-
باحث في علم الاجتماع
عز الدين القسام: أنت باقٍ فينا نهجاً جهادياً وفكراً وممارسة (1)
عز الدين القسام: أنت باقٍ فينا نهجاً جهادياً وفكراً وممارسة (1)
مصطفى إنشاصي
سيدي ومولاي اسمح لي أن أكتب عنك اليوم بعد أن سقط القناع عن آخر تنكر وانفصال من حلفاء رافعي شعارك لأنهم لم يلتزموا به، لأنهم لا يفقهون منه شيء، وإنما انتهازية ووسيلة لبلوغ مآرب حزبية وشخصية لا تتوافق أو تنسجم مع شعارك وتطبيقك العملي له، ولا مع تجربة رفاقك الذين ربيتهم على صفاء النفس ونقاء القلب والزهد في الدنيا وطلب الآخرة ...
أنت باقٍ فينا يا فارس الكلمة والبندقية، أنت باقٍ فينا يا فارس المنبر والميدان، أنت باقٍ فينا يا فارس الفكر والممارسة، أنت باقٍ فينا يا فارس القول والعمل، روح داعية مسئولة في وسط بحر من اللامبالاة والتقاعس، أنت باقٍ فينا رمزاً للإيمان والوعي والثورة والإصرار على عدم المساومة، لأنك الواجب المقدس في صراع الواجب والإمكان ..
أنت باقٍ فينا على الرغم مِن أن مَنْ أحيوا تجربتك وجسدوها واقعاً وجعلوا منها فخر كل مجاهد ومناضل في الأمة تخلو عنها، ولم يَعُودوا يهتموا بالطليعي وصفاته التي كانت شرطاً ليكون المجاهد والمناضل قسامي، كما كنت وكما ربيت وعلمت وأعددت إخوانك وتلامذتك، ذلك حال مَنْ بقي على رأس ما تبقَ مِن حطام ذلك المشروع، بعد أن غره حطام الدنيا الذي زَهُدت أنت فيه، وارتضى على نفسه أن يكون قزماً بين الأقزام الذين تمتلئ بهم الساحة ..
أما مَنْ ترك أو اضطر لترك ذلك المشروع فلم يَعُد يذكره أو يحرص على ما بدأ به ودعا له، لقد انهزموا واختفوا وغابوا عن واقع الأمة ومعاناتها ورضوا بما آل إليه حالهم، منهم مَنْ شغلته نفسه أو انتهج نهجاً بعيداً عنه، ومنهم مَنْ شغلته لقمة العيش وتربية الولد، ومنهم مَنْ شُغل في البحث عن الذات بعيداً عن الواجب المقدس في ظل صراع الواجب والإمكان، بعيداً عن روح الداعية المسئول، وأصبح لسان حالهم اللامبالاة والتقاعس في وسط بحر من الصراع على الكرسي والمنصب وجمع المال والعيش الرغيد، لم يعودوا رمزاً للإيمان والوعي والثورة والإصرار على عدم المساومة التي أظهروها في مرحلة شبابهم واندفاعهم وحماسهم، كأنهم لم يكونوا قساميين.. بل هم فعلاً لم يكن قسامياً يوماً، وإلا ما كانوا استسلموا لحالهم الذي آلوا إليه وتركوا ما بنوه وضحى من أجله خيرة شباب فلسطين للعجزة القائمين عليه الآن ..
في الوقت الذي يعلم فيه أولئك الذين خذلوك وتخلوا عن نهجك ومشروعك، وغرهم متاع الدنيا التافه وسطوة الكرسي والمنصب الهزيل، فأكلوا حقوق إخوانهم وشردوهم وفرقوا بينهم وبين أسرهم وشهروا بهم في محاولة لتشويههم وإضعاف موقفهم ضد زيفهم وخداعهم، ولم يسلم من شرهم حي ولا ميت، في الوقت الذي يعلمون فيه أن تألق تجربتك منهجاً وفكراً وممارسة كان بعد أن امتلئ بيتك بالأبناء الذين في حاجة لِمَنْ يعولهم ..
ذلك البيت الذي بِعته مرتين وهو كل ما كنت تملك من حطام الدنيا التي زَهُدت فيها، لتوفير نفقات جهادك في سبيل الواجب المقدس، فأنت حقاً انتَصَرت فيك روح المسئولية في صراع الواجب والإمكان فأصبحت رمزاً للإيمان والوعي والثورة والإصرار على عدم المساومة، لِقد َصَدَّق وعيك ممارستك، وعملك قولك، واستشهادك نهجك وفكرك .. فغدوت نموذجاً يتعلم منه كل السائرون على نهج الجهاد والاستشهاد، على نهج الإيمان الوعي والثورة ..
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى