-
باحث في علم الاجتماع
يهود اليوم لايمتون بصلة لبني إسرائيل
المقالة التالية تقرير طلبته القناة التاسعة في تركيا، لا أعرفها ولا أعرف تابعة لمن وما هو توجهها، اتصل لي اخ كريم عرف على نفسه وقال: فلان أعطاني رقمك، أعد تقرير عن اليهود وبحاجة لمادة عنه. قلت أبشر، يكفيني أن التقرير لصالح القضية، سيبث خلال الايام القادمة، أرفعه هنا للفائدة:
يهود اليوم لا يمتون بصلة لبني إسرائيل؟!
مصطفى إنشاصي
يزعم اليهود بأنهم جنس واحد لم يختلط مع غيره من الأجناس الأخرى منذ دخولهم فلسطين إلى خروجهم منها، وبعد نزوحهم حافظوا على نقاء جنسهم داخل أسوار الجيتو التي لم يكن يخرجوا منها إلا لقضاء الأمور الضرورية مع الآخرين، وبناء عليه نشأت فكرة: أن الدين اليهودي دين خاص وليس ديناً تبشيرياً!
ذلك الزعم ينفيه الكاتب اليهود (هربرت لوي) أستاذ اللغة العبرية في جامعة أكسفورد في دائرة المعارف البريطانية مادة judaism يقول: "نشط اليهود إلى التبشير عندما رأوا الوثنية قوية النفوذ فننشره في العالم. والكتاب القدماء يونان ورومان يشهدون بقوة النشاط التبشيري الذي قام به اليهود".
وقد سبق الدعوة إلى اليهودية وسط الآشوريين، "ففي آشور القديمة اعتنق الملك الأياديين اليهودية وتبعه عدد كبير من أتباعه". كما يقول ول ديورانت: (إنا لنراهم من بداية ظهورهم خليطاً من سلالات كثيرة، والحق أن وجود جنس نقي في الشرق الأوسط بين آلاف من تياراته الجنسية التي تتلاطم فيه أمر يتطلب مستوى من الفضيلة لا يعقله العاقل".
وقد خرج الأستاذ فيشبرغ من دراسة له على (2836) يهودياً من أهل نيويورك بنتيجة وهي: "أن ادعاءات اليهود بالنقاء السلالي لهي ادعاءات عقيمة لا أساس لها، وهي في هذا تشبه المزاعم القائلة بوجود اختلاف جوهري بين اليهود وبين الجنس الآري المزعوم الذي بينت عليه مشاعر العداء للسامية).
كما خرج الأشتاذ زبلي من دراسة أجراها على مجموعات اليهود المختلفة بنتيجة أثبتها في كتابة "أجناس أوروبا" ص390 وهي: :أن تسعة أعشار يهود العالم يختلفون عن سلالة أجدادهم اختلافاً واسعاً ليس له نظير وأن الزعم أن اليهود جنس نقي حديث خرافة".
وتؤكد الشواهد التاريخية والدينية والأنثروبولوجية أن اليهود ليسوا جنساً واحداً كما "يقرر الواقع أن 99% على الأقل من اليهود المعاصرين ليس أجدادهم أحد وطأت قدماه أرض فلسطين بسبب التحول من ناحية وبسبب الزيجات المختلطة من خلال القرون من ناحية أخرى".
وأننا نقرأ أيضاً في التاريخ اليهود ما يثبت دخول أقوام غير يهودية في الدين اليهودي، ليس هذا فحسب بل أنهم لعبوا دوراً مهماً في تاريخ اليهود وقدموا الملوك وكانوا مخلصين جدا ليهوديتهم، فـ(عمري) أقوى ملوك الدولة الإسرائيلية في السامرة كان عربياً من قبيلة الأنباط.
كما أن (هيرودوت) آخر ملوك الدولة اليهودية في القدس الكبار ولعب دوراً من الدرجة الأولى في الحرب ضد الرومان من قبيلة الأدوميين العربية!
كما أن الأسرة العصمونية (63 ق.م - 135م) خلال غزوتها اليهودية أيام اليونان والرومان قد فرضت اليهودية على السكان المهزومين وخاصة الأدوميون الذين دخلوا بالإيمان في الأسرة اليهودية، ولقد بان أنهم مخلصون شديدوا الإخلاص حتى أنهم قدموا لإسرائيل آخر ملوكها الكبار ولعبوا دوراً من الدرجة الأولى في الحرب ضد الرومان.
ويقول "جورج سارتون" أستاذ التاريخ في العلوم في جامعة هارفرد الأمريكية عن نماذج شعوب الشرق الأوسط: "فإن شعوب الشرق الأوسط وشعوب الشواطئ الشرق للبحر المتوسط تمازجت من مطلع القرن العشرين ق.م مرارا وتكرارا".
وجاء في كتاب الستار حول أمريكا: "دم إبراهيم وإسحاق ويعقوب لا يجري في عروق الكثير من اليهود الذين أتوا إلى أمريكا من شرق أوروبا، ذلك الدم قد يكون أثر في عرب فلسطين الذين شردهم هؤلاء الخزريين مغتصبوا لا وارثوا البلاد المقدسة".
ويقول بنيامين فريدمان في كتابه "يهود اليوم ليسوا يهوداً": "ويُقدر بعض علماء الأجناس أن نسبة يهود الخزر من مجموع اليهود اليوم حوالي 92%".
مَن هم اليهود الخزريين؟
إن الحقائق المحققة التي لا تقبل الجدل ولا اعتراض تزودنا ببرهان لا شك فيه على صحة الحقيقة التاريخية بأن مَن يزعمون أنفسهم "يهوداً" من ذوي الأرومة الأوروبية الشرقية في كل مكان من عالم اليوم، هم تاريخنا ينحدرون على نحو لا يرقى إليه الشك ولا نزاع فيه من سلالة الخزر.
وعن حقيقة الأصل العرقي للخرز تقول الموسوعة اليهودية طبعة 1903: "الخزر اليهود شعب تركي الأصل، تمتزج حياته وتاريخه بالبداية الأولى لتاريخ يهود روسيا... أكرهته القبائل البدوية في السهول من جهة، ودفعه وتوقفه إلى السلب والانتقام من جهة أخرى... على توطيد أسس مملكة الخزر في معظم أجزاء روسيا الجنوبية قبل الفارانجين 855م.
وقد سكن الخزر النصف الشمالي من البلاد الواقعة بين بحر قزوين والبحر الأسود بما في ذلك شبه جزيرة القزم، وشملت دولتهم مقاطعة الفونغا، وامتدت شمالا الة مقاطعة الأورال وغربا كييف وكانت عاصمتهم مدينة أنيل الواقعة على دلنا نهر الفولغا، وكانت لهم دولة كبيرة قوية في القرون الثامن والتاسع والعاشر ميلادية، وقد حارب الخزر المسلمين والبيزنطيين الروس مراراً.
وقد هزموا أمام المسلمين مرات عديدة ودخلوا بلادهم وأقاموا فيها وفرضوا عليهم شروطهم وخاصة تلك الحملة التي قام بها محمد بن مروان الأموي الذي أصبح خليفة بعد ذلك، حيث نجح في الوصول إلى عاصمتهم (أتل) وفآجئهم مما مكنه من فرض ما يريد عليهم، ففرض عليهم الاسلام وترك عندهم اثنين من علماء المسلمين ليعلموهم الدين الاسلامي.
وكان من أشهر ملوكهم الملك بولان وابنه عبادية، وابنه جوزيف وفي عام 740م تقريباً اعتناق الملك الخزري بولان وحاشيته والطبقة العسكرية الحاكمة لليهودية، واتبع عدد كبير من الشعب لهم وأصبح معظم الذين يدينون باليهودية في العالم من غير بني إسرائيل ولا صلة بالشرق الأدنى، ولم ير أجدادهم فلسطين، أو يسمعوا بها قبل اعتناقهم باليهودية.
وكان العدو اللدود للخزر الروس الذين قضوا على الدولة الخزرية عام 1016م، واخذوا منهم ألوف الأسرى إلى مدينة كييف وغيرها. وعاش ألوف منهم أيضاً في شبه جزيرة القرم. ثم انتشروا في بلاد الروس، وفي بلاد أوروبا الشرقية، وبعد ذلك في غربي أوروبا، ثم الولايات المتحدة الأمريكية، وذهب عدد من أفراد العائلة المالكة الخزرية والنبلاء بعد زوال دولتهم إلى الأندلس وعاشوا مع العرب هناك بأمان واعزاز وعليه فكثير من يهود أسبانيا لا صلة لهم بفلسطين، ويهود روسيا وأوروبا وأمريكا يرجعون إلى أصلهم الخزري، وإلى من تهود من سكان روسيا أوروبا الشرقية على أيدي اليهود الخزر ويهود بيزنطة وهم من العنصر السلافي.
ويقول الكاتب اليهودي آرثر كوستلر في كتاب "القبيلة الثالثة عشر": "بعد انهيار دولة الخزر هاجر عدد كبير من سكانها الذين اعتنقوا اليهودية في أنحاء مختلفة من أوروبا حيث أننا نصادف في أواخر القرن الوسطى مستوطنات الخزر في القرم وأوكرانيا، وهنغاريا، وبولندا، ولتوانا ...".
وفي كتابه عن بلاد الخزر يؤكد (بولياك) أستاذ التاريخ في القرون الوسطى في جامعة تل أبيب: أن الخزر هم أصل الشعب اليهودي، وقد تناول العلاقة بين الشعب الخزري والجماعات اليهودية الأخرى، وتوصل إلى نتيجة مؤكدة وهي أن (العداء إلى السامية) دعوة باطلة لا معنى لها، لأن أجداد يهود العالم اليوم ليسوا من الأردن بل من الفولغا، ولم يأتوا من كنعان بل من القوقاز الذي قيل في يوم من الأيام أنه مهد الجنس الآري، وأنهم من حيث الأرومة أقرب رحماً لقبائل الهون والأويغو والمجر منهم لذرية إبراهيم وإسحاق ويعقوب وهكذا يصبح العداء لـ(لسامية دعوة باطلة لا أساس لها).
وبعد هل يحقق لليهود أن يتحدثوا عن نقاء عرقي وجنس يهودي نقي؟!
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى