-
باحث في علم الاجتماع
المجازر الصهيونية التطبيق العملي لأوامر التوراة (5)
المجازر الصهيونية التطبيق العملي لأوامر التوراة (5)
مصطفى إنشاصي
مما يؤسفني أن الفكرة من تصنيف المجازر واختيارها بعناية لم تصل للقارئ كما أنها لم تصل للسياسي والمثقف التابع للسياسي منذ ثمانية عشرة سنة، عن نفسي لا أكتب عشوائياً لمجرد الكتابة سواء بحثاً أو مقالة، إنما أكتب من خلال رؤية لتشكيل عقل ووعي القارئ سياسي أو غير سياسي، ولو أنها وصلت السياسي وكان متجرداً من الطموحات الشخصية والحزبية، وزاهداً في دنياه، لما هبطت القضية إلى هذا الدرك من الانحطاط والغياب من ذاكرة الأمة، قبل ذاكرة العالم، وكان أعد السياسي خططه بوعي ومعرفة وإدراك لعقيدة عدوه الدينية وأبعاد مشروعها السياسي، وطريقته في التفكير ورسم الخطط وممارستها عملياً عند التنفيذ لتحقيق غايات مشروعه التوراتي في قلب الأمة والوطن!
وحتى لا يكون حديثي عاماً لا تصل منه فكرتي للقارئ كما أنها لم تصل للسياسي سابقاً؛ أوجزها في:
* أن العدو يمارس القتل والذبح والتدمير والإبادة الجماعية عقيدة دينية وتنفيذًا لأوامر إلهه وطاعة وتقرباً له! فعلى السياسي أن يحصن مجتمعه ضد تلك المذابح نفسياً إن حدثت حتى لا ينهزم نفسياً ومعنوياً ويضعف ويهرب عند حدوثها وذلك ما يريد العدو تحقيقه، وأتيت قدر المستطاع بتعقيبات حاخامات وقادة العدو على تلك المجازر بما يؤكد شرعنتها دينياً وسياسياً! وحتى يتجنب السياسي والعسكري منا استخدام أساليب سياسية أو قتالية تمنح العدو فرصة لارتكاب المجازر والمذابح والإبادة الجماعية ضد شعبنا!
* المجازر المصنفة دينياً للأسف أضاع السياسي ثلاثة وعشرون عاماً إضافة إلى مائة وثلاثة سنوات بعد تأسيس الحركة الصهيونية عام 1897 وهو لم يدرك غاية الصهيونية الأخيرة التي تشكلت من أجل تحقيقها، وأضاع مائة ستة وعشرون عاماً وهو يتخبط هنا وهناك وهائماً على وجهه لا يدري ماذا يريد عدوه بالضبط، جارياً وراء هذا الشعار وذاك، وخلف هذا الحاكم والأمير والملك وذاك، ممنياً نفسه ببلوغ طموح دنيوي هزيل لا يسمن ولا يغني عند لقاء رب العالمين.
لم يربط السياسي يوما بين سياسات وممارسة حكومات العدو الرسمية في كل مساحة المسجد الأقصى فوق الأرض وتحت الأرض وغاياتها، وحمايتها وتشجيعها للمستجلبين على زيارات واقتحامات الأقصى، والتدرج الذي يتصاعد ويوحي بغاياتهم النهائية فيه، ويدرك أن كيان العدو الرسمي قائم ويعمل لتحقيق تلك الخرافة الدينية التي وضعها كاتب أول أسفار التوراة (حزقيال) في بابل قبل حوالي ألفان وستمائة وعشرون عاماً!
لذلك أشعر كأن الجهد والوقت الذي أبذله في الكتابة للرقِ بمستوى وعي القراء يضيع عبثاً في خضم ضجيج الغوغاء، أعداء الوعي، والكلمة الأمينة الصادقة، الذين لديهم آلة إعلامية ضخمة تعمل على مدار الساعة لمسح عقول المتابعين وإفقادهم الوعي، وحرمانهم من لحظة يستمعون فيها لصوت العقل والحقيقة والوعي، ليفكروا ويحاولوا فهم أبعاد الصراع، وما يجري على أرض الواقع، على حقيقته الغائبة في ظل طموحات السياسيين الذين يخلف أحدهما الآخر جرياً خلف متاع دنيا زائل!!!
لا أعلم إن كان وقتي وجهدي يضيع عند القارئ عبثاً كما ضاع عند السياسي سابقاً؟!
لا أعلم إن كان علي أن أستمر في النشر أو أن أتوقف إلى أن تصبح العقول مهيأة لاستيعاب الفكرة؟!
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى