وفي الموضع الثاني: وأن قدرته شطت به إلى درجة وصفه بالجنون ليأمرهم بترك آلهتهم.
وفي الموضع الثالث: ليس عندهم طريقة لوقف إلا انتظار موته عليه الصلاة والسلام.
وفي الموضع الرابع: نفي من الله تعالى وصفهم الكاذب بأنه عليه الصلاة والسلام شاعرًا.
وعلى الوصف بالقدرة المستمر والنفي لصفة على أنها قائمة كان حذف ألف شاعر.
ولنفس امتداد الصفة في الشاعر، فإنها ألف "الشعراء" بصيغة الجمع تثبت كذلك؛
في قوله تعالى: (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) الشعراء.
</b></i>
ومن نفس المادة اللغوية "أشعار" جمع "شَعَر"؛ وجاءت في موضع يعتنى بها بعد القطع والجز لها؛ بصناعة الأثاث، والمتاع منها، ومما ذكر معها من الأصواف والأوبار؛
في قوله تعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَـاـمِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَـاـثًا وَمَتَـاـعًا إِلَى حِينٍ (80) النحل.
وهذا الاتخاذ لها يمد من وجودها ومنفعتها، وبقائها بين أيدي الناس؛ وعلى ذلك كان ثبات ألفها.
</b></i>