فرنسا رائدة الحرب الصليبية ضد الإسلام ..؟! (1)
مصطفى إنشاصي
من بداية أخرجت حلقات مقالة بالعنوان أدناه لنشرها على حلقات لتوعية القراء بحقيقة فرنسا، وما ذكرني بها وهي سبق أن نشرتها اول مرة عام 2013، محاولة شيطنة حماس وتشبيهها بداعش، وجهود ماكرون رئيس فرنسا تشكيل تحالف دولي لمحاربة حماس على أنها منظمة إرهابية، ومازال بين الفينة والفينة يعود بطرح الفكرة، ويقوم بزيارات لدول غربية أعلنت تحالفها ودعمها للعدو على رأسها بريطانيا وألمانيا وانضم إليهما السويد!
وبحكم توقيف الفيسبوك والبريد الالكتروني مؤقتا، والحلقات منشورة على النت، فكرت في نشرها لمزيد من التوعية بالعداء الفرنسي التاريخي للامة، وأنها سباقة دائما في إعلان الحرب الصليبية وبعدها يتبعها الغرب، والتالي نص جزء من الحلقة الأولى:

هذه مقالة كتبت جزء منها منذ بداية التدخل الفرنسي في مالي ولكني لم أكملها ولكن بعد أن قررت فرنسا تسليم مالي لقوات دولية بعد النجاحات التي حققتها ضد الإسلاميين رأيت العودة لاستكمالها ونشرها، وبعد أن أكملتها أمس لم يتوفر لدي الوقت لنشرها بسبب انقطاع الكهرباء، ولكن بعد هذا التقرير المفجع الذي نشره موقع خدمة العصر بعنوان: "ميليشيات" زنجية موالية للفرنسيين تقتل العرب وتحرق مدارس القرآن‎! ويتحدث عن ارتكاب الميليشيات والجيش المالي جرائم إبادة ضد العرب والطوارق وغيرهم من المسلمين تحت سمع وبصر قوات الاحتلال الفرنسي دون أن تحرك ساكن أصبح مهم نشر على هذه المقالة، خاصة وأن المقالات التي تتحدث عن أسباب التدخل الفرنسي في مالي كالعادة تفصل بين الديني والسياسي والاقتصادي في الموقف الغربي من الإسلام، وتبحث عن مبررات غير منطقية تركز على نزع الطابع الديني عن السياسة الغربية في كل حرب أو معركة ضد جزء من وطننا! وكما أوضحت في مقدمتها أنني لن أناقش فيها أسباب التدخل الحقيقة في مالي أو غيرها من أقطار الوطن حيث كتبت:
أثار التدخل الفرنسي المباشر في مالي ضد حركة أنصار الدين دهشة البعض حول دور فرنسا وسرعة تدخلها في أقطار وطننا قبل غيرها من الدول الغربية، فهي عادة لا تنتظر نضج الظروف أو الأسباب التي تبرر بها تدخلها أو أن يتخذ مجلس الأمن قراراً بذلك بل تكون هي الرائدة والسباقة ثم تتبعها بقية الدول الغربية ويكون قرار مجلس الأمن تحصيل حاصل للتدخل الفرنسي، وعادة ما يبحث المحللين والكتاب عن مبررات سياسية أو اقتصادية وغيرها من الأسباب والمبررات التي قد تكون كلها أو بعضها صحيحاً ولكنها ليست الأسباب الحقيقية!
وبغض النظر عن موقفي مما يحدث في مالي وغيرها من أقطار الوطن إن كنت معه أو ضده في هذه المقالة لن أناقش مبررات التدخل الفرنسي أو الغربي في وطننا؛ فموقفنا ثابت وواضح أننا ضد التدخل الغربي في شئون وطننا الداخلية مهما كانت المبررات أو الأسباب ومهما كان الوضع سيئاً في أقطاره. كما أن موقفنا من الاستعانة بعدو الأمة اليهودي – الغربي واضح وثابت بغض النظر عن وطنية أو عمالة الأنظمة الحاكمة في وطننا فنحن ضد الاستعانة بالأجنبي مهما كانت المبررات ضد أبناء الوطن، ومَنْ أراد الثورة على نظام الحكم في بلده ليثور معتمداً على قدراته الذاتية والعربية والإسلامية المخلصة دون عون من الغرب سواء كان مشروطاً أو غير مشروط. والموقف نفسه تابت من أنظمة الحكم التابعة للغرب والعميلة فنحن ضد تلك الأنظمة التي في البداية والنهاية تعمل حسب الأجندة الغربية ولولا ذلك ما أوصلت الأمور الداخلية إلى حد الانفجار، وسولت للنفوس المريضة في ما يسمى المعارضة التي في نظري هي الوجه الآخر للأنظمة الاستعانة بالعدو المشترك لهما وهم يعلمون أن الغرب هو الذي دعم وجود تلك الأنظمة طوال عقود من عمر الأمة!
ولكني أرى الآن أهمية أن نناقش مدى صحة ذلك الرأي الذي يجرد السياسة الفرنسية والغربية من البُعد الديني ضد أمتنا ويردها إلى أسباب سياسية أو اقتصادية فقط كمحاربة ما يسمونه (الإرهاب) أو السيطرة على الثروات النفطية أو الغاز أو اليورانيوم أو الذهب وغيرها، واسأل:
البوسنة والهرسك
عندما سارعت فرنسا إلى التدخل في البوسنة من بداية الحرب بين الصرب والمسلمين قبل أن يتخذ مجلس الأمن قراراً بإرسال قوات دولية إليها وساعدت الصرب على ارتكاب أبشع جرائم الإبادة وما صاحبها من اغتصاب وتهجير وغيرها في القرن العشرين؛ أكانت البوسنة غنية بالنفط أو الغاز؟ أو لديها نسبة كبيرة من مخزون العالم من مادة اليورانيوم أو الذهب كما هي مالي؟! الإجابة قطعاً لا! فهي لا تملك احتياطي عالمي من النفط ولا الغاز ولا اليورانيوم ولا الذهب ولا شيء مما يريق الغرب الدماء البريئة من أجله دون شفقة! إذن لماذا سارعت في التدخل قبل غيرها؟!
لمَنْ لم يقرا التاريخ ويسمع عن جرائم فرنسا والغرب وحملات الإبادة ضد المسلمين في كل مكان وطأته أقدام جنودها في وطننا نذكره بأبشع جريمة ارتكبتها هي والعالم الغربي نهاية القرن العشرين ضد أهلنا في البوسنة والهرسك، كثيرون هم الذين لا يعلمون أن السبب في هذه الجريمة البشعة وما صاحبها من عمليات قتل وإبادة جماعية واغتصاب لعشرات الآلاف من أخواتنا البوسنيات هي فرنسا! لأنه لولا دخول القوات الفرنسية منذ الأسابيع الأول للحرب إلى البوسنة قبل تقديم صيغة قرار بخصوص إرسال قوات دولية إليها وسيطرتها على المطار والتلال المحيطة به التي تتحكم في الطريق بينه وبين سراييفو العاصمة، وحرصها على نشر قوات دولية لم يكن لحماية المسلمين من الصرب ولكن كي تحرم المسلمين من الإفلات من المجزرة وحرب الإبادة والاغتصاب التي خطط لها الغرب بالتعاون مع العصابات الصربية!
لقد جاء التحرك الفرنسي السريع بعد أن تأكدت أخبار الهزائم التي ألحقها المسلمون بالصرب وطردهم من التلال ذات الغالبية الصربية المسيطرة على طريق المطار- سراييفو، ووشوك سيطرة المسلمين على المطار الذي كان سيوفر لهم منفذ دولي للاتصال الآمن بالعالم ويؤمن لهم الدعم اللوجستي والإنساني والعسكري وغيره، ما يعني أن المعركة كانت ستُحسم لصالح المسلمين دون قتل وإبادة واغتصاب وتهجير، وفرنسا بسيطرتها على المطار والتلال المحيطة به أمنت للصرب حصار وخنق المسلمين وعزلهم عن العالم وتقطيع أوصال البوسنة عن بعضها وتمكين الصرب من ارتكاب كل جرائمهم تحت سمع وتواطئ من القوات الفرنسية والهولندية وغيرها! وانتهت تلك الجريمة الفرنسية الغربية بإكراه المسلمين على توقيع اتفاق دايتون في فرنسا نفسها وقبولهم بدولة يشاركهم فيها الصرب والكروات وبأقل نصيب من الأرض فيها على الرغم من أنهم يشكلون غالبية السكان والوطن وطنهم!
مازلنا لم نجيب عن السؤال والإجابة أنقلها من رسالة تهنئة بعيد الأضحى أرسلتها لصديق بتاريخ 4/4/1999 وكانت كلها عن جرائم الصرب في كوسوفو وقبلها البوسنة والهرسك وعن صمت الغرب والعالم عنها وأوجه التشابه بينها وبين فلسطين
... يتبع