منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 44
  1. #11
    طلب عمل
    ... وبعد أخذ ورد بينه وبين نفسه، قرر أن يحرر مرة أخرى بعض الكلمات ليرسلها عبر البريد إلى مؤسسة خاصة عثر مؤخرا على عنوانها، عسى أن تتم الإستجابة لطلبه هذه المرة ...
    ثم إنه جلس منفردا بالقلم بين أصابعه الثلاثة وبالورقة على المكتب الصغير أمامه، فشرع بعد أن أثبت تاريخ اليوم يخيط الحروف، ويرصف الكلمات، التي حرص على انتقائها بعناية، فظل على تلك الحال إلى أن بلغ بالقلم في هذه الحلة المخيطة: ... وإني لا أشك في رحابة صدركم، وكريم عنايتكم، وبالغ اهتمامكم ...
    أمسك عن الكتابة هنيهة، وقد أسفر ثغره عن ذات البسمة، التي يأنس بها وتأنس به كلما هم بتحرير أشباه هذا الطلب، وهي بالنسبة إليه الزائرة المعتادة، بل المميزة بين باقي بسماته ...
    تابع خياطة الحروف المتبقية وأتمها، ثم ذيل ما خاط بتوقيعه، وألقى على نص الطلب نظرة أخيرة، وبرفق أودعه في الظرف الموسوم بعنوان سكناه، وبعنوان المؤسسة، وكذا بالطابع البريدي، وقبل أن يجد نفسه أمام صندوق البريد، وهو يضع حلته المخطوطة الجديدة فيه، التي اجتهد في سبيل عرضها مميزة، طمعا منه في أن تسر الناظر فيها، لم ينس أن يلقي عليها نظرة الوداع الأخير ...
    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    [/align]aghanime@hotmail.com

  2. #12
    آخر الأخبار
    ... أما الآن فإليكم أعزائي المشاهدين الخبر الأخير ...
    ثم إن جميع المراسلين والمبعوثين الإخباريين في سائر بقاع العالم، أكدوا اليوم بزوغ ظاهرة مثيرة للإنتباه، وجديرة بالإهتمام والعناية والمتابعة، ونظرا لما تكتسيه من أهمية بالغة، فالواجب أن يبلغ الشاهد منكم نص هذا الخبر إلى الغائب كما هو دون زيادة أو نقصان ...
    لقد ساد السلم أخيرا كافة أنحاء العالم دون خلاف أو قتال عليه وبذات العنوان، وأشرقت شمسه مضيئة بعد طول انتظار في كل الأوطان، ولقد غدت الحرب نكرة في خبر كان، وانجلت ظلمتها بإصباح ظاهر للعيان، وبسكينة جميلة كسحر البيان، ونشر الأمن أجنحته في كل مكان، وكذلك الناس ازدانوا بحلة الإيمان، وحرصوا جميعا على التوحيد وعبادة الرحمن، ولم يعد على ظهرها موضع قدم للكفر والشيطان ...
    ثم إن الإنسان تطهر من الحقد والحسد تقربا من الواحد الديان، وتجرد من العداوة والبغضاء والشنآن، ولزم التحلي بمكارم الأخلاق في كل مقام وأوان، وتمسك بالعروة الوثقى وبذكر من في كل يوم هو في شأن، كما تزود بالتقوى عندما فقه جيدا ما تعنيه كل من عليها فان، وتحرى الصدق في سيرته توقيا للخسران، ونأى بنفسه عن قول الزور والبهتان، واليوم قد أصبح الناس دون استثناء يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر والطغيان، بقدر ما يسارعون إلى حب الخيرات ومقت الأوثان، ولا يغفلون عن التحدث بنعمة الله في الأفراح والأحزان ...
    لقد اتخذ أهل الأرض اليوم، أيها المشاهدون الكرام، العدل منارة لهم ولم يخسروا الميزان، واعتمدوا الإحسان منهجا في آن، وعملوا بما جاء من امر ونهي في القرآن، فهنيئا لكم ولي ولأبناء آدم، ممن أدركوا يومنا هذا، بهذا الخبر الذي حلق وأضاء في سماء عصرنا دون سابق إعلان أو استئذان...
    نظر الرجل إلى زوجه مندهشا مما انساب في أذنيه كالنسيم، وعلامات الإستفهام تضطرب في عينيه، ونظرت المرأة إلى زوجها وأثر الإستغراب يكاد ينبعث من عينيها، وكذلك كانت ذات الحال متقاسمة بينهما وبين أبنائهما، فأصبح كل منهم يسبح شاردا في ما سمع من كلمات عذبة على لسان المذيع، في حين ساد غرفة جلوسهم صمت لم يعهدوا له مثيلا في الأفراح، ولم يشهدوا له نظيرا في الأقراح ...
    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

  3. #13
    امر من هنا واقرا بعضا من ابداعات اخ عزيز احترمه
    لي عودة مع بقية النصوص
    وفقك الله واهلا بك معنا اشتقنا لحرفك البهي
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  4. #14
    بسم الله الرحمن الرحيم
    سلام الله عليك أختي الكريمة
    ريمه الخاني
    ورحمته جل جلاله وبركاته
    وبعد ...
    لك غيث الشكر وفيض التقدير على جميل إطلالتك المشرقة في هذه الرحاب القصصية السنية، وأسأل من لا تأخذه سنة ولا نوم أن يرزقنا التوفيق والسداد في القول والعمل، وفي كل حرف عربي أصيل نخطه باليمين ...
    حياك الله
    أبو شامة المغربي - عبد الفتاح أفكوح
    aghanime@hotmail.com

  5. #15
    سرقة أدبية
    ... فحدث نفسه بقوله: ... وأنا على يقين بأن أمري لن ينكشف بين الكتاب والقراء، وما علي إلا أن أبذل كل ما في وسعي لأطمس أي أثر من شأنه أن يكون سببا في افتضاحي بينهم، وحتما سيحالفني التوفيق في سعيي، الذي لن أجد له شاكرا على أي حال سواي، ومن هم على شاكلتي يقتفون ما أقتفي ...
    أرخى سدول السطو على ما ليس له، وهان عليه أن يمد يده غاصبا إلى ما لم يبذل من أجل تحقيقه جهدا، وسولت له نفسه سرقة ما لم ينفق في سبيله وقتا، فانكب ناهما على ما بين يديه بالنسخ واللصق، وهو لا يحفل بما يمتصه من دماء الكتاب، ولا يلقي بالا إلى عنوانه، ولا يهتم حتى باسم صاحبه، فالوقت من ذهب، حدث بها نفسه، وفي عرفه ما خاب من نهب ...
    أتى بسطوه على الكتاب برمته، وانتقى له بعد فراغه من رص فقراته وفصوله عنوانا رنانا طلبا لشهرته، ثم أسرع به إلى دار النشر مزهوا بفرحته، وترك لمديرها واسع النظر في تصميم الغلاف وصورته وشكله، ومنحه في ذات الوقت كامل الإختيار في زخرفة اسمه الشخصي الثلاثي حفاظا على سمعته، وخول له إعمال الرأي وتمام التصرف في إخراج وتنميق أولى طبعاته ...
    أصبح الكتاب بعد أيام مطبوعا، وموزعا، ومعروضا في واجهة المكتبات بأبهى حلة، وأضحى حديثا يجري على ألسن الأدباء والنقاد والقراء على حد سواء، ومثلا سائرا في معارض الكتب، وغدا محورا تعقد من أجله الندوات واللقاءات، وظل لزمن غير قصير يشغل في الصحف والمجلات بدل الصفحة صفحات، وصار الذي ادعى تأليفه ضيفا معززا مكرما يتهافت عليه أصحاب البرامج الثقافية الإذاعية والتلفزية، ثم اعتاد رواد المكتبات الأوفياء، كلما مروا بها، أن يقفوا مليا أمام كل واجهة، ويلقوا نظرة إعجاب وتقدير على اسمه المخطوط بحروف عربية جميلة على غلاف الكتاب، وأن يمعنوا النظر في العنوان، وهم يقرءون دون عجلة من أمرهم: سرقة أدبية ...
    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

  6. #16
    الجدار
    ... ثم إن الغدر حيكت خيوطه السوداء ليلا، وبيت أهله المؤامرة والمكر سرا، فكان لاجتهادهم في ما حاكوه وبيتوه فنونا شتى يندى لها الجبين، فلم يستحوا وقست قلوبهم واسودت كالقطران، وصنعوا ما زينه لهم الشيطان بزخرفه، وكادوا يضاهون بصنيعهم ما أشار موسوسا عليهم به ...
    أسفر الصبح، فبدت عتمة ما يلفظونه خبيثا من أفواههم جلية في ما بينهم، وأفصح جرمهم عن بشاعة ما يضمرون، وأصبح من ينظرون إليهم بعين العداوة والحقد والحسد، وقد وجدوا أمامهم جدارا قائما قد تم نصبه، وعلا فاصلا في ما بينهم بأيدي المتآمرين عليهم، ممن حسبوا كل الخير لأنفسهم في ما مكروه، وظنوا الفوز كل الفوز وعظم قدر الغنيمة في ما غرسوه، فظنوا أن الجدار الذي بنوه سيظل حائلا منيعا ...
    اتخذوه حماية لأنفسهم في ما يزعمون من أعداء هم الذين صنعوهم، وشيدوه صدا في ما يدعون لعداوة هم من أوقد وأجج نارها، ثم إنهم أرادوه حجابا لمواراة وجوه يكرهون النظر إليها، ولمنع أياد من الإمتداد يمقتون مصافحتها ...
    حتى إذا طال عليهم الأمد خلف الجدار، وضاقت عليهم أنفسهم بما رحبت من الضلال والشقاء، وتفجرت أفئدتهم بما انطوت عليه من ظلمات الإثم وشناعة العدوان، أيقنوا أن لا عدو لهم في هذه الدنيا غير إبليس ولا أحد ثاني سواهم، وأدركوا أن العداوة سم يجري في عروقهم بدل الدماء، وأن الجدار الذي أقاموه فرحين، لم يوار إلا أوجههم المنكرة بأثر ما تخفي صدورهم، ولم يحجب غير أيديهم الملوثة بدماء الأبرياء ...
    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

  7. #17
    المنصة
    ... ثم ما إن أيقظهم شروق شمس ذلك اليوم، حتى أقبل بعضهم على بعض مهنئا مباركا، ومن فورهم توجهوا مسرعين إلى المكان المعلوم، وقد جاءوا من كل صوب ركبانا وراجلين، وحلقوا بالحدث السعيد المرتقب قدر ما حلق بهم عاليا، واهتموا به قدر ما ذاع خبره في المدينة الصغيرة وملأ ارجاءها، واحتفلوا به مسبقا في مخيلتهم قدر ما بلغ صيته وشغل غيرهم من الناس ...
    كانت المنصة منصوبة بعناية فائقة، وكانت الكراسي الوثيرة المعدودة على رؤوس الأصابع عليها مصفوفة بذوق أنيق، وقد أعدت لكبار المدعوين من الضيوف وغير الضيوف، وظل الوافدون واقفين على أرض الساحة، تحت شمس حارقة تلهب رءوسهم، وتلسع بسياطها ما تبقى من أجسادهم، ومكثوا على تلك الحال يحصون الدقائق والساعات، ولا يتحدثون في ما بينهم سوى عن الحدث السعيد الذي سيحل قريبا معززا مكرما بينهم، وكانت ألسنتهم لا تنطق، فضلا عن هذا الحديث، غير أسماء كبار المدعوين الذين سيشرفون مدينتهم النائية بالحضور ...
    لم يسفر موعد استهلال الحفل عن شيء ذي بال، وتجاوزته الساعة والساعتين والساعات، وتطلع عمار الساحة إلى المنصة، عسى أن تظفر أعينهم ولو بضيف واحد، لكنهم لم يروا عليها سوى تلك الكراسي اليتيمة، ولم يبصروا غير ما اريد لها أن ترتدي من الزخارف والزينة، فعلت الوجوه علامات الإستفهام ومآثر الإستغراب، ولاحت من العيون نظرات الإستنكار والخيبة، فاندفعت من أكثر الأفواه ألفاظ اللعن والشتم بصوت جهير، وانبعث من بعضها صفير حاد يصم الآذان، بينما تجرع القليل ممن غصت بهم الساحة غصة قصة أصبحوا في عداد ضحاياها، ولم يكونوا من أبطالها، فتلاشى كل ما وعدوا به منذ شهر أو يزيد، وانفض الجمع سريعا، وبدت ساحة المدينة كئيبة، فلم يعد الحدث المنتظر من قبلهم إلا سرابا، بعد أن كان متخيلا في أذهانهم كالقصر المشيد ...
    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

  8. #18
    الإتجاه المعاكس
    ... فظلوا على تلك الحال المضطربة المتوترة منذ ساعات الصباح الأولى، وما إن أقبل عليهم المساء حتى ضاق كل منهم بجلسائه، وكره النظر إلى وجوههم، وأقسم بينه وبين نفسه أن لا يضمه معهم مجلس بعد اليوم، وأن لا يمد يده مصافحا لهم عندما ينتهي ما يجمعهم بهم من لقاء...
    إني لأراكم قد ضللتم سواء السبيل، وأصبحتم تخبطون خبط عشواء، وتسبحون بعيدا جدا عن الغاية التي نسعى إلى بلولغها، بقدر ما صرتم في منأى ومعزل عن الأمر الذي اجتمعنا من أجله، ولا أحسب نفسي إلا غريبا بينكم ...
    أما وقد لفظت في وجوهنا دون حياء ما لديك من بضاعة كاسدة متعمدا، فإني لا أخالك إلا قد أفصحت عما أجهدت نفسك على مواراته من سوء النية وخبث الطوية، وأجدني الساعة أنظر إليك وقد علت المذلة وجهك بعين الإزدراء، ولن أنصت إليك بعد أن سقط القناع الذي ترتديه، وانكشف لي أمرك الذي أنت من أتباعه ومريديه، وسأشيح بوجهي عنك، وأهدي إليك الأذن الصماء ...
    من أذن لك يا هذا بالكلام؟ وكيف سمحت لنفسك أن ترتقي هذا المنبر وأن تعتلي هذا المقام؟ ألا تخجل وقد أبديت ما أبديت؟ وبأي حق تجرأت على الظهور بيننا بما أنت لست أهلا له؟...
    لقد خبرتك جيدا وفقهت مكرك منذ زمن، فلا تنتقص ذكائي الذي لن تبلغ شأوه، ولتعلم أنك نكرة بالنسبة إلي، وأجزم بأنك غرس سام مدسوس في أرضنا، وطفيلي متهافت على زمرتنا، ولا أراك إلا أرذلنا بادي الرأي ...
    أنزلوا عليهم آيات اللكز، واللكم، والصفع، والركل، ورفعوا من بينهم لغة الحوار والتخاطب باللسان، فحرص كل واحد منهم على أن يكون جوادا كريما في العمل بروح تلك الآيات، ولم يقصر كل منهم في إكرام أصحابه غاية الكرم ...
    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

  9. #19
    الصفعة
    ... ثم سرعان ما وجد نفسه وجها لوجه مع ما اجتهد في طمسه غاية الإجتهاد، وسعى إلى مواراته بسعي حثيث منذ زمن صار يحسبه اليوم بعيدا، ولم يقصر في غصب الذاكرة وإكراهها على نسيانه، فظن الوجه الكريه لديه، وقد انتصب أمامه متحديا، غيمة عابرة، وحلم يقظة خاطف مصيره إلى زوال واندثار، كما هو شأن ومآل أضغاث الأحلام ...
    كيف لهذا الوجه الممقوت في تقديره الخاطئ أن يثبت له قرار، وأن لا يتلاشى ويضمحل سريعا، وقد حكم عليه بالموت في ما سلف من حياته، بعد أن توهم إلقاءه في بئر النسيان العميقة؟
    ثم أنى لذاك الوجه أن يبعث حيا من جديد، وقد عده متوهما من الأموات الذين عفا عنهم الزمن؟ ...
    بقي الوجه المغضوب عليه من قبله ماثلا أمامه كعلم منصوب، وظل ملازما له كظله لا يفارقه لحظة واحدة، فخيل إليه وكأن يدا صلبة خشنة قد امتدت إلى خده الأيسر بصفعة قوية، كادت أن تكون سببا في إزهاق روحه، وعلة كافية لاختفاء جسده وذهاب أثره ...
    أحس بانقباض شديد في قلبه، وبضيق الأنفاس في صدره، وبثقل كجلمود صخر أطبق على سمعه وبصره، فانتابه الخوف مما ألم به فجأة، ولم يجد حوله عونا على خلاصه من ذاك الوجه الذي باغثه، ولم يعثر بين يديه على ما يدفع به آثار تلك الصفعة ...
    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

  10. #20
    الماء والسراب
    ... ثم ناداهم بصوت جلي، وقد لاح لهم بوجه وضيء، وحلة بيضاء: اتركوا ما بأيديكم، والحقوا بي خفافا إلى حيث سأنتهي بي وبكم، فمن أخلد إلى الأرض وإلى عدم إجابة دعوتي وتخلف، فسيحرم نفسه خيرا وفيرا وفضلا كبيرا، ومن أجاب ولبى النداء، فسيفوز فوزا عظيما بما ستقر به عيناه، وسيحظى بالذي سيثلج صدره ويطمئن إليه قلبه ...
    لحق به من الجمع من لحق، وتخلف منهم من تخلف، فأما من أجابوا الدعوة، فقد وجدوا ما وعدوا به حاضرا، وأما المتخلفون فلم تنفعهم ندامتهم بعدما أعمت الضلالة بصائرهم، وغلب عليهم سوء الظن في من نادى فيهم باللحاق به، فرأوا عين اليقين ما ناله المجيبون للدعوة من الخير الكثير ...
    ثم ناداهم آخر موسوسا بصوت غوي، وقد بدا لهم بوجه معتم كريه، وبحلة سوداء علاها زخرف غير يسير: أن اسرعوا وسارعوا غير مترددين، واحملوا معكم كل ما تشتهيه أنفسكم، ولا تنسوا أن تصحبوا معكم أهواءكم ونزواتكم، ثم اقتفوا أثري ثقالا إلى المكان الذي سأفضي بي إليه وبكم، فمن اثاقل وقعد عن اللحاق بي، فسيمنع نفسه لعبا غزيرا، وسيفقدها لهوا لا يملك أحد له نظيرا، ومن بادر مجيبا غير متردد إلى حيث أقصد وأريد، فسيفوز بما سيسحر عقله ويأسر فؤاده، وسيحرز كل ما ستشرد فيه عيناه ويسبح فيه هواه ...
    اقتفى من ذات الجمع من اقتفى أثره، واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم من استعاذ، فأما من أجابوا دعوته، فلم يخطئوا ما وعدهم به، وأصابهم منه شر مستطير، وأما من أمسكوا أنفسهم عن إجابتها، وأنكروها ولعنوا صاحبها، فإنهم حمدوا الله على أن هداهم إلى سبيل الرشاد، وصلوا وسلموا على النذير البشير الهاد ...
    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مجموعة قصصية /السر المفقود
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-16-2016, 05:37 PM
  2. لوليام سارويان و مجموعة قصصية مدهشة
    بواسطة ريم بدر الدين في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-24-2013, 02:43 AM
  3. صدور مجموعة قصصية مشتركة
    بواسطة علي جاسم في المنتدى فرسان الأدبي العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-15-2012, 05:39 AM
  4. مجموعة قصصية جديدة/الهالوك
    بواسطة عدنان كنفاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-18-2011, 04:18 PM
  5. تاريخ جرح مجموعة قصصية رائدة
    بواسطة ملده شويكاني في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-29-2007, 08:02 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •